28 مارس، 2024 11:50 م
Search
Close this search box.

جائحة “كورونا” .. تُصيب اقتصاد الدول العربية بـ”ضيق تنفس” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – حمدي جمال محمد :

استحال فيروس “كورونا”، خلال الأيام الراهنة، أزمة دولية تؤثر على كل شيء. وقد أثار شيوع هذا الوباء، في الدول العربية الخليجية، الكثير من المخاوف على الساحة الاقتصادية لتلكم البلدان. فقد تحول الفيروس، (بالإضافة إلى خطورته على الصحة الإنسانية)، تحديًا كبيرًا واختبارًا مرهقًا لاقتصاديات الدول العربية، ويفرض عليها ضغوطًا مضاعفة. بحسب وكالة أنباء (إيرنا) الإيرانية الرسمية.

إنهيار سعر النفط ومؤشر البورصة..

مما لا شك فيه أن انتشار فيروس “كورونا” المُستجد قد ألحق خسائر اقتصادية وخيمة بالدول العربية المُصدرة لـ”النفط”. إذ تعتمد اقتصاديات هذه الدول على عوائد “النفط” وتحدد ميزانيتها طبقًا لأسعار “النفط”.

وبالتالي فسوف يؤثر شيوع فيروس “كورونا” على اقتصاديات هذه الدول بشدة، وفقًا لفضائية (الجزيرة) القطرية، فقد بلغ سعر برميل (خام برنت) 66.2 دولار بالسوق العالمية بداية العام 2020م، في حين بلغ سعر برميل “النفط الأميركي” حوالي 61.1 دولار، لكن تراجعت أسعار (خام برنت) بنسبة 13.8%، وسعر “النفط الأميركي” بنسبة 14.7%، هذه تحت تأثير انتشار وباء “كورونا”.

وهذه الأسعار لا تناسب الدول العربية الخليجية، و”العراق، وليبيا والجزائر”، التي تعتمد ميزانياتها على العوائد النفطية.

الأسعار بالنسبة للدول العربية..

واستمرار هذه الأسعار يُهدد استمرار الاستثمارات في الدول العربية، وسوف تُضطر هذه الدول للإقتراض لإصلاح عجز الميزانية. كما سيؤثر تراجع معدلات الطلب الصيني على “النفط”، بالأسواق العالمية، على صادرات النفط العربية.

ووفقًا لفضائية (العربية) السعودية، فقد حذر “مركز دراسات الاستثمار الدولي” من إمكانية أن يؤدي انتشار فيروس “كورونا” إلى تراجع الأسعار إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل؛ ومضاعفة الضغوط على الدول الخليجية المصدرة لـ”النفط”.

كما تسبب شيوع الفيروس في تقليص الطلب الصيني والدول الآسيوية الأخرى على “النفط”، وهو ما سوف يترتب عليه تراجع أسعار “النفط” مجددًا؛ وسيُلقي بظلاله الثقيلة على آفاق التنمية في الشرق الأوسط.

وفي هذا الصدد؛ يقول “غاربيس ايراديان”، كبير خبراء الشأن الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “كنا نتوقع، قبل انتشار الفيروس، ارتفاع أسعار النفط في العام 2020؛ بمتوسط 60 دولارًا، لكن علينا تغيير توقعاتنا بشكل كامل. فسوف يتسبب الفيروس في تراجع معدلات النمو الصيني بنسبة 5 – 7%، وهذا الموضوع سوف يؤثر بالتبعية على أسعار النفط بشكل سلبي، واتساع نطاق الفيروس يضع هالة من الغموض على الأوضاع الاقتصادية للمنطقة. فإذا إنهار معدل النمو الاقتصادي الصيني بنسبة 5% سوف تتأثر أسواق النفط بشدة وسوف يهبط الطلب الصيني اليومي على النفط بمعدل 400 ألف برميل. كذلك ستقوم الدول الآسيوية بتخفيض وارداتها النفطية من الدول الخليجية، وهو ما قد يؤثر سلبًا على نمو اقتصاديات دول الشرق الأوسط”.

كما أكدت صحيفة (العربي الجديد) اللندنية، تأثر كل الدول الخليجية بفيروس “كورونا”. فالاقتصاد الكويتي يُعاني حاليًا هبوط أسعار “النفط”، ومن ثم سوف تواجه “الكويت” عجز في الميزانية ونقص احتياطي العُملة، وبالتالي غرق البلاد في ركود اقتصادي حتى نهاية السنة المالية القادمة.

كما هبط مؤشر البورصة الكويتية بأكثر من 10%، وهو يمثل هبوطًا حادًا مقارنة بالدول العربية الأخرى. بعبارة أخرى خسرت البورصة الكويتية 15 مليار دولار وتراجعت قيمة البورصة إلى 100 مليار بدلاً من 115.5 مليار، ولم تشهد الأسعار هبوطاً كهذا منذ الأزمة الاقتصادية، عام 2008م.

وكانت صادرات “السعودية” قد انخفضت بمعدل 10.4%؛ وتراجع العوائد النفطية بنسبة 14% وبلغت خسائر “الرياض”، مطلع الأسبوع، 57 مليار دولار رغم ارتفاع الأسعار خلال اليومين الماضيين. والمتوقع أن تخفض أعداد السياح بنسبة 80% بعد قرار “السعودية” منع دخول الحجاج.

كذلك هبط مؤشر البورصة الإماراتية، مطلع الأسبوع الجاري، وتتخوف من تأثير تفشي “كورونا” على افتتاح معرض(إكسبو دبي)، تشرين أول/أكتوبر القادم.

كما تكبدت أيضًا السوق القطرية والعُمانية خسائر فادحة بسبب الفيروس، وإن كان معدل الخسارة أقل مقارنة بـ”الكويت والسعودية والإمارات”. وتوقع المراقبون، بحسب هذا التقرير، أن تصل خسائر الدول العربية الخليجية إلى 200 مليار دولار.

في السياق ذاته، كتب موقع (المستقبل) للدراسات: “يُمثل فيروس كورونا مصدر تهديد للاقتصاد العالمي والاقتصاديات التي ترتبط مباشرة بالأسواق العالمية”.

والمتوقع أن يؤثر انتشار الفيروس سلبًا على اقتصاديات الدول النفطية بالشرق الأوسط، إذ تُمثل هذه الدول مركز إنتاج وتصدير النفط للأسواق العالمية، فضلاً عن الإرتباطات التجارية والاستثمارية والسياحية بالاقتصاد العالمي. وقد أثر الفيروس على طلبات وقود الطائرات والبنزين والغاز. بل لم تسلم أسواق البورصة في دول الشرق الأوسط من هذه الخسائر. ويتوقع استمرار هبوط الأسعار مع اتساع دائرة انتشار الفيروس، بما يترتب عليه من خسائر فادحة على أسواق الشرق الأوسط.

“كورونا” وتقييد السفر للدول العربية..

وفقًا لـ (عربي 21)؛ أغلقت “السعودية” حدودها أمام السياحة بمجرد ظهور الفيروس. ويعتقد المحللون أن إغلاق الحدود سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد السعودي.

ومن المتوقع أن يُزيد تراجع أسعار “النفط”، (مطلع العام الجاري)، من الضغوط على “السعودية” باعتبارها أكبر مصدر لـ”النفط” في العالم.

وطبقًا لـ (العربي الجديد)؛ فقد أغلقت العديد من الدول حدودها ومطاراتها ومراكزها السياحية وأسواقها أمام مواطني الدول التي ينتشر فيها الفيروس. وقد يؤدي ذلك إلى خسائر فادحة للبلدان على المدى المتوسط والبعيد، وقد أربك “كورونا” جميع الحسابات ومعادلات البلدان.

لقد غير الفيروس قواعد أسواق: “النفط والطاقة والبحر ية والاستثمار والمواد الخام”، والآن على الرغم من الخسائر الاقتصادية للدول، فإن هدفهم جميعًا هو حماية مواطنيهم من هذا الشبح الفتاك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب