23 ديسمبر، 2024 10:20 ص

جامعة “آزاد” الإيرانية .. العودة الأميركية التدريجية أسوأ من نص “الاتفاق النووي” غير المتوازن !

جامعة “آزاد” الإيرانية .. العودة الأميركية التدريجية أسوأ من نص “الاتفاق النووي” غير المتوازن !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

عقدت، بالأمس، جلسة افتراضية بين مندوبين عن “إيران” ومجموعة (1+4) للحديث عن مستقبل “الاتفاق النووي” المثير للتحديات، والذي لم يتبقى منه شيء تقريبًا، ذلكم الاجتماع الذي قال عنه “الاتحاد الأوروبي”: “من المقرر أن يناقش، المجتمعون، آفاق العودة الأميركية للاتفاق النووي”.

وتأتي هذه الجلسة؛ بينما لم تقدم الإدارة الأميركية الجديدة أي مؤشرات إيجابية على إحياء الاتفاق، ولكن تسعى فقط، ببعض التصريحات والإجراءات الإعلامية، إلى إدارة الأجواء وتغيير موقف الإيرانيين. بحسب “معين رضيئي”، في صحيفة (فرهیختگان)، الصادرة عن جامعة “آزاد” الإيرانية.

على واشنطن إلغاء 1500 عقوبة على إيران..

في المقابل؛ ماتزال “إيران” تُصر على عودة “الولايات المتحدة” وتنفيذ التعهدات المنصوص عليها في الاتفاقية، وكذلك القرار رقم (2231)، باعتباره المسار الوحيد لإحياء “الاتفاق النووي” والإلتزام بالقيود النووية.

وتقول “إيران” بضرورة إلغاء جميع “العقوبات الأميركية” وغيرها، والتي أقرتها إدارة “دونالد ترامب”، في إطار “سياسة الضغط القصوى”.

وقد كان من المقرر أن يفضي “الاتفاق النووي”، إلى إلغاء حوالي 700 من العقوبات، بالعام 2018م، وبعد انسحاب “ترامب”؛ فرضت “الولايات المتحدة” المزيد من العقوبات الجديدة بغرض تطبيق سياسة الضغط القصوى على “إيران”، والآن إذا كانت تريد إحياء “الاتفاق النووي”؛ فإن عليها إلغاء 1500 عقوبة دفعة واحدة.

وشدد المرشد الأعلى، آية الله “علي خامنئي”، والقيادات الإيرانية؛ على ضروة إلغاء جميع العقوبات دفعة واحدة، وهي مسألة منطقية ومشروعة.

ويستدل الإيرانيون بالتجارب السابقة؛ وأن الدخول في أي نوع من المفاوضات والمساومات، حيث كل شيء واضح ومعلوم قد يكون ذا تداعيات مؤسفة، وأن العقوبات الدائمة ومسرحية إلغاءها تقوض باستمرار إمكانية الوصول إلى اتفاق مرضٍ لكل الأطراف.

أجواء لقاء “فيينا”..

في ضوء هذه الأجواء تستمر المفاوضات، ومن المقرر أن يلتقي الطرفان بشكل حضوري، في “فيينا”، رغم أن “إيران” تمتنع تمامًا عن التفاوض مع “الولايات المتحدة”.

وفي هذا الصدد؛ يقول “محمد جواد ظريف”، وزير الخارجية الإيراني: “في الجلسة الافتراضية، تم الاتفاق على استمرار الحوار في فيينا، خلال الأسبوع المقبل، بغرض إلغاء كامل العقوبات قبل عودة إيران للإلتزام بتعهداتها. ولا توجد ضرورة للقاء (إيراني-أميركي) ولن يكون”.

مع هذا؛ وبعد الاجتماع الافتراضي، نشر مراسل صحيفة (ول إستريت جورنال) خبرًا طريفًا. وأدعى “لورنس نورمن”، على صفحته الشخصية، بموقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)، اجتماع جميع أطراف “الاتفاق النووي” و”الولايات المتحدة الأميركية”، في “فيينا”، لإحياء “الاتفاق النووي”، وأضاف: “يهدف الاجتماع للوصول إلى اتفاقين، الأول: يشرح خطوات عودة الولايات المتحدة للإلتزام بتعداتها وتحديد الفترة الزمنية. والثاني: عن التفاوض مع إيران بخصوص الخطوات الإيرانية للعودة للعمل بموجب تعهداتها النووية. ويأمل البعض في إمكانية التفاوض المباشر بين إيران والولايات المتحدة، لكن هذا لن يحدث في الوقت الحالي”.

ونفى المسؤولون الإيرانيون وجود أي نوع من المفاوضات مع “الولايات المتحدة”، وقال “عباس عراقچي”، مساعد وزير الخارجية: “لن تشارك الولايات المتحدة في أي اجتماعات تحضرها، إيران، بما فيها اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي وهذا مؤكد”.

موقف أميركي شديد التعقيد..

بالنهاية أصدرت “الخارجية الأميركية”، بيانًا يرحب بالمفاوضات المباشرة، وفيه: “وافقنا على المشاركة في المباحثات مع الشركاء الأوروبيين وروسيا والصين، توضيح الموضوعات المتعلقة بالعودة الثنائية للإلتزام بالاتفاق النووي مع إيران. وسوف تدور المباحثات عن مجموعات العمل التي شكلها الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع باقي أطراف الاتفاق النووي، بما فيها إيران. ونحن لا ننتظر في الوقت الحالي إجراء مباحثات مباشرة بين أميركا وإيران رغم استعداد الإدارة الأميركية”.

وهذ الموقف في رأي الكثير من الخبراء؛ بداية جديدة لمسار شديد التعقيد، لأن “الولايات المتحدة” مع رغبتها للمشاركة في مباحثات مباشرة؛ لم تظهر أي مؤشرات على تغيير توجهاتها غير القانونية السابقة، وأنها لا تريد تنفي تعهداتها السابقة التي ينص عليها الاتفاق.

وإعلان الرغبة في التفاوض هو من قبيل ألاعيب إدارة “جو بايدن”، في الأشهر الأخيرة، باعتبارها عمليات نفسية وإعلامية كبديل عن الإلتزام بتعهدات “البيت الأبيض” السابقة.

والاستفادة من الآداة الإعلامية والحملة الإخبارية عن استعداد “الولايات المتحدة” للتفاوض؛ بل وإلغاء العقوبات مؤخرًا، إنما يستهدف تقسيم المجتمع الإيراني وتشكيل تحالف للحصول على إميتازات لقاء إلغاء العقوبات.

في الوقت نفسه؛ يرى الخبراء أن هذه الإخبار بالتوزاي مع جهود إقناع “إيران” بالجلوس إلى طاولة المفاوضات هو نتاج الإجراءات الإيرانية المهمة، والتي دخلت حيز التنفيذ في الفترة الأخيرة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة