20 أبريل، 2024 7:43 ص
Search
Close this search box.

توابع “كوفيد-19” .. تسريح العمال و113 مليار دولار خسائر شركات الطيران العاليمية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – هانم التمساح :

حالة من القلق والذعر من مواجهة الفقر الممزوج بالمرض أصابت “عمال شركات الطيران” حول العالم، بعد أن تحركت شركات الطيران من مختلف أرجاء العالم مؤخرًا، لإلغاء رحلات الطيران، وتسريح العمال، مع محاولة تهدئة مخاوف المسافرين، وذلك في ختام فترة شديدة الإرتباك من تلاشي حجوزات الطيران خلال الأسابيع الماضية أسفرت عن فقدان المستثمرين ثقتهم في هذا القطاع المهم والكبير.. المستثمرين الذين يمكنهم تعويض خسائرهم بطرق مختلفة بعد إنقضاء أزمة “كورونا”؛ لن يتأثروا مهما بلغت خسائرهم كما يتأثر العمال الذين خسروا أعمالهم التي يقتاتون منها، وربما لن يجدوا ما يسدون به رمق جوعهم في ظل الحصار الذي يفرضه الوباء المتفشي.

خسائر فادحة للشركات الكبرى..

ومن المتوقع لشركات الطيران الكبرى، التي تُعاني بالفعل من انخفاض حاد في حجوزات السفر، إثر انتشار وباء “كورونا” الفتاك، أن تواصل تكبد الخسائر بملايين الدولارات في الإيرادات بسبب الانخفاض الكبير في الرحلات الجوية عبر “المحيط الأطلسي”، تلك التي تُمثل جزءًا كبيرًا ومهمًا من أعمالها التجارية.

وأعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، مساء الأربعاء الماضي، عن حظر دخول أغلب المسافرين القادمين من 26 دولة أوروبية إلى “الولايات المتحدة الأميركية” لمدة 30 يومًا كاملة، اعتبارًا من مساء الجمعة الماضي، وهي الأنباء التي أسفرت عن هبوط حاد لحق بأسهم شركات الطيران العالمية. وأغلقت تداولات أسهم شركتي، “يونايتد إيرلاينز” و”دلتا إيرلاينز”، بانخفاض تجاوز 20 نقطة مئوية كاملة، في حين سجلت أسهم شركة “أميركان إيرلاينز” انخفاضًا بواقع 17 نقطة مئوية.

وفي وقت سابق؛ أغلقت أسهم الشركة الأم للخطوط الجوية البريطانية عن انخفاض بلغ 16 نقطة مئوية في العاصمة، “لندن”.

113 مليار دولار خسائر قابلة للزيادة..

وفي الأسبوع الماضي؛ قدرت “الرابطة الدولية للنقل الجوي” أن انتشار فيروس “كورونا” قد يُسفر عن خسارة تُقدّر بنحو 113 مليار دولار من عائدات شركات الطيران في جميع أنحاء العالم، وهي التوقعات التي خرجت قبيل صدور الحظر الأميركي الأخير على رحلات السفر والطيران، فضلاً عن فرض قيود أخرى من قِبل بلدان مثل: “إسرائيل، والكويت، وإسبانيا”.

وقال “ألكسندر دي جونياك”، المدير التنفيذي للمجموعة الصناعية المعروفة باسم “الرابطة الدولية للنقل الجوي”: “تحتاج شركات الطيران إلى فرض إجراءات طارئة بُغية التغلب على الأزمة الراهنة”، داعيًا في ذلك، الحكومات من مختلف أرجاء العالم، إلى النظر في توفير التسهيلات الائتمانية لشركات الطيران أو تخفيض الضرائب وغيرها من التكاليف الأخرى.

وبالإضافة إلى الحظر الأميركي الأخير، الذي يؤثر على 26 دولة أوروبية، تُشكل في مجموعها منطقة (شنغن)، حذرت “وزارة الخارجية” الأميركية، مواطني البلاد، بأنهم ينبغي عليهم إعادة النظر في السفر الدولي، وهي أبلغ عبارات التحذير التي أطلقتها الوزارة تحت شعار: “لا داعي للسفر الآن”.

وفي مؤتمر للمستثمرين عُقد، الثلاثاء الماضي، قال الرؤساء التنفيذيون لشركات “يونايتد” و”دلتا” و”أميركان إيرلاينز”؛ إن السنوات السابقة من ترشيد العمليات أهلتهم إلى التغلب على آثار أزمة كبرى، مثل انتشار وباء “كورونا”، وقال خبراء السفر والطيران إن هذه الشركات هي أكثر تأهبًا واستعدادًا من أقرانها على مستوى العالم.

ومع ذلك؛ قال “سكوت كيربي”، رئيس شركة “يونايتد إيرلاينز”، أثناء المؤتمر، أن صافي حجوزات الشركة إلى “أوروبا” قد سجلت هبوطًا فعليًا بنسبة 100 في المئة في الأيام الأخيرة، ونحو نصف تلك النسبة ناجم عن إلغاءات الحجوزات. وقال إن شركته كانت تستعد لمواجهة أسوأ السيناريوهات، بمعنى الانخفاض المستمر في الإيرادات حتى نهاية العام، على الرغم من أنها لم تكن تتوقع حدوث تلك الأزمة في المقام الأول.

وقال السيد “كيربي” أخيرًا: “إن التداعيات المالية للسيناريو المُريع الراهن؛ أسوأ من انخفاض الطلب على الرحلات الجوية في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001. ونحن نأمل بالطبع أن تتحسن الأوضاع، غير أننا غير مستعدين للاستناد إلى ذلك حاليًا”.

صدمة للمضيفات وتسريح العمال !

وبالرغم من تفهم أصحاب الشركات لطبيعة الأزمة؛ إلا أن هناك جهات أخرى كانت أكثر انتقادًا للقرار الأخير، إذ أعلنت “سارة نيلسون”، رئيسة رابطة المضيفات الجويات، وهي الجهة النقابية الممثلة لمضيفات الطيران لدى 20 شركة من شركات الطيران الأميركية، بما في ذلك شركة “يونايتد إيرلاينز”، أن صناعة الخطوط الجوية كانت متفاجئة ومصدومة للغاية من إعلان الرئيس الأميركي الأخير.

وأضافت “نيلسون”؛ تقول: “لقد أحدث القرار حالة من الفوضى العارمة. ولم يكن لدى موظفي الخطوط الجوية أي فكرة مسبقة عما يعنيه ذلك القرار، وبالنسبة لبعضهم، تسبب القرار في إعاقة شاملة لحياتهم. ولم يُكن أحد على يقين ما إذا كانوا سوف يستمرون في وظائفهم خلال الـ 24 ساعة المقبلة أم سيرجعون إلى منازلهم بلا وظيفة”.

وشاعت مخاوف واسعة النطاق بين أوساط مضيفات الطيران بشأن فقدان الوظائف، وأضافت “نيلسون” قائلة: “إن المسار الذي تتحرك عليه الأمور الآن يتجاوز فقدان الوظائف، ويتعلق الأمر بما إذا كانت صناعة الطيران تستطيع مواصلة العمل من عدمه، فلا يُمكنك تسيير رحلة طيران في غياب الركاب”.

ويوم الخميس، أعلنت “الخطوط الجوية النرويجية”، وهي شركة الطيران سريعة النمو والمتسمة بالخصومات الجيدة عبر تسيير الرحلات الجوية إلى مختلف المدن الأميركية، عن تسريح مؤقت لنصف الموظفين والعمال بالشركة مع إيقاف 40 في المئة من الرحلات الجوية الطويلة؛ فضلاً عن 25 في المئة أخرى من الرحلات الجوية القصيرة.

وأعلن “ألكسندر دي جونياك”: “من شأن إيقاف الرحلات الجوية على هذا النطاق الكبير أن يرجع بتداعيات بالغة السوء على الاقتصاد. ولا بد للحكومات الإعتراف بذلك مع الاستعداد لدعم الصناعة الجوية المهمة”.

إرتباك المسافرون..

ويعاني المسافرون في فهم تداعيات قرار الحظر، الذي لا ينسحب على المواطنين، والمقيمين بصفة دائمة، وأقاربهم، مع تسابق شركات الطيران لضبط وتعديل العمليات من دون إشعار مسبق. ولم تُعلن شركات الطيران على نحو شفاف ما إذا كان “البيت الأبيض” قد أبلغها بقرار الحظر قبل إعلانه رسميًا.

وسوف يُلحق هذا الإجراء الأضرار الكبيرة بشركات الطيران، وبالموظفين، وبالمسافرين، وبشركات الشحن الجوي.

وأعلنت شركات الطيران الأميركية عن تحديد أسعار الرحلات الجوية بين “الولايات المتحدة” و”أوروبا”. وقالت شركة “دلتا إيرلاينز”، مساء الأربعاء، عن تخفيضات في رسوم تغيير الرحلات لجميع عملاء الشركة المسافرين إلى، أو القادمين من، أو العابرين للقارة الأوروبية و”المملكة المتحدة”، وحتى شهر أيار/مايو المقبل.

ووفقًا للرابطة الجوية، جرى في العام الماضي؛ نقل نحو 200 ألف مسافر عبر الرحلات الجوية بين “الولايات المتحدة” و26 دولة أوروبية من المذكورة على قائمة الحظر، التي أعلنها الرئيس الأميركي، بمتوسط رحلات يبلغ 550 رحلة نقلت 125 ألف مسافر يوميًا.

الشركات الأكثر تضررًا..

ووفقًا لتحليل أجرته شركة “أو. إيه. جي”، المعنية بمتابعة بيانات الطيران، فإن شركة “دلتا إيرلاينز” الأميركية؛ هي الأكثر تضررًا بنسبة بلغت 14 في المئة، تليها في ذلك شركة “لوفتهانزا” الألمانية بنسبة 13 في المئة.

وجاءت شركة “أميركان إيرلاينز” في المرتبة الرابعة، بنسبة 8 في المئة من الأضرار في الرحلات الجوية.

وحتى قبل صدور قرار الحظر، كان المستثمرون يُعيدون تقدير الآفاق المالية لشركات الطيران التي سعت كثير منها إلى الحماية من الإفلاس خلال العقدين الماضيين.

ودخلت شركات الطيران في وضعية التحفظ النقدي، وسط توقعات بأن نشهد بعض التسهيلات الائتمانية الممتدة والمزيدة، خلال الأسبوع المقبل. ومن غير المُرجح إعلان شركات الطيران الأميركية عن إفلاسها، ولا تزال تلك الحالة على المدى القريب، ولكن إن لم يتحسن معدل الحجوزات خلال الشهور الثلاثة المقبلة فمن شأن الأمور أن تتدهور بوتيرة غير مسبوقة.

وكانت شركة “يونايتد إيرلاينز” قد إقترضت ملياري دولار، خلال الأسبوع الحالي، وجمعت شركة “دلتا إيرلاينز” مليار دولار خلال الفترة ذاتها، في حين تحصلت شركة “أميركان إيرلاينز” على مبلغ 500 مليون دولار، قبل أسبوعين.

ويبلغ إجمالي أعمال السفر والسياحة بين “الولايات المتحدة” و”أوروبا”، بما في ذلك المناطق التي لا يشملها قرار الحظر الأميركي، ما يُقرب من 130 مليار دولار سنويًا، وفقًا لبيانات الحكومة الأميركية.

كما سجلت أسهم شركات الطيران الأوروبية انخفاضات حادة. وأغلقت أسهم شركة “بوينغ الأميركية لصناعة الطائرات”، التي لحقت بها الأضرار الجسيمة إثر حادثتي سقوط الطائرة طراز (بوينغ 737 ماكس) وانخفاض أوامر الشراء، عند مستوى 18 نقطة مئوية في تداولات، بعد ظهيرة الخميس الماضي، بعد هبوط مماثل لنسبة في تداولات يوم الأربعاء.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب