18 أبريل، 2024 11:48 ص
Search
Close this search box.

“جرائم الجوع” .. الوجه القبيح للأزمة السياسية في فنزويلا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تشهد “فنزويلا” صراعا عميقًا؛ بين رئيس يتصارع مع آخر أعلن نفسه رئيسًا بديلاً، ورجل يختطف طفلاً من أجل الحصول على فدية، وسيدة تنبش في القمامة علها تجد ما يسد جوع أبناءها بينما تخشى من أن تسبقها سيدة أخرى فتأخذ الفتات بدلاً منها، وشاب يحمل لافتة يعبر فيها عن رفضه للرئيس هذا؛ وآخر يناهض حكم ذاك.. والصورة القبيحة للجوع يكشر عن أنيابه لشخص أصبح يستحق لقب “سارق” لأنه قام بسرقة قطعة خبز وبضع ملاعق من الأرز، وبلد معطل مدمر يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة وشعب ينام 61% منه بينما يأكل الجوع جوفهم.

نشر المصور الصحافي الإسباني، “إيغناثيو مارين”، شهادته عن الأوضاع في “فنزويلا” مؤكدًا على أن الشعب بدأ يلجأ إلى السرقة من أجل التمكن من البقاء على قيد الحياة، وأشار إلى أنه من الشائع تكرار جملة أن: “الناس يجب أن يلجأوا إلى الجريمة من أجل البقاء”.

ووصف “مارين” ما وصلت إليه الأزمة الإنسانية في “فنزويلا”، وكيف تسير الحياة هناك في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية تأثرًا بالتوترات السياسية، في تقرير مصور بعنوان (جرائم الجوع)؛ الذي رشح في تصفيات النسخة الـ 22 من جوائز “لويس فالتوينيا” للتصوير الإنساني، التي تمنحها (أطباء العالم).

نوع جديد من الجرائم..

ذكر المصور الصحافي أن “فنزويلا” عرفت نوعًا جديدًا من الجرائم؛ أجبر كثير من الشعب على إرتكابها، وأن المحرك الرئيس لها هو “الجوع” ونقص المواد الغذائية الأساسية، وأعترف “مارين” بأنه أصيب بالصدمة عندما تذكر أن الناس في “فنزويلا”، كانوا منذ سنوات قليلة، يعيشون في أوضاع اقتصادية متوسطة، يمتلكون سيارات وشقق، بينما بات من الشائع الآن رؤية الجوعى ينبشون في تلال القمامة علهم يجدون ما يقف حائلاً بينهم وبين الموت.

الشعب جائع والمؤسسات لا تبالي..

أضاف الصحافي؛ الذي عمل في عدة مناطق تشهد صراعات، أن: “الجوع ظاهرة إنسانية، يحدث في كل القارات، لكن هناك اختلافًا كبيرًا بين الأوضاع في إثيوبيا مثلاً وما تشهده فنزويلا”، وأوضح أن البلد الأول يعاني من مشكلات متعلقة بالظروف المناخية الصعبة وغير المستقرة بعيدًا عن السياسة، وأردف: “عندما كنت في إثيوبيا، عام 2016، رأيت كيف كانت أوضاعهم بعد 5 سنوات عجاف بسبب الجفاف”.

وأضاف أن: “الجوع في فنزويلا ظاهرة ناتجة عن التوترات السياسية”، مشيرًا إلى أن المؤسسات الرسمية تتعامل كما لو لم تكن هناك مشكلة من الأساس، كما تمنع منظمات المجتمع المدني من تقديم مساعدات إنسانية.

وصرح “مارين”، لوكالة الأنباء الإسبانية، بأنه سافر إلى “فنزويلا” بالصدفة في إطار تصوير فيلمًا وثائقيًا عن عدة دول، لكنه بعدما رأى الأوضاع بها قرر عمل  تقريرًا مصورًا عنها، مشيرًا إلى أن كل فرد من الشعب الفنزويلي لديه قصة عن فقيد أو سجين أو عن قيامه بتنفيذ عمليات اختطاف أو سرقة سيارات، فقام بتصوير 10 صور تخفي كل واحدة منها قصة مختلفة.

السرقة من أجل البقاء..

من بين الصور؛ واحدة تظهر سيدة تحمل ابنها ذي العام الواحد إلى الطبيب فيخبرها بأنه يعاني من سوء التغذية وأنه يحتاج إلى تناول اللحم؛ فتجيب “وكيف لي أن أوفر له اللحم ؟”.. وذكر المصور أنه أمام الأزمة الطاحنة؛ شحب الطفل وفارق الحياة بعد فترة وجيزة، وأشار إلى أن أكثر صورة أثرت في قلبه تلك التي تظهر جنازة الشاب، “كيبر كوبرو”، (25 عامًا)، الذي قتل على يد رجال الشرطة لقيامه بالسرقة داخل أحد المطاعم.

وذكر أنه بات أمرًا شائعًا معرفة أن أحدهم قبض عليه أو قتل بسبب قيامه بالسرقة، وأشار إلى أن والد “كوبرو” كان حريصًا على أن تُعرف قصة ابنه؛ وقال له: “عليك أن تلتقط الصورة بشكل جيد كي تنتشر، وإذا لم تفلح تكون قد خالفت الوعد الذي أعطيته لهؤلاء الناس”.

وإلى جانب المسؤولية أمام الناس أوضح “مارين” أن العمل الصحافي في “فنزويلا” بات يسبب قلقًا مستمرًا.

مشيرًا إلى الصحافيين الثلاثة في الوكالة الإسبانية، الذين ألقي القبض عليهم الشهر الماضي، وخلال المحاكمة أصدر تحذيرًا لكل الصحافيين بتوخي الحذر بشدة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب