مهد له الطريق سريعاً وعلى مدار عام ونصف العام كي يكون الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، حتى جاء يوم الثاني والعشرين من حزيران/يونيو 2017 ليقرر الملك “سلمان” صاحب الـ81 عاماً عزل ولي العهد الأمير “محمد بن نايف” وتصعيد نجله إلى هذا المنصب في خطوة تضعه مباشرة على عرش المملكة بتنحي “سلمان” أو وفاته.
خطوة الصعود الأخير لعرش السعودية، التي جعلت من الأمير الشاب “محمد بن سلمان” صاحب الـ31 عاماً، قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح أول أحفاد “عبد العزيز آل سعود” وصولاً لحكم المملكة.. لكن هل تستقر الأمور للأمير الذي يسعى والده لتنصيبه ملكاً في حياته نظراً لظروفه المرضية التي تلاحقه ؟
غضب مكبوت داخل الأسرة بعد الإطاحة بـ”محمد بن نايف”..
تقول تقارير إن هناك حالة من الغضب المكتوم بين أعضاء أسرة “آل سعود” بعد الإطاحة بالأمير “محمد بن نايف”، الرجل القوي في السعودية، والذي نجح في القضاء على تنظيم “القاعدة” بالمملكة والتواصل لسنوات ممتدة مع أميركا، وتقديم النصائح والمعلومات التي سهلت التخلص من ممثلي “القاعدة” وأعضائها في اليمن والعراق ودول أخرى !
الضغط على آخر من تبقى من السديريين..
قد تبدو الأمور هادئة داخل القصور الأميرية بعد قرارات 22 حزيران/يونيو 2017، والتي صعدت بـ”محمد بن سلمان” كولي للعهد، لكن ثمة أنباء تتحدث عن اختلافات، وربما انشقاقات، بين أحفاد آل سعود، أولها باتباع عدد من أفراد الأسرة للأمير “أحمد بن عبد العزيز” كأحد “السديريين السبعة”، والمطالبة بتصعيده كولي للعهد.
وهو مسمى يطلق على سبعة من أبناء الملك “عبد العزيز آل سعود” من زوجته “حصة بنت أحمد السديري”، هم الملك الراحل “فهد بن عبد العزيز آل سعود” والأمير الراحل “سلطان بن عبد العزيز آل سعود” والأمير “عبد الرحمن بن عبد العزيز آل سعود” – 86 عاماً -، والأمير الراحل “تركي الثاني بن عبد العزيز آل سعود”، والأمير الراحل “نايف بن عبد العزيز آل سعود”، والملك “سلمان بن عبد العزيز آل سعود”.
فبعد تصعيد “بن سلمان” كولي للعهد تحاول شخصيات نافذة ضمن عائلة “آل سعود” – والتي يتجاوز أفرادها الـ5 آلاف فرد – الضغط على الأمير “أحمد بن عبد العزيز آل سعود” كي يتقدم للمبايعة كولي للعهد أو كملك بعد رحيل “سلمان”.
الرهان على “متعب بن عبد الله” رئيس جهاز الحرس الوطني..
رغم أنه يوجد قسم آخر من العائلة يؤيد “بن سلمان”، وهم من دفعوه دفعاً إلى الحكم، إلا أن هناك قسماً ثالث يسعى إلى الحكم وله نفوذ عسكري مثل الأمير “متعب بن عبد الله”.
المعروف عن “متعب بن عبدالله” أنه شخصية مؤثرة، تتمتع بدهاء عسكري وربما يظهر عكس ما يبطن، والمؤكد أنه يسعى للحكم ويرى في نفسه أنه أحق من “بن سلمان” الشاب الصغير، كما أنه على رأس جهاز الحرس الوطني السعودي.
بينما الأمير “أحمد بن عبد العزيز”، فهناك فئة قديمة جديدة تؤيد صعوده وترى فيه أنه أقدر بقيادة المملكة من “بن سلمان”، بل تجهز نفسها الآن للدفع به كمعارض كبير المقام في وجه “محمد بن سلمان” الحفيد الصغير !
تغيير أساليب انتقال السلطة يربك الحسابات..
إن حكم “آل سعود” يسير في الأصل على نقل المُلك بين أبناء “عبد العزيز آل سعود”، سواء بالأكبر سناً أو الأصلح، بينما جاء الملك الراحل “عبد الله بن عبد العزيز”، الذي سبق “سلمان”، بأول محاولة لنقل الحكم إلى الأحفاد عندما أنشأ منصباً جديداً وهو منصب ولي ولي العهد كي يمكن نجله “متعب بن عبد الله” من الوصول إلى عرش المملكة وهو ما لم يتحقق لوفاته قبل استكمال السيناريو، الذي يبدو أن من استوعبه جيداً هو خلفه “سلمان” وولده.
توقعات بالخروج على “بن سلمان”..
إن أغلب توقعات المحللين من خارج المملكة تتحدث عن ظهور فئة من المعارضين لحكم “محمد بن سلمان” للسعودية ستخرج عليه وستطالبه بالتنحي بحجج كثيرة، أهمها عدم الرضاء عن نقل السلطة للأحفاد وتقديم الأمير “أحمد بن عبد العزيز” بديلاً عنه كونه من أبناء الملك المؤسس.
هل وضع “محمد بن نايف” قيد الإقامة الجبرية ؟
بينما ذهبت تقارير نقلاً عن مصادر في جهاز المباحث السعودي، للقول إن الأمير الذي جرى إعفائه من منصبه كولي للعهد “محمد بن نايف”، قد وضع قيد الإقامة الجبرية، ما يعني أنه لم يتخل عن منصبه من تلقاء نفسه وأن هناك اتجاه يرى أنه ربما يعد خلف الكواليس لتهيئة الأمير “متعب بن عبد الله” لمعارضة وصول “بن سلمان” للحكم.
متهور قد يضيع ملك “آل سعود” !
يرى المعارضون في “محمد بن سلمان” شخصية متهورة مندفعة، وأنه قد يدمر بلاد الحرمين وقبلة المسلمين، وأيضاً قد يتسبب في ضياع ملك “آل سعود”.
لكن في الوقت نفسه، فإن الأمير “أحمد عبد العزيز” لا يسعى إلى حكم السعودية، ولم يبد أي رغبة في ذلك، لكنه قد يُدفع من قبل أفراد في الأسرة ترفض اعتلاء “بن سلمان” لعرش المملكة, من أجل استغلاله لتحقيق مكاسب سياسية.
“خالد بن سلطان”.. طرف في معادلة التخلص من “بن سلمان”..
إن بداية التلاعب بأعراف عائلة “آل سعود” بدأ منذ عهد الملك الراحل “عبد الله”، عندما حاول الإطاحة بـ”سلمان” واستحدث منصب ولي ولي العهد من أجل نجله “متعب”، واستخدام الأمير “مقرن بن عبد العزيز” لتمرير صعود نجله، وهو ما استدعى الإطاحة بالأمير “خالد بن سلطان بن عبد العزيز” من منصب نائب وزير الدفاع في 2013 بعد تغلغله في الجيش والخوف من الانقلاب على الأمير “متعب”، رغم ذلك لازال يشكل “خالد بن سلطان” رقماً في معادلة تربيطات قد تتشكل بمجرد تصعيد “بن سلمان” لحكم السعودية !
“متعب بن عبد الله”.. أخطر المنافسين على عرش السعودية..
الخطوة القادمة، والتي من المقرر بحسب مراقبين لشؤون الأسرة الحاكمة في السعودية، أن يتجه لتنفيذها “محمد بن سلمان” هي الإطاحة بـ”متعب بن عبد الله” من الحرس الوطني، أحد أهم وأخطر القادرين على هز عرش “بن سلمان”.
ولد “متعب بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود” في الثاني عشر من تشرين أول/أكتوبر عام 1953، وهو وزير الحرس الوطني السعودي وكذلك عضو بمجلس الشؤون السياسية والأمنية بالسعودية، وهو ثالث أبناء الملك “عبد الله بن عبد العزيز آل سعود” من زوجته الأميرة “منيرة بنت محمد العطيشان التميمي”.
يخطئ ويخلط الكثيرون من عامة الناس في الاعتقاد بأنه أكبر أبناء العاهل السعودي الملك الراحل “عبد الله بن عبد العزيز” كون الملك “عبدالله” يكنى بـ(أبو متعب).
تلقى تعليمه الإبتدائي والمتوسط والثانوي في مدينتي الرياض وجدة، ثم إلتحق بجامعة الملك سعود بالرياض لمدة عام دراسي واحد ثم قرر دخول المجال العسكري، حيث إلتحق بأكاديمية “ساندهيرست” العسكرية الملكية في المملكة المتحدة وتخرج منها برتبة ملازم، ثم عين فيما بعد في مدارس الحرس الوطني العسكرية بالرياض.