توتر العلاقات “السعودية-الإيرانية” .. بين الاتهامات المتبادلة وخطورة التصعيد !

توتر العلاقات “السعودية-الإيرانية” .. بين الاتهامات المتبادلة وخطورة التصعيد !

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

تكاد العلاقات (الإيرانية-السعودية) أن تكون متوترة طوال الوقت، بل إن الأزمة تشتعل في بعض الأحيان لتصبح على شفا الصدام المباشر بين الدولتين، غير أن كل طرف يعلم مدى خطورة التصعيد ويدرك أن أحدًا لن يخرج منتصرًا في أي حرب.

ولقد تبادلت “طهران” و”الرياض” الاتهامات، وزعمت “طهران” أن “المملكة السعودية” ساهمت في إشعال الاحتجاجات الأخيرة داخل “إيران”، بينما اتهمت “الرياض”، النظام الإيراني، بإثارة الفتن والفوضى في دول الجوار.

“الحرس الثوري” يهدد..

بعد تراجع حدة المظاهرات في “إيران”، اتهم “حسين سلامي”، قائد الحرس الثوري الإيراني، كل من “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” و”السعودية”؛ بالوقوف خلف الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في “إيران” بعد رفع سعر “البنزين”. وتوعد قائد “الحرس الثوري” بتدمير الدول الثلاث إذا تجاوزت ما أسماها الخطوط الحمراء التي وضعتها “طهران”.

وقال “سلامي”: “لقد أظهرنا ضبطًا للنفس والصبر على التحركات العدائية ضد جمهورية إيران الإسلامية التي يقف خلفها أميركا والنظام الصهيوني والسعودية. لكننا سندمرهم إذا تجاوزوا خطوطنا الحمراء”.

أتى تهديد “سلامي” على إثر الاحتجاجات التي اندلعت في جميع أنحاء “إيران”، في 15 تشرين ثان/نوفمبر الجاري، بعد أن رفعت السلطات سعر “البنزين” في شكل مفاجيء بنسبة تصل إلى 200 في المئة.

النيابة الإيرانية تتهم السعودية !

اتهمت النيابة العامة الإيرانية، هذا الأسبوع، “السعودية”، بتمويل حملة للمعارضين الإيرانيين عبر الإنترنت لتوجيه ما سمته، “الاضطرابات” الأخيرة في البلاد.

ونقل موقع (RT) الروسي، عن مساعد المدعي الإيراني العام في شؤون الفضاء الافتراضي؛ أنه خلال أيام الاضطرابات كانت هناك ثلاث منصات نشطة لتنظيم “مجاهدي خلق” على الإنترنت لتوجيه الاضطرابات إنطلاقًا من “ألبانيا” و”السعودية”.

وأضاف المسؤول الإيراني أن “السعودية” مولت جزءًا هامًا من تلك الحملة.

طهران : أسقطنا المؤامرة !

كان نائب قائد “الحرس الثوري” الإيراني، اللواء “علي فدوي”، قد أكد، الأحد الماضي، أن: “إيران سترد على أي تدخل في شؤونها الداخلية”، مشددًا على أن “لديها قدرات متفوقة وتستطيع الرد داخل دول الجوار”؛ في تهديد واضح لـ”المملكة العربية السعودية”.

ونقلت وكالة (مهر) الإيرانية، عن “فدوي”، قوله: “ننصح بعض الدول الجارة لإيران بالعودة والتوبة والإبتعاد عن التدخل في شؤوننا الداخلية”.

وأكد “فدوي” على أن: “أعمال الشغب الأخيرة في إيران كانت عبارة عن مؤامرة كبيرة تم إحتواؤها خلال 48 ساعة”، مضيفًا أن: “جميع الأعداء ضالعون بهذه المؤامرة؛ وكانوا على يقين بأنها سوف تنجح”.

وأعلن نائب قائد “الحرس الثوري”: “إلقاء القبض على جميع عملاء الدول الأجنبية؛ وسيتم محاسبتهم قضائيًا”.

“سلمان” : النظام الإيراني يدعم الإرهاب..

كان العاهل السعودي، الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، قد اتهم، الأسبوع الماضي، النظام الإيراني، بأنه مستمر منذ أكثر من 4 عقود بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مواصلًا دعم الإرهاب والميليشيات المسلحة.

وأكد “سلمان” أن المملكة لا تنشد الحرب، لكنها على أُهبة الاستعداد للدفاع عن شعبها بكل حزم ضد أي عدوان. وقال العاهل السعودي إنه قد “آن الأوان لإيقاف ما يُحدثه النظام الإيراني من فوضى ودمار، وزعزعة للأمن والاستقرار في دول المنطقة”.

وأكد الملك “سلمان” على أهمية قيام المجتمع الدولي بوضع حد لبرنامج النظام الإيراني النووي والباليستي، وإتخاذ الإجراءات الكفيلة بالوقف الفوري للتدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

وأشار “سلمان” إلى أن المملكة، والعديد من الدول الأخرى في المنطقة وخارجها، عانت من سياسات وممارسات النظام الإيراني ووكلائه، التي وصلت مؤخرًا إلى ذروة جديدة من الأعمال الممنهجة والمتعمدة لتقويض كل فرص تحقيق السلام والأمن في هذه المنطقة.

“ترامب” ينشر قوات إضافية لحماية السعودية !

في ظل استمرار اشتعال التوتر بين “إيران” و”السعودية”، أبلغ الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الكونغرس، الأسبوع الماضي، بأنه سيتم نشر قوات أميركية إضافية في “المملكة العربية السعودية”، خلال الأسابيع المقبلة؛ بهدف الدفاع عن المملكة ضد “إيران”، وسيُبقي نحو 3000 من الأفراد العسكريين في المملكة طالما كان ذلك مطلوبًا، وفقًا لرسالة نشرها “البيت الأبيض”، الثلاثاء الماضي.

وجاء في الرسالة: “تشمل القوات الإضافية، التي أمرتُ بنشرها في المملكة السعودية، أنظمة الرادار والقذائف لتحسين الدفاعات ضد التهديدات الجوية والصاروخية في المنطقة، وجناح الحملة الجوية لدعم تشغيل الطائرات المقاتلة الأميركية من المملكة العربية السعودية”.

وكانت “إيران” قد شهدت مظاهرات، منذ منتصف تشرين ثان/نوفمبر الحالي، بعد الإعلان عن رفع أسعار الوقود. وتخلل الاحتجاجات إغلاق الطرق السريعة وحرق بنوك ومحطات وقود ونهب متاجر؛ بعد أن تحولت التظاهرات إلى العنف وانتشرت في عشرات المدن والبلدات في أنحاء “إيران”.

وتم اعتقال قرابة 200 من قادة الاحتجاجات، فيما أكد مسؤولون إيرانيون مقتل خمسة أشخاص فقط. لكن “منظمة العفو الدولية” أشارت إلى مقتل أكثر من 100 متظاهر، وتعتقد أن عدد القتلى الحقيقي قد وصل إلى 200 قتيل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة