ثلاثة انتحاريين يقتلون ويصيبون 136 زائرا لكربلاء

ثلاثة انتحاريين يقتلون ويصيبون 136 زائرا لكربلاء

تواصلت الهجمات الانتحارية ضد الزوار الشيعة في العراق الخميس حيث قتل 36 شخصا في ثلاث هجمات دامية جنوب بغداد، في وقت قتل خمسة افراد من عائلة واحدة في هجوم مسلح غرب العاصمة.

وقال عقيد في الشرطة ومصدر في وزارة الداخلية ان انتحاريا فجر نفسه قرب خيمة تقدم الطعام والماء للزوار الذين يسيرون نحو كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) لاحياء ذكرى اربعين الامام الحسين، ثالث الائمة لدى الشيعة الاثني عشرية، والتي تصادف يوم الاثنين المقبل.
واعلنت وزارة الداخلية في بيان ان “اعتداء ارهابيا حصل ظهر اليوم بواسطة حزام ناسف كان يرتديه احد الارهابيين على الزائرين في منطقة الدورة جنوبي العاصمة بغداد، ما ادى الى استشهاد 20 شخصا واصابة 40 اخرين بجروح”.
ومن بين القتلى، الصحافي العراقي مهند محمد الوائلي الذي عمل سابقا في وكالات انباء اجنبية ووسائل اعلام محلية، والذي يسكن في مكان قريب من موقع الهجوم، فيما اصيب احد ابنائه بشظية في رئته، بحسب ما افاد ابنه في اتصال هاتفي مع فرانس برس.
وامام مستشفى اليرموك في بغداد، تجمع اهالي الضحايا وهم ينتحبون ويصرخون، فيما كان الجرحى ينقلون الى الداخل بسرعة وقد غطي معظمهم بشراشف، وبينهم امراة عجوز غطت الدماء وجهها، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس في المكان. وحملت سيارات في الخارج نعوشا، بانتظار جثث الضحايا لتحملها الى المقابر.
وفي وقت لاحق، فجر انتحاري ثان نفسه بين زوار شيعة في منطقة اليوسفية (25 كلم جنوب بغداد)، قبل ان يفجر انتحاري ثالث نفسه بين مجموعة زوار في اللطيفية (40 كلم جنوب بغداد)، بحسب مصادر امنية.
واكد مصدران طبيان رسميان لفرانس برس ان ثمانية اشخاص قتلوا واصيب 32 بجروح في هجوم اليوسفية، فيما قتل ثمانية على الاقل واصيب 18 بجروح في هجوم اللطيفية. ويتعرض الزوار الشيعة الذين بدأوا السير على الاقدام منذ عدة ايام متوجهين الى كربلاء لهجمات متواصلة منذ ايام، وخصوصا في المناطق الواقعة الى الجنوب من بغداد.
وقتل امس الاربعاء خمسة اشخاص في هجوم انتحاري استهدف الزوار الشيعة قرب بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، وذلك بعد مقتل ثمانية اخرين الثلاثاء، ومقتل 24 في هجوم بسيارتين مفخختين قرب المحمودية، جنوب العاصمة، يوم الاثنين.
وقد ضحى شرطي عراقي بنفسه الاربعاء بعدما احتضن المهاجم الانتحاري قرب بعقوبة، قبل ان يفجر نفسه، ليقتلا معا.
وتعليقا على الهجمات المتكررة ضد الزوار الشيعة، ادان الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف في بيان “بأشد العبارات الموجة الاخيرة من الهجمات التي تستهدف بشكل متعمد الزوار الذين يشاركون بالزيارة الاربعينية”.
واعرب “عن ايمانه العميق بانه لا يمكن لاي عمل ارهابي ان يثبط العراقيين التواقين للسلام”.
وقال من جهته رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يحكم العراق منذ 2006 في كلمته الاسبوعية الاربعاء ان الزوار يتعرضون للاستهداف من قبل “اعداء الحسين من الطائفيين الحاقدين الذين تقف خلفهم دول تتبنى النهج الطائفي لاثارة الفتنة بين المسلمين”.
وفي اعمال عنف اخرى اليوم، داهم مسلحون منزل احد عناصر قوات الصحوة في منطقة زيدان الواقعة في قضاء ابو غريب غرب بغداد، وقتلوا صاحب المنزل وزوجته واطفاله الثلاثة، بحسب مصادر امنية وطبية.
واوضح ضابط برتبة عقيد في الشرطة ومصدر طبي رسمي لوكالة فرانس برس ان الهجوم الذي وقع فجر اليوم نفذه مسلحون يرتدون زيا عسكريا.
وتخوض القوات العراقية، بعد عامين على الانسحاب الاميركي، معركة يومية ضارية تصارع فيها للحد من تصاعد اعمال العنف التي بلغت معدلات لم يشهدها العراق منذ العام 2008، في ذروة الانتشار العسكري الاميركي.
وتجد القوات العراقية نفسها وحيدة اليوم في مواجهة جماعات مسلحة تستمد زخما من النزاع في سوريا المجاورة، ومن استياء الاقلية السنية التي تشكو من تعرضها لتهميش واستهداف من قبل الاكثرية الشيعية الحاكمة.
ويشهد العراق منذ نيسان/ابريل الماضي تصاعدا في اعمال العنف اليومية المتواصلة منذ اجتياح البلاد في العام 2003، والتي تشمل استهداف كل اوجه الحياة فيه، وبينها المقاهي والمساجد والمدارس وحتى مجالس العزاء.
ومنذ بداية العام 2013، قتل في العراق اكثر من 6550 شخص في اعمال العنف اليومية، بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وعسكرية وطبية، فيما قتل نحو 420 شخصا منذ بداية شهر كانون الاول/ديسمبر الحالي.
وتحمل اعمال العنف الاخيرة طابعا طائفيا بات يجر البلاد مجددا نحو فترة النزاع الطائفي بين السنة والشيعة والتي قتل فيها الالاف بين عامي 2006 و2008.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة