خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
تداولت مؤخرًا بعض الحسابات في الفضاء المجازي والمواقع الإخبارية؛ فيديو للسيد “عباس عراقجي”، وزير الخارجية وزوجته؛ “آرزو أحمدوند”، يُناقشان موضوعات شخصية أسرية. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد تداولت لحساب سيدة باسم: “آرزو أحمدوند”، على تطبيق (إنستغرام)، يحمل صورة سيدة غير محجبة تُشبّه إلى حدٍ كبير زوجة وزير الخارجية، ويُعلن عن تقديم دورة (آونلاين) في تعليم فن تقليم الأظافر. بحسب تقرير أعدته ونشرته وكالة أنباء (تسنيم) الإيرانية.
توضيح رسمي واعتراف صاحبة الحساب..
وعلى الفور نفت صاحبة الحساب ارتباطها بوزير الخارجية؛ وكتبت: “السلام على الجميع. بحسّب القصة التي نشرتها سابقًا، فإن مجرد تشّابه الأسماء لا يعني أنني نفس الشخص، ليتنا نفكر قليلًا ثم نتدوال الأخبار”.
لكن هذا لم يمنع انتشار الشائعات حول حياة هذه الشخصية، وسارع “محمد حسين رنجبران”؛ مستشار وزير الخارجية، إلى التوضيح، وأكد: “فيما يخص الشائعات التي أطلقها قبل يوم أو اثنين، بعض أصحاب الأخلاق السيئة، ضد وزير الخارجية وزوجته، أقول: أن السيدة؛ آرزو أحمدوند، هي زوجة السيد عباس عراقجي، الثانية، وكان قد تزوجها بعد انفصالها عن زوجها الأول. وقد حدث ذلك قبل (06) سنوات، وأثمر عن فتاة تبلغ من العمر: (03) أعوام ونصف. ولا يملك أيًا من أعضاء أسرة الوزير صفحات في الفضاء المجازي. والسيدة (أحمدوند) ربة منزل ولا تعمل مطلقًا. ونشر صور وصفحات مفبركة أو بأسماء مشابهة عمل غير مشروع وغير أخلاقي. إن الله يدافع عن الذين آمنوا”.
وقد تأكدت وكالة أنباء تسنيم من صحة الأقوال المنسوبة إلى السيد (رنجبران).
ملاحظات حول وقائع الافتراء على “عراقجي”..
يُذكر أن وزير الخارجية كان قد انفصل عن زوجته الأولى؛ قبل (10) أعوام تقريبًا، مع هذا ما تزال أسرة زوجته السابقة تعتبره ابنها وترتبط معه بعلاقات عاطفية، ويدعونه أحيانًا إلى اجتماعات الأسرة.
وفيما يلي نطرح عدة ملاحظات على موضوع الافتئات على وزير الخارجية:
01 – اتضح أن نشاط عدد كبير من الحسابات الإلكترونية مسَّميات وظواهر مختلفة، وتبادر إلى نشر الشائعات، إنما تُدار من خارج البلاد، لكن في هذه الحادثة الغريبة والعجيبة، شاركت بعض وسائل الإعلام سيئة السمعة.
وهذه المنصات تُطلق على نفسها اسم وسائل إعلامية، وبعضها يُعرف بين أهالي الإعلام باللصوص والمبتزين. وتقوم بنشر ادعاءات حول شخصيات معينة ثم تسّعى إلى ابتزازهم والحصول على امتيازات.
02 – لو تحدث أحد قبل عام (عن الوضع الحساس الراهن)، ربما تعرض للاتهام بالقولبة النمطية، لكن اتضح للجميع أن المنطقة و”إيران” تعيش حاليًا وضعًا حساسًا، ووزير الخارجية بالقطع من الشخصيات الأساسية المؤثرة في مكانة “الجمهورية الإيرانية”، والأداء الشجاع، والميداني، والفعال للسيد “عراقجي”؛ على مدار الأشهر الأخيرة، كان يحظى بدعم الجزء الرئيس من القوى السياسية المحبة للدولة، وعلى اختلاف التوجهات السياسية.
من جهة أخرى، تهميش “وزارة الخارجية” وتوريطها في صراع ضد بعض الهجمات الإعلامية، يصب بالقطع في صالح أهم أعداء “إيران” وهو “الكيان الصهيوني”.
03 – بعض الفصائل السياسية التي تعتبر السيد “عراقجي” منافسًا، قد تتصور أن هذه المسائل الهامشية تخدم مصالحهم، بمعنى إما أن تخدم ادعاءتهم بشأن توجه “وزارة الخارجية”، أو يعتبرونها فرصة للنيل من وزير الخارجية لاستبداله بأصدقائهم.
وبلا شك؛ فإن انتقاد توجهات “وزارة الخارجية”، في أي عصر، أمر جيد بالتأكيد إذا كان بحسَّن نية؛ لكن لو يتصور فصيل أو عدة فصائل أنهم يستطيعون استغلال مثل هذه الأحداث أملًا في الوصول إلى هدف معين، فسوف يفشلون ويخيب ظنهم.
ولو أن الفضاء السياسي ملوث بالافتراءات والأحداث غير الأخلاقية، فالمقطوع به أن الخاسر الأكبر هو المصالح الوطنية، ومناخ النشاط السياسي الأخلاقي، وجميع الأذواق السياسية، والشعب. وعليه يتعين على جميع التيارات إدانة مثل هذه الأحداث.