ثلاث قيادات شيعية .. تُنافس على خلافة “المهندس” وسر تحولات “الصدر” !

ثلاث قيادات شيعية .. تُنافس على خلافة “المهندس” وسر تحولات “الصدر” !

خاص : كتبت – هانم التمساح :

كما أحدث غياب، “قاسم سليماني”، فراغًا في إدارة “إيران” لحروبها بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط،  أحدث كذلك غياب، “أبومهدي المهندس”، فراغًا في قيادة ميليشيا (الحشد الشعبي) العراقي، إذ تسود حالة من التنافس بين زعماء الميليشيات الشيعية العراقية، الموالية لـ”إيران”، على ملء الفراغ الذي خلفه مقتل، “أبومهدي المهندس”، في قيادة قوات (الحشد الشعبي)، التي تُضم عشرات الآلاف من المقاتلين، وتحصل على تمويل حكومي خاص لتسليحها وتجهيزها وتغطية رواتب العاملين فيها من المدنيين والعسكريين، بعد أن قتل “المهندس”، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس هيئة (الحشد الشعبي)، في غارة أميركية بـ”مطار بغداد الدولي”، في 3 كانون ثان/يناير الماضي، عندما كان يُرافق قائد (فيلق القدس)، في “الحرس الثوري” الإيراني، “قاسم سليماني”، الذي كان متوجهًا للقاء رئيس الوزراء العراقي المستقيل، “عادل عبدالمهدي”.

رفض “العامري” منصب النائب يُربك الحسابات..

وبعد سلسلة اجتماعات بين زعماء الميليشيات، اتُّفق على ترشيح زعيم (منظمة بدر)، “هادي العامري”، لخلافة “المهندس” في المنصب، لتجنب أي فراغ في سلسلة القيادة، في لحظة تشهد تطورات داخلية وخارجية متسارعة.

لكن “العامري” رفض هذا المنصب في تطور مفاجيء، ما أربك حسابات أطراف عدّة، كانت تُخطط لإزاحة “فالح الفياض” من منصب رئيس هيئة (الحشد الشعبي)، بعدما قدم أداءً متذبذبًا خلال مرحلة التصعيد بين “الولايات المتحدة” و”إيران”.

وذكرت مصادر مطلعة أن مفاوضات جرت، خلال الأيام القليلة الماضية، وأسفرت عن تعديل المنصب الذي رُشح له “العامري”، من نائب رئيس الهيئة إلى رئيسها، مشيرةً إلى أن نتائج هذه المفاوضات لن تُعلن قبل تهدئة الشارع الذي صعّد من احتجاجاته مجددًا، خلال الأيام القليلة الماضية.

تنافس على منصب “المهندس”..

وتؤكد المصادر أن ثلاثة من أبرز زعماء الميليشيات العراقية يتنافسون على دور الرجل الثاني في (الحشد الشعبي)، الذي كان يلعبه “المهندس”، وهم زعيم حركة (عصائب أهل الحق)، “قيس الخزعلي”، وزعيم حركة (النُجباء)، “أكرم الكعبي”، وزعيم (كتائب الإمام علي)، “شبل الزيدي”.

وتُعدُّ الميليشيات الثلاث، من أبرز فصائل (الحشد الشعبي) العراقي، إلى جانب (كتائب حزب الله) العراقية، التي كان يقودها “المهندس” شخصيًا.

وتذكر المصادر أن التنافس بين الزعماء الميليشياويين الثلاثة، يتجسد في مدى الإلتصاق بالقرار الإيراني من جهة، ومستوى التصعيد ضد “الولايات المتحدة” في “العراق” من جهة أخرى، مشيرةً إلى أنّ “طهران” تركت الزعماء الثلاثة في حالة التنافس القائمة، لانّها تضمن تأهبهم الدائم لمواجهة أي طاريء في أي وقت، بما في ذلك شن هجمات على مصالح “الولايات المتحدة” أو قواتها في “العراق”.

سر تحولات “الصدر” نحو إيران !

وشهدت الفترة ما بعد اغتيال “المهندس” تحولًا غريبًا في موقف “مقتدى الصدر” من التظاهرات العراقية، التي كان يدعي أنه يدعمها، ومن “إيران”، التي طالما تظاهر بمقاومة تدخلها في “العراق”، إذ بدا مهاجمًا للمتظاهرين أكثر من حتى ميليشيات تابعة لـ”إيران”؛ متهمًا إياهم باتهامات أخلاقية لدرجة إخراجهم عن الدين الإسلامي ذاته، وفي حال تأكدت مؤشرات إقتراب “الصدر” من المعسكر الإيراني، بعد قطيعة لسنوات بين الجانبين، فإنّ قادة (سرايا السلام) قد يلعبون دورًا محوريًا في إعادة تشكيل قيادة قوات (الحشد الشعبي).

وتقول المصادر أن “إيران” عرضت بالفعل دورًا كبيرًا على أحد أتباع “الصدر”، في قيادة قوات (الحشد الشعبي)، في حال إنخرط، “الصدر”، ضمن المعسكر الموالي لها ضد “الولايات المتحدة” في “العراق”.

ورغم وجود مافسين على منصب نائب رئيس (الحشد الشعبي)، لكن التحدي الأكبر، يأتي من “مقتدى الصدر”، الذي يتزعم تيارًا شعبيًا واسعًا، ويترأس ميليشيات تضم آلاف الأفراد، عُرفت سابقًا بـ (جيش المهدي)، والآن تُعرف بـ (سرايا السلام).

وسبق لـ”الصدر” أن دعا إلى تظاهرة مليونية في العاصمة، “بغداد”، في 24 كانون ثان/يناير الماضي، لطرد القوات الأميركية من البلاد، سرعان ما حظيت بتأييد معظم قادة الميليشيات الموالية لـ”إيران”، وهو ما اعتُبر استجابة صريحة لرغبة “طهران” في هذا المجال.

ويرى مراقبون أن الأيام المقبلة، ربما تكون حاسمة في تحديد مستقبل (الحشد الشعبي)، بعد مقتل “المهندس” وإقتراب “الصدر” من المحور الإيراني مجددًا.

“أكرم الكعبي”..

ولد عام 1977؛ وتتلمذ في العلوم الشرعية على يد، آية الله “محمد محمد صادق الصدر”، في حوزة “النجف”، وكان إمام مدينة “المسيب”، الواقعة في جنوب “بغداد”.

تنقّل الشيخ “أكرم” بين سجون الأحكام الخاصة، في عهد “صدام حسين”، قبل أن ينخرط في المقاومة إثر الغزو الأميركي. كانت له مسؤوليات قيادية في (جيش المهدي)، خلال معركة “النجف” الثانية عام 2004، ثم تابع دورات في العلوم العسكرية والإدارة الإستراتيجية قبل أن يُشارك في تشكيل (عصائب أهل الحق)، التي صار أمينًا عامًا لها خلال اعتقال الشيخ، “قيس الخزعلي”.

عاد “الكعبي” لمتابعة علومه الدينية مبتعدًا عن العمل العسكري المباشر؛ حتى إنطلاق أحداث “سوريا”، عام 2011، حيث كان في مقدمة المقاتلين في حركته الوليدة، حركة (حزب الله-النُجباء)، في “حلب” وغيرها.

“شبل الزيدي”..

يُعتبر “شبل الزيدي”، قائد (كتائب الإمام علي)، وهي الجناح المسلح لـ”حركة العراق الإسلامية”، ظهرت على الساحة، في نهاية حزيران/يونيو 2014، الحديثة المنشأ. يبرز نشاطها في مناطق: “آمرلي وطوزخورماتو. وديالى”، وتحارب إلى جانب ميليشيات شيعية عراقية أخرى، تعمل جميعها بتفويض إيراني.

و”شبل الزيدي”، من مواليد 1968، في “العراق”، وكان سابقًا شخصية معروفة في صفوف (جيش المهدي)، التابع لـ”مقتدى الصدر”، ويُزعم أنه أحد أكثر قادته المذهبيين شراسة. وكان قد سُجن أثناء الاحتلال الأميركي لـ”العراق”؛ إلا أن الحكومة العراقية أطلقت سراحه، في عام 2010.

وفي الصيف الماضي، وبينما كانت (كتائب الإمام علي) تفرض نفسها على الساحة، بعد ظهورها في حزيران/يونيو 2019، تم تصوير “الزيدي” مع قائد (قوة القدس)، التابعة لـ (فيلق الحرس الثوري الإسلامي) الإيراني، “قاسم سليماني”. وعلى ما يبدو، لدى الجماعة أيضًا روابط متينة مع الحكومة العراقية؛ ففي آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر 2019، نُشرت صورًا لـ”الزيدي” على متن مروحية تابعة للجيش العراقي ولأحد قادة الميليشيا الميدانيين المعروف، بـ”أبوعزرائيل”، وهو يستخدم سلاحًا رشاشًا تابعًا لمروحية أخرى.

قيس الخزعلي”..

وهو المرشح بقوة للمنصب؛ بالرغم من تورطه بالإعتراف على “سليماني” و”المهندس” و”الصدر”، لدى “الولايات المتحدة”، فقد كان دائم الظهور خلف “الصدر”، لكن بمجرد اعتقاله من قِبل القوات الأميركية؛ لم يتوان في الكشف عن جميع المعلومات التي يمتلكها بشأن زعيمه السابق، بل وأكثر من ذلك.

“ليس لديه أي مباديء؛ ويعمل فقط من أجل مكاسب شخصية، ولا يهتم للشعب العراقي”، هكذا وصف زعيم (عصائب أهل الحق)، “قيس الخزعلي”، رجل الدين، “مقتدى الصدر”، خلال التحقيقات التي أجريت معه أثناء فترة اعتقاله على أيدي القوات الأميركية، خلال عامي 2007 و2008.

ولأن السياسة فى حال تغير دائم، عاد “الخزعلي”، الذي كان ينتقد السياسات الإيرانية تجاه “العراق”، في بداية مشواره، حينما كان مجرد تابع لـ”الصدر”، ليدافع الآن بإستماتة عن “إيران”، بعد أن صار القيادي البارز في ميليشيات (الحشد الشعبي) بـ”العراق”، وعاد “قيس الخزعلي” ليهدد بتوجيه ضربة “عراقية” للقوات الأميركية لا تقل عن مستوى الرد الإيراني، انتقامًا لمقتل الجنرال الإيراني، “قاسم سليماني”، والقيادي العراقي، “أبومهدي المهندس”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة