تهديد فضائيات بالاغلاق بذريعة تحريضها ضد الانتخابات

تهديد فضائيات بالاغلاق بذريعة تحريضها ضد الانتخابات

كشف هيئة الاعلام والاتصالات عن خرق نحو 5 فضائيات من ضمنها (الفرات، الشرقية، البغدادية، ‏البابلية)، بالاضافة الى مجموعة اذاعات ومواقع الكترونية لقواعد التغطية الانتخابية التي اعلنت عنها ‏قبيل بدأ الحملة الانتخابية، مشيرة الى ان الخروقات شملت التشجيع على عدم الانتخابات، واستهداف ‏قوائم انتخابية.‏

واكدت الهيئة انها ستتخذ اجراءات رادعة بحق الوسائل الاعلامية المخالفة، ربما تصل الى سحب ‏رخص البث منها، مشددة على ان الاجراءات التي اتخذتها سابقا بحق قنوات (الديار وبلادي والشرقية ‏والسومرية) وقنوات اخرى، جاءت بنتائج ايجابية. فيما افادت مفوضية الانتخابات انها تنسق مع الهيئة ‏للحد من الخروقات، وانها تقدم باجات للصحفيين لتغطية الانتخابات بعد توقيعهم على قواعد التغطية ‏الانتخابية.‏
وفي حديث مع “العالم” نشر اليوم قال مجاهد ابو الهيل، مدير دائرة تنظيم المرئي والمسموع في هيئة ‏الاعلام والاتصالات “ضمن التقرير الاولي للرصد سجلنا سلسلة خروقات، من وسائل اعلام كبيرة، ‏صنفت على انها مخالفات لضوابط وقواعد التغطية الاعلامية في الانتخابات، لذا فان الهيئة بصدد ‏اعداد تقرير نهائي بعد انتهاء المدة القانونية للتغطيات الاعلامية أي بعد الصمت الانتخابي”، كاشفا ‏عن “نحو 5 فضائيات قامت بخرق هذه القواعد، وهي الشرقية والبغدادية والبابلية والفرات، اضافة الى ‏خروقات طفيفة في بعض الفضائيات الاخرى، فضلا عن اذاعات ووكالات انباء ومواقع الكترونية ‏اخرى، خرقت جميعها مدونات البث والارسال الخاصة بالانتخابات”.‏
وكانت هيئة الاعلام والاتصالات، أعلنت في وقت سابق عن قواعد التغطية الاعلامية في الانتخابات، ‏ملزمة من خلالها وسائل الاعلام بمجموعة ضوابط ومعايير في اثناء تغطيات العملية الانتخابية.‏
وأكد ابو الهيل ان “الاذاعات والمواقع الالكترونية هي أكثر خرقا من الفضائيات، الا ان تركيز الرصد ‏ينصب على الفضائيات، لاهميتها وتاثيرها في الشارع. وعادة ما تتسرب الاجندة السياسية من خلال ‏وسائل الاعلام المرئية”، موضحا ان “الخروقات تركزت على تهديد النظام الديمقراطي، والتشجيع ‏على عدم الانتخاب، واستهداف رموز قوائم اخرى من قبل وسائل الاعلام الموجهة والحزبية، والتي ‏تمتلك قوائم انتخابية تابعة لها”.‏
وأسست هيئة الإعلام والاتصالات في حزيران عام 2004، وهي هيئة مستقلة غير مرتبطة بأي جهة ‏حكومية بموجب الدستور، مهمتها تنظيم وتطوير الإعلام والاتصالات ضمن المعايير الدولية الحديثة ‏ومن أبرز مسؤولياتها تنظيم البث وشبكة الاتصالات والخدمات ويشمل التراخيص والتسعير والربط ‏الداخلي وتحديد الشروط الأساسية لتوفير الخدمات العامة.‏
واضاف مدير دائرة تنظيم المرئي والمسموع في هيئة الاعلام والاتصالات، ان “بعض وسائل الاعلام ‏كانت مخالفاتها في حدود بث اعلانات فيها ايحاءات كثيرة مباشرة، وغير مباشرة بمقاطعة جهة معينة ‏وانتخاب جهة اخرى، و بعض الفضائيات بدأت حملاتها الانتخابية قبل اذن المفوضية العليا المستقلة ‏للانتخابات بالبث”، متطرقا الى ان “الهيئة ستلزم وسائل الاعلام من خلال اتخاذ اجراءات رادعة بحق ‏المخالفة”، مشيرا الى أن “الاجراءات تبدأ بالانذار والتعليق، وربما تصل الى سحب رخصة الوسائل ‏او المحطات اذا كان الخرق كبير جدا”.‏
ولفت الى أن “هناك وسائل هي اساسا غير مرخصة، وتعمل من دون رخصة قانونية، وهذه المحطات ‏هي اكثر خرقا من غيرها، لانها غير منضبطة اساسا بضوابط البث والارسال في العراق، وهي من ‏مارست الخروقات بشكل كبير ومباشر من خلال بث اعلانات لا تلتزم بالنزاهة والحيادية وتستهدف ‏جهات معينة”.‏
واعتبر ان “الاجراءات الرادعة للهيئة ادت الى نتائج ايجابية، فالهيئة كانت علقت رخص فضائيتي ‏بلادي والديار وقد استجابتا لاجراءات الهيئة بعد ان كانتا ممتنعتين، وهناك فضائيات غير مرخصة، ‏مثل قناة الشعب تم توجيه كتاب بايقاف البث واوقفت بثها، وبدأت الآن من جديد بتقديم أوراقها ‏للحصول على الرخصة القانونية”، مسترسلا إن “فضائية السومرية استجابت لانذارات كانت قاسية ‏جدا بحقها، لوجود برامج تخالف مدونات البث والارسال وتستهدف شرائح معينة من المجتمع، والان ‏بدأ البرلنامج يهذب بشكل جيد”.‏
وزاد أبو الهيل “حتى ان قناة الشرقية غير المرخصة ابدت حرصها على الحصول على رخصة، لكن ‏لحد الان بسبب خروقاتها لمدونات البث والارسال ما زالت رخصتها عالقة”، منبها الى ان “اجراءات ‏الهيئة بحاجة الى جهد عسكري وامني وقوة لوجستية، لان دور الهيئة منظم، ولا تمتلك مثل هذه القوة ‏اللوجستية، وهي تعطي الرخص بالطريقة القانونية”.‏
بدوره، علق صفاء الموسوي، المتحدث باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لـ”العالم” امس، ‏بالقول إن “هناك تنسيقا بين المفوضية وهيئة الاعلام والاتصالات بخصوص الخروقات التي يمكن ان ‏تحصل من قبل وسائل الاعلام المختلفة”، مؤكدا ان “المفوضية تحرص على منح الصحفيين باجات ‏التغطية الاعلامية لليوم الانتخابي بعد ان يقوموا بالتوقيع على قائمة السلوك”.‏
ودعا الموسوي “جميع وسائل الاعلام لمساعدتنا لانجاح العملية الانتخابية خدمة للصالح العام‎”.‎

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة