20 مايو، 2024 8:15 ص
Search
Close this search box.

“جام جم” ترصد .. التقاليد الرمضانية في الثقافة الإيرانية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

يحظى شهر رمضان بمكانة خاصة عند الإيرانيين؛ حيث يسّتذكرون هذا الشهر منذ القدم بذكريات جيدة؛ مثل الاستماع إلى القرآن الكريم، والجلوس إلى مائدة الإفطار، وإحياء الليل حتى طلوع الفجر. بحسب ما استهل “سجاد مرسلي”؛ تقريره المنشور بصحيفة (جام جم) الإيرانية.

ورُغم تجاهل الكثير من التقاليد الرمضانية المحبّبة خلال السنوات الأخيرة؛ تحت وطأة انتشار أسلوب الحياة الحديث، لا سيما في المدن الكبرى، لكن لايزال المواطنون في بعض المناطق الإيرانية يلتزمون بتلك التقاليد.

وتحظى تقاليد شهر رمضان بالمناطق الإيرانية المختلفة، المسّجلة بقائمة الميراث المعنوي الإيراني، باهتمام الكثير من السياح.

ومن مميزات العام الجاري؛ اقتران شهر رمضان بأعياد النيروز. وتُعتبر إجازة الربيع، من أفضل الأوقات للتجول في المدن المختلفة والمزارات الثقافة والمعنوية.

صلاة التُركمان الأطول في رمضان..

لا شك أن التُركمان أحد أكثر العرقيات الإيرانية تدينًا، حيث تبدأ هذه الطائفة سُّنية المذهب الاستعداد لاستقبال رمضان في الأسبوع الأخير من شعبان، ويعتبرون أهم وأفضل من “عيد النيروز”.

وقبيل الشهر لا تبدأ التُركمانيات في تنظيف المنازل فقط، وإنما يتعاونون في تنظيف المساجد كذلك. وهم يعتقدون أن كل من يرى هلال الشهر المبارك أسرع، يحظى بمكانة أكثر رفعة عند الله. والمصلحون، من التقاليد الجيدة للتُركمان، يقوم بها كبار السّن.

وتكتسب مساجد “جرجان وتُركمن صحرا” في هذا الشهر أجواء خاصة؛ حيث يحمل سكان هذه المناطق وفق تقليد قديم، (موائد إفطار بيت الله)، إلى المساجد، ويحيّون الليل حتى السحر في تجاذب أطراف الحديث مع حيرانهم.

ويؤدي التُركمان أطول صلواتهم في هذا الشهر المبارك؛ حيث يؤدون صلاة التراويح كما يسّمونها؛ وعددها: (20) ركعة، كل ليلة في المساجد، كما لا تقتّصر رسوم “ليلة القدر” في هذه المنطقة على قراءة دعاء “جوشن الكبير” فقط، وإنما تمتاز بالتنوع مثل الإنشاد، وإعداد الحلويات، ورواية القصص.

وتتجمع الفتيات ليلًا في فناء المسجد، وينشّدون أغنية باسم (لاله) مع العزف على الطنبور محلي الصنع. وتحظى ليلة القدر بالكثير من النشاط بالنسبة للتُركمان ولذلك يجب قضاؤها رفقة أحبابهم.

ذكريات السّحر الأكثر تميزًا على شاطيء “كارون”..

يسّتعد أهل “خوزستان”؛ بما يتمتعون من تدّين وعاطفة لاستقبال شهر الضيافة الإلهية، مع بداية النصف الثاني من شعبان، ويطلبون إلى بعضهم العفو والسّماح. وهم يفطرون وفق السنة النبوية على البلح والملح، وتخلو موائد إفطارهم من الأطعمة الدسّمة.

ويستقبلون ضيوفهم على مائدة الإفطار بالفلافل والسمبوسه. كذلك هم محبون للشاي والحلويات محلية الصنع مثل العسلية مع القهوة العربي. ويطوف أطفال هذه المنطقة (وفق التقليد القديم) الشوارع والأزقة في ليلة الخامس عشر من رمضان؛ والتي توافق ذكر ولادة الإمام “حسن المجتبى”؛ (عليه السلام)، ويهدون الجيران الشوكولاتة والحلويات.

ويُعتبر عيد الفطر من الأعياد الأساسية لسكان الجنوب. وفي هذا العيد يرتدون الملابس الجديدة ويتزاورون. وتضع الفتيات الحناء أملًا في الحظ الجيد ويرتدين التشادر العربي. كذلك يرتدي جميع الرجال زي عربي طويل ولا يُسمح لأحد بارتداء ملابس عادية.

عطر القرآن وليالي المدن الدينية..

تكتسّي المدن الدينية الإيرانية في أيام رمضان المبارك؛ بأجواء خاصة. ويحرص الصائمون في مدينة “مشهد” على تلاوة القرآن الكريم منذ بداية الشهر وحتى نهايته. ويعقد الناس في أغلب المساجد والتكايا دورات قراءة القرآن.

وتتجمع النساء في ساعة معينة بمنزل إحداهن ويتلون جزءًا من القرآن الكريم. وفي نهاية الشهر تتلو كل سيدة سورة من الجزء الثلاثون وتنتمى أن تكون سورة التوحيد، حيث يتعين على من تقرأ سورة التوحيد طبخ حساء (قل هو) وتوزع على الباقيات. وهذا التقليد شائع بين نساء “مشهد”.

والشيرازيون من أكثر الناس حفاوة وسعادة، ويقومون بالعديد من المراسّم احتفاءً بشهر رمضان المبارك؛ حيث يتجمعون في آخر أيام شعبان في الأماكن الطبيعية ويكسّرون الأواني الفخارية بُنية التخلص من الذنوب.

والعربدة في “شيراز” تُعتبر نوعًا من الاحتفالات يطبخون خلالها الأطعمة المحلية. وينظفون مساجد المدينة في هذا اليوم ويعطرونها لاستقبال الصائمين. وخلال الشهر تزدان أماكن الزيارة في المدينة بموائد الإفطار المتنوعة.

و”أصفهان وكاشان وقم” من جملة المدن الدينية الأخرى التي تمتاز بتقاليد وعادات خاصة في شهر الضيافة الإلهية. لكن السّائد هو أنه في أي مكان تكون بـ”إيران” ستجد المواطنين يستُضيفونك بموائد مزدانة بكل الأصناف والأنواع.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب