خاص : كتبت – نشوى الحفني :
لم يلفظ العالم أنفاسه جراء انتشار وباء (كورونا) المستجد؛ والذي راح ضحيته مئات الألوف من البشر، ومازالت إصاباته ومتحوراته مستمرة حتى الآن، إلا ووجد العالم نفسه فريسة جديدة لما يُسمى بمرض “جدري القرود”، الذي ارتفع فيه عدد الإصابات إلى: 92 إصابة مع عدم تسجيل أية وفيات نتيجة لذلك، حسبما قالت “منظمة الصحة العالمية”.
بحلول يوم 21 آيار/مايو 2022، تلقت “منظمة الصحة العالمية”؛ تقارير عن: 92 حالة للمرض تم تأكيدها في المختبر، من: 12 دولة من البلدان المشاركة غير الموبوءة.
ووفقًا لـ”منظمة الصحة العالمية”؛ لا ترتبط حالات “جدري القرود”؛ المبلغ عنها، بالسفر إلى المناطق الموبوءة.
وبحسب المعلومات الأخيرة؛ كانت حالات الإصابة بشكل رئيس، ولكن ليس حصريًا، بين الرجال الذين مارسوا الجنس مع رجال.
تم الإبلاغ أيضًا عن تسلسل (الغينوم) من عينة مأخوذة في “البرتغال”؛ أظهر ارتباطًا وثيقًا بفيروس “جدري القرود”؛ الذي تسبب في التفشي الحالي؛ للحالات الواردة من “نيجيريا” إلى “بريطانيا وإسرائيل وسنغافورة”؛ في 2018 و2019.
مصدر قلق للجميع..
من جهته؛ قال الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، أمس، إن تفشي مرض جدري القردة هو أمر: “يجب أن يكون مصدر قلق للجميع”، مضيفًا أن مسؤولي الصحة الأميركيين يبحثون مسألة اللقاحات والعلاجات المحتملة.
وأبلغ “بايدن” الصحافيين في قاعدة جوية في “كوريا الجنوبية”؛ قبل مغادرته على متن طائرة الرئاسة الأميركية متجهًا إلى “اليابان”: “نبذل جهدًا كبيرًا لمعرفة ما سنفعله”.
إصابات “جدري القرود”..
وأمس الأول؛ أعلنت “إسرائيل” تسجيل أول إصابة بـ”جدري القرود”، في الشرق الأوسط بعد “أوروبا”، و”أميركا الشمالية”.
وأعلن متحدث باسم “مستشفى إيخيلوف”؛ في “تل أبيب”، تأكد إصابة ثلاثيني بعد عودته من “أوروبا الغربية” حاملاً أعراض المرض.
وقالت “وزارة الصحة”؛ الجمعة، إن الرجل خالط مصابًا في الخارج، مشيرة إلى أخذ عينة لفحصها ووضعه في الحجر في “مستشفى إيخيلوف” وأعراض إصابته خفيفة.
وأمس، أكدت سلطات ولاية “نيويورك” تسجيل إصابة بـ”جدري القرود”.
وذكر موقع (أكسيوس)، أنها أول إصابة في الولاية؛ والثانية في “الولايات المتحدة”، هذا العام.
وفي “أوسلو”، قال معهد الصحة العامة في “النرويج”؛ أمس الأول، إن “النرويج” بدأت التأكد من إصابة محتملة بـ”جدري القرود”؛ في العاصمة “أوسلو”.
وأضاف المعهد: “تأكدت إصابة أجنبي، زار أوسلو بين: 06 و10 آيار/مايو الجاري، بعد عودته إلى بلاده”، ولم يذكر المعهد اسم الدولة المعنية.
وعلى إثر تلك العدوى، اتخذت العديد من الدول العربية التدابير اللازمة لمواجهتها: كـ”مصر والمغرب والإمارات”.
ما هو “جدري القرود” ؟
ويُعد “جدري القرود”؛ مرضًا معديًا عادة ما يكون خفيفًا، وهو متوطن في مناطق من غرب ووسط “قارة إفريقيا”. والإصابة بالمرض في بدايتها كانت تحدث عند الاحتكاك بالحيوان المصاب، إلا أنها الآن تنتقل بين شخص وآخر.
وانتشر المرض في عدد من الدول غير الإفريقية، مثل: “إسبانيا واليونان والولايات المتحدة وكندا”، ووصل إلى الشرق الأوسط، مع تسجيل “إسرائيل” أول إصابة بالمنطقة.
وينتشر هذا المرض من خلال الاحتكاك المباشر، مثل لمس ملابس الشخص المصاب أو لعابه، ويُعد الاتصال الجنسي واحدًا من أبرز أسباب العدوى.
ولأن العدوى تحدث عبر الاحتكاك المباشر مع المصاب، فإنه يمكن احتواؤه بسهولة من خلال تدابير مثل العزل الذاتي والنظافة فور تشخيص أي إصابة جديدة.
ويُعاني الأشخاص الذين يُصابون بالفيروس في البداية من الحمى، قبل ظهور الطفح الجلدي على الوجه والجسم. وتشمل الأعراض كذلك الصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والقشعريرة والإرهاق.
ويمكن بعد ذلك أن ينتقل “جدري القرود” من خلال لمس المناطق المصابة، أو عن طريق الرذاذ المتطاير أثناء السعال والعطس.
وبالعودة إلى المدة التي يُشكل فيها الشخص المصاب خطرًا على الآخرين، فإن خبير الأمراض المعدية الناشئة في جامعة “جون هوبكنز” الأميركية؛ “أميش أدالغا”، أكد لصحيفة (ديلي ميل) البريطانية، أن المصاب قادر على نقل المرض لمدة تصل إلى: 04 أسابيع بعد ظهور الأعراض.
وأوضح أن السبب وراء طول المدة، هو أن: “الآفات الجلدية قد يستغرق بضعة أسابيع حتى تختفي”، مؤكدًا أن: “الناس معديون حتى تختفي آفاتهم الجلدية النشطة”.
من جانبه؛ وافق خبير الصحة العالمية في جامعة “ساوثهامبتون”؛ في إنكلترا؛ “مايكل هيد أدالغا”، الرأي.
وقال: “استنادًا إلى حالات تفشي مرض جدري القرود السابقة، وإرشادات من السلطات الصحية في المملكة المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، يمكن مقارنة الفترة المعدية (أي عندما ينتقل الفيروس إلى شخص آخر)؛ بالفترة الزمنية التي يوجد فيها الطفح الجلدي والبثور”.
وتابع: “قد يكون هذا لمدة أسبوعين، وقد تكون المدة أطول”.
يُذكر أن “إدارة الغذاء والدواء الأميركية”؛ (FDA)، وافقت، الجمعة، على عقار الجدري لعلاج مرضى “جدري القرود”، بينما كشفت “منظمة الصحة العالمية” أنها ستعقد اجتماعات يومية مع تطور الوضع.
ما سبب الارتفاع في الإصابات ؟
قالت “أنغيلا راسموسن”؛ عالمة الفيروسات في “منظمة اللقاحات والأمراض المعدية”؛ بجامعة “ساسكاتشوان”، بـ”كندا”؛ إن: “الفيروسات ليست شيئًا جديدًا وهي متوقعة”.
وأضافت أن عددًا من العوامل عجل من ظهور وانتشار الفيروسات من بينها زيادة السفر على مستوى العالم وتغير المناخ.
وقالت إن العالم أيضًا في حالة تأهب أكبر لعمليات تفشٍ جديدة لأي نوع من الفيروسات في أعقاب جائحة (كوفيد-19).