19 سبتمبر، 2024 11:38 م
Search
Close this search box.

“جام جم” الإيرانية ترصد .. “إيران-العراق” بداية عصر العالم الإسلامي الجديد !

“جام جم” الإيرانية ترصد .. “إيران-العراق” بداية عصر العالم الإسلامي الجديد !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

توجه الرئيس الإيراني؛ “مسعود بزشكيان”، الأربعاء 04 أيلول/سبتمبر 2024م، على رأس وفد “سياسي-اقتصادي” رفيع المستوى، إلى “بغداد”؛ في أول زيارة خارجية، وذلك استجابة لدعوة رسمية من رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، حيث وقّع الطرفان عدد: (14) وثيقة تعاون في المجالات المختلفة شملت الاقتصاد، والرياضة، والتبادل الثقافي والتعليمي، والسياحة، والزراعة وغيرها؛ تم قصد “بزشكيان”، “إقليم كُردستان العراق”؛ حيث استقبله بحفاوة الرئيس؛ “نيجيرفان بارزاني”. بحسب ما استهل تقرير “حسام رضایي”، المنشور بصحيفة (جام جم) الإيرانية.

بعدها اجتمع الرئيس الإيراني مع رجال الأعمال الإيرانيين في “العراق”، واختتم الجولة بزيارة “البصرة”؛ حيث أكد على ضرورة استكمال خط السكك الحديدية (المحمرة-البصرة)، وعليه تعتبر هذه الزيارة من جملة أهم أعمال “بزشكيان” وأكثرها ديمومة، وهو ما يعكس أهمية “العراق” الاستراتيجية بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”.

لماذا “العراق” ؟

واختيار “العراق” بحيث تكون أولى وجهات سفريات الرئيس الإيراني الخارجية، يؤشر إلى مكانة “العراق” الخاصة في السياسة الخارجية لـ”الجمهورية الإيرانية”.

وقد ازدادت العلاقات “الإيرانية-العراقية”؛ بعد سقوط “صدام حسين”، آذار/مارس 2003م، متانة وعمقًا، واكتسبت اتجاهات هامة خاصة في المجالات “الاقتصادية-التجارية”، والعقدية، والأمنية.

وعلى مدار العقديين الماضيين؛ كان إقرار الأمن والاستقرار في “العراق”، أحد الأسس الهامة في استراتيجية السياسة الخارجية الإيرانية.

بعبارة أوضح لطالما ربطت “طهران” بين أمن “العراق” و”إيران”، وأن التأثير الحساس للاضطرابات في “العراق” قد يلقي بظلاله على “إيران”.

وخلال فترة انتشار عناصر (داعش) الإرهابية في “العراق”، أنشأت “إيران” سدًا منيعًا ضد نفوذ هذه العناصر عبر قوات فيلق (القدس)؛ بقيادة “قاسم سليماني”، وحالت بصمود يُحتذى دون سقوط المزيد من المناطق العراقية، ومنها “إقليم كُردستان”.

“بزشكيان” والتوجه نحو دول الجوار..

واليوم قطف الرئيس الإيرانية؛ بهذه الزيارة، ثمار هذا الجهاد التاريخي، وأثبت استعداد “إيران” لتطوير التعاون مع الطرف العراقي في المجالات المتعددة الأخرى، لا سيما في ذروة الصراعات الإقليمية.

علاوة على ذلك، أثبتت زيارة “بزشكيان”؛ لـ”العراق”، اهتمام الحكومة الإيرانية الرابعة عشر بسياسة الجوار وعدم العدول عنها، بعكس بعض التحليلات السابقة التي توقعت اهتمام الرئيس الشديد بالغرب.

وتُركز سياسة الجوار الاستراتيجية على عدة أهداف؛ أهمها خلق أسواق تجارية جديدة مع دول الجوار، والتخفيف من وطأة العقوبات الغربية الجائرة. أضف إلى ذلك، أن زيارة أرفع مسؤول تنفيذي إيراني إلى “العراق”، بمثابة شهادة على استقلالية “طهران” و”بغداد” في تعميق العلاقات الثنائية، وتجاهل مطالب القوى فوق الإقليمية.

بعبارة أخرى، تعترف “إيران” و”العراق”؛ لبعضهما، بقيمة استراتيجية في آتون التوترات الإقليمية.

ويعلمان جيدًا أن الطريق الوحيد للحد من الآثار السلبية لتلك التوترات، هو التقارب، والتآزر، وبناء علاقات تعاونية بغض النظر عن موقف القوى الاستكبارية.

استراتيجية ليست نحو العراق فقط..

من جهة أخرى، فالتعاون والأخوة لا يجب أن يقتصر من المنظور الإيراني على “العراق”، وإنما لا بُد أن يشمل العالم الإسلامي ككل. لذلك دعا “بزشكيان”؛ مرتين، أحدهما خلال لقاء “عبداللطيف جمال رشيد”؛ رئيس العراق، والثانية في لقاء مع النخبة والجامعيين والعشائر العراقية في “البصرة”، بالتحرك باتجاه إلغاء الحدود بين الدول الإسلامية على شاكلة تجربة “الاتحاد الأوروبي”، وقال بشكلٍ صريح في “البصرة”: “كانت الدول الأوروبية تتقاتل فيما بينها لمئات السنوات، لكنها توحدت حاليًا في الحفاظ على حدودها”.

وأضاف: “لماذا لا يستطيع المسلمون من باكستان وأفغانستان ركوب القطار والانتقال إلى النجف وكربلاء ومكة والمدينة وغيرها ؟! يجب أن يتمكن التجار، والجامعيين، والعلماء، والحرفيين، والمسلمين من بناء علاقات وثيقة”.

وقبل يوم من الزيارة، أجرت “الولايات المتحدة” تدريبًا عسكرية يُحاكي تنفيذ هجوم مشّبوه على القواعد الأميركية في محيط “مطار بغداد”، واتهام قوات موالية لـ”طهران” بتنفيذ الهجوم، بهدف إلغاء زيارة الرئيس؛ “بزشكيان”، إلى “العراق”، وبالتالي يُمكننا أن نُطلق على هذه الزيارة: “مناورة القوة”، وبالتأكيد سيكون لها آثار وبركات كثير مستقبلًا بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية” في جميع المجالات، على غير رغبة “الولايات المتحدة” وعملاءها في المنطقة.

وقد أدركت “واشنطن”؛ (التي تصورت أن العراق سيكون فناءها الخلفي للضغط على المقاومة)، سّعي “طهران” و”بغداد”، باعتبارهما عضدين هامين للمقاومة، إلى توطيد العلاقات، وعدم السماح لطرف ثالث بإملاء الواجبات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة