19 أبريل، 2024 7:52 ص
Search
Close this search box.

جدية التهديدات الإرهابية في “طاغيكستان” .. وضرورة عودة “دوشنبه” إلى “طهران” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

القرب من أحد أقدم وأهم بؤر الأزمات الإقليمية، (أفغانستان)، وتوفر مجالات نمو الإرهاب السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية، تسبب في أضرار بالغة لدول آسيا الوسطى. ورغم الانفتاح النسبي على الصعيد الداخلي، وتحجيم احتكار السلطة من جانب الشخصيات أو المجموعات الخاصة، وتقوية الجيش والأجهزة “الاستخباراتية-الأمنية” بمرور الوقت، وجراء التنمية الاقتصادية المحلية، انخفضت نسبة هذه الأضرار بين الدول بشكل عام، في غضون ذلك خاضت “طاغيكستان” أوضاعًا مختلفة.

حساسية “طاغيكستان” تجاه الإرهاب..

تعتبر “طاغيكستان” الأفقر بين دول الاتحاد السوفياتي السابق، بحسب وكالة أنباء (تسنيم) الدولية؛ التابعة لـ”الحرس الثوري الإيراني”، وهي، (طاغيكستان)، ترتبط من المنظور الأمني والعسكري بـ”روسيا”.

علاوة على ذلك؛ فإن إحكام إغلاق الأجواء السياسية، والزيادة غير المسبوقة في مستويات الاستبداد منذ العام 2014، بحيث تم حظر الكثير من الأحزاب والتيارات السياسية، واعتقال الكثير من النشطاء السياسيين أو إجبارهم على مغادرة البلاد، أسفر عن المزيد من الأضرار بالنسبة لـ”طاغيكستان” في مواجهة التنظيمات الإرهابية، لاسيما (داعش) و”طالبان”.

كذلك كان تقييد المناخ بشكل غير مسبوق من سمات “دوشنبه” خلال السنوات الأخيرة. والطبيعي في أجواء، حيث بلغ السخط السياسي، والاقتصادى، والديني، والاجتماعي أعلى مستوياته، وكذلك بسبب التعامل العنيف مع المعارضة وإغلاق أجواء إبداء الإستياء، أصبح من السهولة بمكان تحول الاعتراضات بإتجاه الراديكالية.

تهديد “داعش” المحتمل..

قبل فترة؛ أسفر هجوم بعض الشباب الطاغيكي، أعضاء تنظيم (داعش) الإرهابي، على مجموعة من الأجانب عن مصرع 4 أشخاص. وبعدها بفترة قصيرة أعلن تنظيم (داعش) مسؤوليته عن الهجوم ونشر أيضًا فيديو مبايعة أعضاء المجموعة لـ”أبوبكر البغدادي”.

ومع أنه من غير المعلوم ما إذا كان (داعش) ضالعًا في التنظيم للهجوم، أم مجموعة من الشباب المتضرر فكريًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا قد إتخذ هكذا قرار بشكل ذاتي، لكن على كل حال هذه المسألة جعلت خطورة تنظيم (داعش) في “طاغيكستان” أكثر جدية من مجرد التلاسن السياسي والشعارات الفارغة.

وسوف يزداد إنتباهما لذلكم الخطر؛ إذا ما طالعنا إحصائيات المواطنيين الطاغيك في صفوف الجماعات الإرهابية بدول “سوريا” و”العراق”.

وجود “طالبان” بشمال أفغانستان وتهديد الحدود الطاغيكية..

وقع، الأحد الماضي، هجوم آخر على الحدود الجنوبية لـ”طاغيكستان” في “فرخار”، حيث تعرضت سيارة تقل ثلاثة من موظفي إدارة غابات “طاغيكستان” للقصف؛ ما أسفر عن مصرع شخصان. وأتضح للوهلة الأولى، في سوق التكهنات، أن الهجوم جاء من ناحية الحدود الأفغانية، وانتعشت سوق التكهنات، خاصة عندما أتضح أن حركة “طالبان” كانت قد سيطرت، قبل أيام من الهجوم، على أجزاء من هذه المناطق الحدودية.

وفي أول تعليق رسمي على الحادث؛ قالت “اللجنة الحكومية للأمن القومي” الطاغيكي: “بناء على المعلومات؛ فقد تمكن حوالي 10 – 12 أفغاني من التسلسل إلى طاغيكستان وتنفيذ هذه العملية الإرهابية”.

وعقب الهجوم قصفت طائرات مجهولة الهوية مواضع طالبان على الحدود الطاغيكية، بتاريخ 27 آب/أغسطس الجاري. وطبقًا لتصريحات، “محمد جاويد هجري”، محافظ ولاية تخار الأفغانية، فقد قصفت قوات الحدود الطاغيكية ابتداءً المناطق الأفغانية بسلسلة من الصواريخ، تلاها بدء المقاتلات الجوية في عملياتها على هذه المنطقة.

وقال: “المواجهات بين مهربي المخدرات وموظفي إدارة الغابات الطاغية؛ هو السبب الرئيس في هذه الحملة الصاروخية والجوية”.

إزدواجية معايير الأجهزة العسكرية والأمنية الروسية والطاغيكية..

رغم أن التقرير لم يتطرق إلى دور عناصر “طالبان” في الهجوم، لكن مصادر مطلعة ببعض وسائل الإعلام الطاغيكية تمتلك بالتأكيد أدلة تكشف عن تورط “طالبان” في الهجوم.

في المقابل؛ أصدرت “طالبان” بيانًا ينفي صلتها بالهجوم؛ ويؤكد عدم أحقية “طالبان” بالهجوم المسلح على المواطنيين الطاغيك.

لكن السؤال: هل الهجمة الصاروخية والجوية تقتصر بالفعل على عدد من مهربي المخدرات ؟.. أم أن هناك خطرًا كبيرًا جدًا يختبيء في الحدود الطاغيكية، وتلك الحملة كانت بمثابة رد قاسي على هذا الخطر ؟..

لكن مسؤول بـ”وزارة الدفاع” الطاغيكية رفض مبدأ حدوث هجوم طاغيكي جوي؛ وقال: “أن هذا البلد لا يملك حق الهجوم على نطاق الدول الأخرى، وإذا كانت هناك حاجة لمثل ذلك، فلابد من التعاون وعقد اجتماع طاريء لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي”. ثم نشرت “وزارة الدفاع” الروسية بيانًا أعلن عدم استهداف المقاتلات الروسية لمواضع “طالبان” شمال أفغانستان.

وبعد هذا التكذيب؛ أثارت وسائل الإعلام والمواطنيين الطاغيك الكثير من الأسئلة بشأن الدولة التي نفذت الهجوم.

السيناريوهات المتعلقة بإفشاءات “محمد علي رسول اف”..

ثمة سيناريوهات أخرى مطروحة؛ أحدها يتعلق بمساعي الحكومة الطاغيكية لتنظيم حملة مفتعلة تسهتدف تحريف الرأي العام عن فضائح “محمد علي رسول اف”.

واستنادًا إلى تعليقات عدد من المحللين؛ فقد نفذ عدد محدود ومجهول الهجوم بعد زيادة ضغوط الرأي العام على الحكومة، وبخاصة “اللجنة الحكومية للأمن القومي” بشأن التخطيط لاغتيال “كبيري”، والرد القاسي من جانب القوات المسلحة، (الهجوم الجوي)، في التهديدات الناجمة عن مقولة الإرهاب، كان سببًا في عودة الشعب إلى الحكومة.

ويدعم هذا السيناريو؛ تكذيب “طالبان” لأخبار التورط في استهداف الموظفين الطاغيك، وإنكار حكومتي “طاغيكستان” و”روسيا” للهجوم على “أفغانستان”، مع هذا لا توجد أي وثائق تدل على صحة هذه التعليقات.

ضرورة عودة “طاغيسكتان” إلى “طهران”..

على كل حال؛ من البديهي يبدو أن تنامي خسائر “طاغيكستان” في مواجهة الإرهاب يتطلب تقوية النضال ضد هذه الظاهرة السيئة. ورغم مساعي “دوشنبه” الكبيرة للحصول على الدعم الصيني والروسي في مكافحة الإرهاب، لكن من المعلوم أن خبرات طهران في التعامل مع النماذج المشابهة لا مثيل له بين القوى الإقليمية وفوق الإقليمية.

بل إن الروس أنفسهم، وكذلك الصينيون، قد اعترفوا بهذا الموضوع، ومن ثم حافظوا على التعاون الوثيق مع إيران. كذلك يعتقد المحللون في استحالة إقرار الاستقرار في مناطق آسيا الوسطى والجنوبية بما فيها “أفغانستان” بدون مشاركة “إيران”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب