خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
بفوز “مسعود بزشكيان”؛ سّادت في المجتمع التوقعات بشأن استئناف المفاوضات مع الغرب. وانتشرت في جنبات المجتمع الأحاديث عن احتمالات انطلاق جولة جديدة من المفاوضات، رُغم عدم إدلاء “بزشكيان” بأي تصريحات علنية بهذا الصّدد. بحسّب تقرير “أمير حسين جعفري”؛ المنشور على موقع (رویداد۲۴) الإيراني.
في غضون ذلك يطرح فوز “دونالد ترامب” المحتمل، سيناريوهات جديدة أمام الحكومة الإيرانية، لكن وبغض النظر عن كل هذه الموضوعات، فالسؤال الأساس يدور حول ماهية موضوعات المفاوضات الجديدة، وكيفية اتمام هذه المفاوضات.
يعتقد “نصرت الله تاجيكـ”؛ الدبلوماسي السابق، بغموض آفاق المفاوضات المحتملة بين “إيران” و”أميركا” في حكومة “بزشكيان”، وقال: “أفق المفاوضات غامض حتى الآن، وإلى أن تسّتقر الحكومة الرابعة، وهذا قد يسّتغرق بضعة أشهر. على الصّعيد الآخر فالولايات المتحدة بصّدد إجراء استحقاق انتخابي، وعلينا انتظار الحكومة المقبلة. ومن حيث التوقيت، لا يمكن التنبؤ بوقتٍ مناسب للمفاوضات، ولن تكون هناك أخبار حول هذا الموضوع خلال الأشهر الستة المقبلة، ناهيك عن غموض ماهية الموضوع الذي سيكون بداية المفاوضات. لذلك سيكون من بصعب في المفاوضات المقبلة، الوصول إلى اتفاق بشأن التفاوض على موضوع واحد. ذلك أن الموضوع الرئيس بالنسبة لنا هو إلغاء العقوبات، في حين أن القضايا الإقليمية وقدراتنا النووية والتسّليحية هو الموضوع الرئيس للطرف المقابل. لذلك سيكون من الصعب الوصول إلى صيغة واحدة، لكن الأهم هو الإرادة السياسية للطرفين”.
مفاوضات الحكومة الثالثة عشر مع “الولايات المتحدة” لم تكن موثوقة..
وتطرق “تاجيكـ” عن الانتخابات الرئاسية الأميركية؛ وقال: “مصير الإدراة الأميركية المقبلة غير واضح حتى الآن. للأسف لم تكن المفاوضات في فترة الحكومة الحكومة الإيرانية الثالثة عشر، بهذا القدر من القوة والثبات والثقة؛ بحيث نبّني عليها… لقد فقدنا الوقت ولا توجد إدرادة لإجراء حوار مثمر. لطالما سمعنا من مسؤولينا بوجود مفاوضات غير مباشرة، إلا أن الطرف الأميركي يرفض هذه الادعاءات، وعليه فإن إجراء مفاوضات في هذه المرحلة غامض جدًا. أتصور أن الطرف الإيراني يريد طرح موضوع العقوبات، بينما يتطلع الطرف الأكثر إلى موضوعات أكثر”.
تهميش ملف إحياء “الاتفاق النووي”..
شدّد الدبلوماسي الإيراني السابق، على ضرورة حل المشكلات الفنية مع “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، قبل الدخول في المفاوضات، وأردف: “جرى تهميش موضوع إحياء الاتفاق النووي بالنظر إلى التغييرات والتطورات التي طرأت والمشاكل الفنية العالقة، ولذلك انحسرت معدلات التفاؤل بإحياء الاتفاق النووي بالنظر إلى التطورات الأخيرة. لكن هذا لا يعني اليأس أو أننا نريد التخلص من الاتفاق النووي، فقد كان نتاح عمل دبلوماسي عالمي. لكن إذا كنا نريد حصر الاتفاق النووي في إطاره وشقه الفني، فإن عليان التقدم على مسار حل مشكلاتنا مع الوكالة الدولية وتحقيق نتائج جيدة. لقد قدمت الوكالة (15) تقريرًا إيجابيًا وأعلنت التزام إيران بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي. والتخلص من المشكلات الفنية مع الوكالة عن طريق الاتفاق النووي، قد يمثل امتيازًا في المفاوضات مع الغرب”.
سيناريوهات الحوار مع “دونالد ترامب”..
يعتقد “تاجيكـ” بوجود سيناريوهين محتملين للتفاوض مع “ترامب”، لكن لابد من البداية توضيح طبيعة العلاقات الإيرانية مع “الولايات المتحدة الأميركية، ويقول: “فوز (ترامب) غير محسّوم حتى الآن، لكن ثمة سيناريوهين محتملين للتفاوض معه، أولهما: أنه يمكن إبرام اتفاق جيد بالنظر إلى مسّلكه التجاري. الثاني: أن موقفه من إيران قد يعوق الوصول إلى اتفاق. إنه يستثمر في دول جوارنا، وإسرائيل تنتظر فوزه بفارغ الصبر حتى تتغير أوضاع الشرق الأوسط لصالح هذا الكيان”.
مضيفًا: “وعليه يستثمر التحالف (العبري-العربي)؛ في (ترامب)، للمواجهة ضد إيران. وعلينا أن نحدد في البداية موقفنا من العلاقات مع الولايات المتحدة. المقطوع به أن حكومة (بزشكيان) سوف تريد التفاوض، وهذه المفاوضات قد تنطوي على موضوعات وعناوين جديدة. علمًا أن فوز (ترامب) أو عدمه قد يؤثر على شكل ومحتوى الحوار المحتمل. وتؤثر الانتخابات الأميركية على تركبية فريق السياسة الخارجية الإيرانية، وحرية عمل هذا الفريق في المفاوضات، وعلينا الانتظار حتى تشرين ثان/نوفمبر المقبل، ثم دراسة السيناريوهات الموجودة للمفاوضات الجديدة”.