خاص : ترجمة – آية حسين علي :
بسبب الحروب أضيف إليها الوحدة بسبب الحصار والمعارك الداخلية شُل الاقتصاد في “قطاع غزة”، وتفاقمت معاناة سكانه، وعند الحديث عن الأوضاع الإنسانية، شديدة السوء، في “قطاع غزة” يشار عادة إلى معدلات البطالة التي وصلت إلى 50.5%، والتكدس السكاني؛ إذ يعيش حوالي مليوني شخص في مساحة 365 كلم مربع، ومحدودية التيار الكهربائي، والإعتماد على المعونات الخارجية، ذلك لأن 80% من السكان يقتاتون على المساعدات الإنسانية، لكن نادرًا ما يشار إلى عامل جوهري، وهو السبب في حدوث مشكلات حالية ومستقبلية، وهو الماء.
97 % من المياه غير صالحة للشرب..
وصرحت الخبيرة بمؤسسة (أوكسفام)، “لارا كونتريراس”، لصحيفة (الموندو) الإسبانية، بأن: “97% من المياه العذبة ليست صالحة للشرب، ويحصل 10% فقط من سكان القطاع على مياه نظيفة، بينما وصلت نسبتهم في عام 2000 إلى 98%”، وأضافت: “أغلبية المياه المتاحة للشرب، في غزة، تعتمد على مصدر للمياه الجوفية يحازي الشاطيء، لكن أوضاعه ليست جيدة منذ حرب 2008، التي تبعها صراعان آخران، ما تسبب في زيادة المعاناة، والسبب الرئيس هو الحصار الإسرائيلي للقطاع إذ لا يسمح بدخول المواد اللازمة مثل الأسمنت والأدوات الضرورية لإصلاح هذا المصدر، كما يعرقل عملية تطوير البنى التحتية المرتبطة بالمياه مثل محطات التحلية ومعالجة المياه، لذا تطالب (أوكسفام) بإنهاء الحصار”.
25 % من الأمراض بسبب تلوث المياه..
بحسب تقرير لمؤسسة (فوندوراند)؛ فإن 25% من الأمراض في القطاع ترتبط بمشكلات تلوث المياه، وذكرت المؤسسة أن: “الحروب الثلاث التي دارت بين إسرائيل وحماس، منذ عام 2009، والخلافات الداخلية بين حركتي فتح وحماس عرقلت عملية تحسين المياه وقطاع الصحة”.
وحذر الخبراء في المنظمة؛ من أنه إذا لم تتغير الإتجاهات التي تتبعها الدول منذ عدة سنوات فإن: “قطاع غزة والمنطقة المحيطة به، (مصر وإسرائيل)، سوف تواجه خطر تفشي الأمراض أو أزمة في الصحة العامة مرتبطة بالمياه”.
وكانت “إسرائيل” قد انسحبت من “قطاع غزة” – بعدما احتلته بعد حرب 1967 – وأخلت المستوطنات من الجنود والسكان، وفي العام التالي فازت حركة “حماس” في الانتخابات، وأحكمت سيطرتها على القطاع، عام 2007، بعدما أخرجت القوات الموالية لرئيس السلطة الفلسطينية وقائد حركة “فتح”، “محمود عباس”، (أبومازن)، فقامت “إسرائيل” بفرض الحصار على القطاع؛ إذ تُعتبر حركة “حماس” كيانًا معاديًا لها، وأطلقت 3 هجمات مسلحة، (في 2008 و2012 و2014)، ردًا على إطلاق قذائف وصواريخ ضدها، بينما تغلق “مصر”، “معبر رفح” الحدودي، منذ فترة كبيرة.
كل طرف يتنصل من المسؤولية..
من جانبه؛ صرح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، “يحيى السنوار”: “لن نتوقف عن المقاومة بكل السبل المتاحة من أجل القضاء على الحصار الإجرامي الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي والعيش بكرامة”، واتهم غريمه، “أبومازن”، بمفاقمة الأوضاع الاقتصادية في “غزة” بعدما قام الأخيرة بتخفيض ميزانية القطاع، ما أثر على خدمات الكهرباء ومرتبات الموظفين.
بينما تتهم “إسرائيل”، الحركة الأصولية، باستغلال المساعدات والضرائب والميزانيات من أجل تمويل ذراعها المسلحة، ولا توجهها إلى البنية التحتية، بينما تنفي “تل أبيب” الانتقادات التي توجه لها بشأن الحصار؛ وتؤكد أنها تسمح بدخول مئات العربات التي تحمل مواد غذائية وأدوية وبضائع كل يوم.
وتهدد القنبلة الموقوتة في “غزة”، سكانها، كما أنها قد تحمل آثار سلبية على كل من “إسرائيل” و”مصر”، وصرح مرشح تحالف (أزرق أبيض)، المحسوب على يسار الوسط، “غابي أشكنازي”، قبل الانتخابات البرلمانية بـ 3 أسابيع: “ماذا سيحدث في رأيكم إذا أصيبت غزة بوباء ؟.. هل سوف تتمكن بنادق الجنود من إيقاف البكتريا ؟”.