“جام جم” الإيرانية ترصد .. الدبلوماسية باستخدام “السينما” !

“جام جم” الإيرانية ترصد .. الدبلوماسية باستخدام “السينما” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية:

استراتيجية التعامل الثقافي مع الدول الأخرى بواسطة الأعمال السينمائية؛ هو أحد الأدوات المؤثرة على توجهات الرأي العام، وأول خطوة هي رؤيتنا للسينما والعالم والمنطقة.

وبداية الموضوع بالاهتمام بدول الجوار والمشترك الحضاري، لأن الإنجازات الجديرة بالاهتمام من حيث التأثير ستكون مصحوبة بجوانب اقتصادية وسياسية. بحسب تقرير “نسرين بختياري”، المنشور بصحيفة (جام جم) الإيرانية.

والسينما باعتبارها فن صناعي، يحتاج للتفوق وجود سوق محددة الملامح، لكن هذه الاستراتيجية تتطلب هي الأخرى خريطة طريق. وماتزال السينما الإيرانية التي لطالما عُرفت في المحافل الدولية على مدار أكثر من مئة عام، باعتبارها سينما نظيفة، تفتقر إلى وجود خريطة طريق واضحة لأبعادها الثقافية والاقتصادية.

والاحتفاء بالمشاركة في المهرجانات والأحداث السينمائية كـ (الأوسكار، وكان، وبرلين) وغيرها؛ والتي قد تتعارض أحيانًا مع توجهات السينما الإيرانية، لا يمكن أن يُمثل خريطة طريق. وليت المسؤولين والمعنيّين بالسينما الإيرانية، تشاوروا طوال العقود الأربع الأخيرة مع الوفود والخبراء الذي فكروا بمشاركة الأفلام الإيرانية في الأسواق العالمية؛ لا سيما سوق أفلام الدول الإسلامية والآسيوية وغيرها، وتبادلوا وجهات النظر حول الأفلام المختارة للنشر في دور عرض دول المنطقة ؟.. وما هي أفكارهم لوجود السينما الإيرانية في دول “شرق آسيا” باعتبارها الأكثر كثافة حول العالم من حيث عدد السكان؟.. إلخ

خريطة طريق للسينما الإيرانية الدولية..

بلا شك أن التعاون الثقافي المشترك بين الدول؛ لاسيما في منطقة جغرافية واحدة من جملة الأحداث الجيدة التي تُتيح لنا التعرف على ثقافة، وملابس، ومعايير، بل وثقافة دول الجوار.

والتعرف على ثقافة إحدى دول الجوار، يزداد فهمنا للعالم الذي نعيش فيه، ومع التحديات مثل الاقتصاد والسياسية مع الجيران، فقد تُغلق طرق الحلول المحتملة. لذلك نحن بحاجة إلى خطة طريق شاملة تعمل على مضاعفة تأثير السينما الإيرانية الثقافي.

وقبل نحو عام أجرت صحيفة (جام جم) حوارًا مع؛ “محمد خزاعي”، رئيس منظمة السينما، أكد خلاله، أن اهتمام السينما الإيرانية بالجوانب الدولية بصّدد التغييّر، وبعدد مرور عشرة شهور على هذا الحوار تابعنا توجهات إيجابية من جانب منظمة السينما، أحدها التعاون الثقافي المشترك مع المنطقة في إطار اتفاقيات سينمائية، وبمقدورنا تحقيق أقصى استفادة على صعيد إحياء السينما الإيرانية.

أول فيلم سينمائي “إيراني-عُماني”..

جرى التوقيع على أول اتفاقية في نيسان/إبريل 2022م، تنص على التعاون السينمائي المشترك بين “إيران” و”عُمان”، وإنتاج فيلم (لؤلؤ) بحضور؛ “حميد العامري”، رئيس جمعية السينما العُمانية؛ حيث وافق قطاع السينما الخاصة في “إيران” و”عُمان” (في إطار هذه الاتفاقية)؛ على تدشّين المرحلة التنفيذية لذلك الفيلم الطويل.

على كل حال، وبالنظر إلى شهرة السنيما الإيرانية في العالم، والقدرات المناسبة للسينما الإيرانية، فقد تهيأت الفرصة لكل أنواع التعاون السينمائي المشترك؛ بحيث تزداد شهرة قدرات السينما الإيرانية في العالم.

التعاون السينمائي “الإيراني-العراقي”..

الاتفاقية الثانية فيما يخص التعاون السينمائي تتعلق بـ”العراق”؛ حيث سّاهمت زيادة وتيرة التعاون بين البلدين في تطوير العلاقات في المجال السينمائي، وتبادل المعلومات البحثية، ونشر الأعمال المشتركة، والتعاون في إنتاج أعمال سينمائية؛ (مع الأخذ في الاعتبار خاصة أعمال الأطفال والشباب)، والأعمال الوثائقية والقصيرة، ورفع مستوى التعليم الفني والتخصصي عبر “جمعية سينما الشباب الإيرانية”، وتسّهيل إقامة أسابيع للأفلام، ومشاركة الممثلين من البلدين في المهرجات وسّائر الأحداث الثقافية، وتسّهيل تبادل العناصر المتخصصة في المشاريع السينمائية بالبلدين، علاوة على تدريب العناصر البشرية، وإقامة ورش عمل متخصصة، وإنتاج الأعمال السينمائية والوثائقية، وتبادل المساعدات في تجهيز الأماكن السينمائية.

قياس قدرة السينما الإيرانية على الحضور الدولي..

في السّياق ذاته؛ وقّعت “إيران” اتفاقيات مشابهة مع “روسيا، وأوزبكستان، وطاغيكستان، وتُركمانستان”، تتضمن تبادل الخبرات، والتأسيس لمرحلة جديدة من نشر وتوزيع المنتجات السينمائية الإيرانية في هذه البلدان.

ورُغم أن هذه الاتفاقيات قد تُمثل مؤشر على ارتقاء السينما الإيرانية، لكن السؤال: هل نمتلك مقترحات من شأنها تحسّين صورة الأفلام في السوق الدولية ؟.. الحقيقة أن الظهور على المستوى الدولي يتطلب معرفة بخصوصيات السينما الإيرانية، التي تعتمد على نقل المفهوم للمخاطب قبل التفكير في ديكورات المشهد، وذلك من خلال سّوابقها التاريخية الثقافية والإسلامية، والبسّاطة، والتركيز على الجانب الأخلاقي، وكذلك ضعف الميزانية المخصصة لصناعة السينما مقارنة بدول العالم.

ومع هذا فقد تمكّنا في الفترة من: (1971 – 2015م) من الحصول على عدد: (202) جائزة دولية في مسابقات الفيلم السينمائي الطويل.

كذلك حصلنا على جوائز في الإخراج، والتصوير، والفيلم القصير، والوثائقي، والإنيميشن، بل بلغت السينما الإيرانية في مجال الأفلام الوثائقية والإنيميش من القوة ما أهلها للحصول على النصيب الأكبر من الجوائز الدولية خلال السنوات الأخيرة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة