جت الأوساط السياسية حول العالم بالسخرية من وصف جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعرابه للشرق الأوسط، من وصف هذا كوشنر للصراع العربي الإسرائيلي بأنه مجرد خلاف عقاري بين الجيران في المنطقة. وكتب كوشنر في صحيفة الجارديان ما نصه : “نحن نشهد آخر بقايا ما كان يعرف بالصراع العربي الإسرائيلي الذي استمر لفترة طويلة بسبب “أسطورة” أنه يمكن حله فقط بمجرد أن يحل الجانبان خلافاتهما”.
وكتب: “لم يكن هذا صحيحا أبدا.. كشفت اتفاقيات أبراهيم أن الصراع ليس أكثر من نزاع عقاري بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا يحتاج إلى تعطيل علاقات إسرائيل مع العالم العربي”، مضيفا أن الصراع سيتم حله في النهاية عندما يتفق الطرفان على خط حدود عشوائي.
وعلى الرغم من سخرية السياسيين من وصف كوشنر للصراع العربي الإسرائيلي بأنه مجرد نزاع عقاري إلا أن ما يظهر حتى الان هو أن إسرائيل حققت الجزء الأكبر في هذه الصفقة بما فيها ضم أراضي جديدة لها، ولكن بدون أن تقدم سلاما في مقابل هذه الأراضي.
وقد يكون تعبير صفقة القرن قد اختفي من وسائل الإعلام ومن الأدبيات السياسية المتداولة في وسائل الإعلام، ولكن ما تحقق منها على الأرض يكشف أن الجانب العربي هو الخاسر في كل الأحوال سواء عادت الحياة لهذه الصفقة أم ماتت مع غروب عصر ترامب وصهره كوشنر.
ووفقا للتقرير الذي كتبته صحيفة الجارديان حول ما تحقق حتي الان على الأرض من هذه الصفقة فقد منحت الولايات المتحدة الآن موافقتها على الضم الإسرائيلي لوادي الأردن ، الذي يشكل 30٪ من الضفة الغربية. وقد أعطت الضوء الأخضر لتطبيق السيادة الإسرائيلية على المستوطنات التي أقيمت بشكل غير قانوني منذ حرب 1967 ، والتي تضم الآن 600 ألف يهودي إسرائيلي .
ولكن مع ذلك فإن مصير القدس لا يزال غامضا في المنطقة سواء في سياق ما يسمى بصفقة القرن أو حتى في مفهوم تبادل المنفعة العقارية التي تحدث عنها جاريد كوشنر، فوفقا للصفقة العقارية صهر ترامب فإن سوف يكون من الممكن للفلسطينين بناء عاصمة لهن في ضاحية أبو ديس عوضا عن القدس، ولكن حتى هذا الخيار الأخير لم يعد متاحا أمام الفلسطينين الان .