كتب نوري حمدان : يبدو ان المتظاهرين بدء يذهب صبرهم وهم يستشعرون ان صوتهم لا يسمع من قبل المتنفذين في السلطات وهم المعنيين في الاصلاحات وهي المطلب الرئيس والاساسي للمتظاهرين مما جلعهم يقررون نقل تظاهراتهم من ساحة التحرير الى المنطقة الخضراء حيث مقر السلطات.
نشر ناشطون في التظاهر هاشتاغ يحمل عنوان (جاييكم للخضراء) مع صورة لخارطة المنطقة طبع عليها الهاشتاغ، وداعين بمنشورتهم المتظاهرين جميعا الى الحضور والمشاركة فيها.
وقال احد منظمي التظاهرات في بغداد والقيادي في التحالف المدني الديمقراطي جاسم الحلفي في تصريح نشره على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، انه “معا نحن قوة”، واضاف “المعركة مع حيتان الفساد تستدعي ان نكون موحدين في مجابهتها”. ووضع هاشتاغ (جاييكم للخضراء) واخر (مستمرون).
اما الناشط بسام عبد الرزاق فيعتقد ان التصعيد مطلوب، مشيرا الى ان “سلاح السلمية الذي حافظنا عليه طيلة الاسابيع الفائتة عليه ايضا ان يشكل الاطار الاكبر والاقوى للتصعيد، هذه ليست مسافة فاصلة نتهيأ بها للخوف، انها قناعتنا التي تشكلت من حراك يمتد لاعوام”.
واضاف عبدالرزاق، ان “سلميتنا سترعبهم اكثر من اي وسيلة عنفية وان كانت باشعال شموع استذكار لحقبة فاشلة بكل المقاييس، شموع نشعلها في بوابات مقبرة الانسانية (الخضراء)”.
واشار الى ان “سوادهم وهم يتفقون دوما بالكواليس على انهاء الاحتجاج هو بياضنا الذي نعود من خلاله الى قول (لا) بوجوههم التي تشبعت بالكذب”.
ويرى الناشط مؤيد الطيب ان “الخضراء ليست بعيدة ولسنا خائفون لكن التخطيط وتغيير شكل التظاهر يحتاج لتفكير سليم خاصة اننا ندعو لاصلاح النظام وبشكل سلمي وهذا يجعل الحراك الجماهيري بطيء لكن هذا البطئ إيجابي لأننا -اقصد المتظاهرين- كنا حتى هذه اللحظة على حق في سير الحراك الجماهيري السلمي”.
واضاف الطيب “جمعتنا القادمة سيكون لها شكلا مختلف خاصة بعد ان تخلى البرلمان عنا والحكومة اثبتت انها لا تعرف معنى الإصلاح والقضاء مستمر بفساده”. لافتا الى انه “نتمنى من الجميع الخروج ليس تلبية لدعوى التظاهر بل لأنه في حاجة لذلك، خاصة اننا جميعا نعيش ببؤس وساكني المنطقة الخضراء يعيشون رخائهم الخاص”.
مؤكدا ان “الجمعة ملتقانا في ساحة التحرير في الساعة ٢ ظهرا ونتحرك لبوابة المنطقة الخضراء الساعة ٣ بمسيرة جماهيرية غاضبة من كل شيء خاصة وجود كل تلك الرؤوس التي عاثت فينا وفي العراق فسادا”.
فيما بين الناشط بهاء كامل سبب هذا القرار “لأنهم لم يستمعوا إلى أصواتنا جيدا من ساحة التحرير، سنذهب إليهم، إلى منطقتهم الخضراء المحصنة، لنصرخ بأعلى أصواتنا (حان وقت الإصلاح الحقيقي، كلا للفساد، للمحاصصة، للمماطلة والتسويف، لن نرحل)”.
واضاف “التجمع سيكون يوم الجمعة 2015/11/6 من الساعة 2 الى 3 عصرا في ساحة التحرير، نتوجه بعدها الى ساحة الحسين (قرب جسر الطابقين) عند بوابة المنطقة الخضراء، عبر (شارع السعدون/ ساحة الفردوس/ ساحة كهرمانة/ الكرادة)”، خاتماً قوله “ننتظركم يا أحرار العراق”.
وتشهد بغداد والمحافظة تظاهرات منذ اب الماضي تطالب بصلاحات في العملية السياسية وتخليص نظامها من المحاصصة الطائفية ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات، مما جعلت الحكومة بتقديم ورقة اصلاحات تم التصويت عليها في مجلس النواب مع ورقة بنود اصلاحات مجلس النواب.