9 أبريل، 2024 2:35 م
Search
Close this search box.

تناطح قمم وتنافس قوى .. ما بين “سوتشي” و”وارسو” .. استحضار أجواء ما قبل الحرب العالمية الأولى !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

قوتان تتصارعان على بسط النفوذ في الشرق الأوسط، فبين “روسيا” و”أميركا”؛ بدأ تناطح القمم والمؤتمرات مؤخرًا.. أحتضنت مدينة “سوتشي”، جنوبي “روسيا”، الخميس الماضي، القمة الثلاثية الرابعة حول “سوريا” بين الرؤساء، الروسي، “فلاديمير بوتين”، والإيراني، “حسن روحاني”، والتركي، “رجب طيب إردوغان”.. وفي “وارسو”، العاصمة البولندية، عقد مؤتمر”وارسو” للسلام في الشرق الأوسط، الذي استهدف محاصرة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، بحضور 60 دولة.

في “سوتشي”؛ تم الاتفاق على مواصلة العمل للوصول إلى تسوية سياسية في “سوريا”، مع احترام سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، ومع التركيز على الوضع في محافظة “إدلب”، شرقي البلاد، إضافة إلى الرفض القاطع لمحاولات فرض حقائق جديدة على الأرض في “سوريا” تحت غطاء محاربة الإرهاب.

وفي تصريحاتهم؛ أعرب كل من “بوتين” و”روحاني” و”إردوغان” عن رفضهم القاطع لمحاولات فرض حقائق جديدة على الأرض في “سوريا” تحت غطاء محاربة الإرهاب.

معربين عن حزمهم في “التصدي للمخططات الانفصالية التي تهدف إلى نسف سيادة سوريا ووحدتها الترابية، وكذلك أمن الدول المجاورة لها”.

محادثات بناءة..

عن القمة؛ يقول “أليكسي مورافيوف”، رئيس قسم الشرق الأوسط في كلية الدراسات الشرقية، أن المحادثات في القمة الثلاثية، بـ”سوتشي”، كانت بناءة، لكن ما بدا لي مثيرًا للاهتمام، ما عبر عنه “روحاني”، بمعنى قوله: إنه يجب على الأميركيين تغيير سياستهم تجاه الشرق الأوسط ومغادرة “سوريا”، وترك منطقة  الشرق الأوسط عمومًا، الذي يعتبرونه منطقة لمصالحهم.

فيما تسلم “إردوغان” طرف الخيط وعلق على ذلك، قائلاً أن أهم شيء هو منع قيام فراغ السلطة في المناطق التي يغادرها الأميركيون. وهذا يعني في الواقع أنه على الأرجح، يجب أن تُبرم بعض الاتفاقيات بعد رحيل الأميركيين، وكذلك الرغبة في منع القوى الغربية من التدخل في هذا الصراع.

اتفاقات ما وراء الكواليس..

وأضاف “مورافيوف”؛ قائلاً: لكن على الرغم من ذلك، لم يتكون لدي إنطباع بأن بعض الاتفاقات الفعلية قد تم التوصل إليها بشأن الوضع في “إدلب”. بالطبع، ربما يكون هناك اتفاق ما وراء الكواليس حول ما سيحدث. وسنتعرف على ذلك بعد التصريحات الرسمية لـ”وزارة الخارجية الروسية”.

إلا أنه، في الوقت الحالي، يمكن القول إن درجة تكامل “روسيا” و”تركيا” و”إيران”، في “سوريا”، آخذة في التزايد. حتى الآن، لم يكن هناك حديث عن انسحاب “إيران” من “سوريا”، والتي تُصر عليه “إسرائيل”. من الواضح أن “إيران”، بعد أن بذلت جهودًا كبيرة من أجل تحرير “سوريا” من الإرهابيين، تتوقع نوعًا من المشاركة في المستقبل: في البناء، والترميم، والحصول على بعض المكافآت الاقتصادية.

توقعات بعملية محدودة وجزئية..

من جانبه؛ قال الباحث بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية والخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، “نيكولاي سوركوف”: “بلا شك، تركت المحادثات إنطباعًا متفائلاً، لأن القادة كانوا بنائين وراضين بشكل واضح بالطريقة التي سارت بها المحادثات. يجب على المرء أن يفكر في أنه، إما أن يكون لدينا بالفعل نوع من الحل الوسط، الذي لم يتم التعبير عنه بعد؛ بسبب بعض الظروف العسكرية، أو ربما نحن قريبون جدًا من ذلك. هذا واضح بشكل تام”.

وأضاف “سوركوف” أنه: “يجب أن نفترض أنه في غضون شهر ونصف الشهر، أو بحد أقصى شهرين، هذه المسألة، (الوضع في إدلب)، ستكون مغلقة، في كل الأحوال. وعلى الأرجح، يجب أن نتوقع عملية محدودة وجزئية. على الرغم من أن هناك مقترحات من قِبل المختصين الأتراك مفادها أنه يمكن إضعاف تنظيم (جبهة تحرير الشام) – المحظور في روسيا – نفسه، وذلك من خلال التدابير الاقتصادية، لأنه ليس سرًا أنه إذا كنتم قد حرمتم المجموعة عن مصادرها المالية، سرعان ما سيحدث فرار للمسلحين. لذلك، سيكون هناك بعض الانتظار. ولكن أعتقد أن هناك تفاهمًا بأن عملية عسكرية لا غنى عنها”.

روسيا تحاول تمرير “اتفاق أضنة”..

وبدوره؛ أعرب “ألكسندر كوزنيتسوف”، نائب مدير معهد التنبؤ وتسوية النزاعات السياسية، عن وجهة نظر مماثلة، قائلاً أنه: “لم يتم التوصل إلى أي اتفاقات محددة في القمة. ومع ذلك؛ من الممكن النظر إلى الموقف بتفاؤل كاف، لأن أحد أهداف قرار سحب الجيش الأميركي من سوريا، الذي أعلنه، (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب، كان التحريض على حدوث إنشقاق في صفوف، (ترويكا آستانا)”.

وتابع “كوزنيتسوف”؛ في تطرقه إلى موضوع “إدلب”، الذي كان واحدًا من الموضوعات الرئيسة للمحادثات، بأنه أيضًا لم يتحقق شيئًا جديدًا وجوهريًا في هذا الإتجاه. كما اعتبر “كوزنتسوف” إجراء عملية عسكرية في “إدلب” غير مُرجح الآن.

موضحًا بهذا الخصوص: “حاليًا، لم يتم إتخاذ أي قرارات حاسمة بشأن إدلب. ولكن أيضًا، في رأيي، لا ينبغي توقع العملية العسكرية، على الأقل في المدى القصير، لأن روسيا تتفهم مخاوف الجانب التركي. وبالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك الكثير من الضحايا، الأمر الذي ستستفيد منه وسائل الإعلام والإدارة الأميركية. هنا، على ما يبدو، تنتهج روسيا تمرير خيار يستند إلى الاتفاق القائم، (اتفاق أضنة)، بين تركيا وسوريا، منذ عام 1998 – لإقامة نوع من التفاعل بين سوريا وتركيا في قضية إدلب”.

تنافس “روسي-أميركي” على الشرق الأوسط..

عن المؤتمرين؛ تحدثت صحيفة (إندبندنت) البريطانية عن تنافس “الولايات المتحدة” و”روسيا” على كسب النفوذ في الشرق الأوسط، وهو ما تجلى في تنظيم قمتين في “وارسو” و”سوتشي”، فيما رأت الصحيفة أنها أجواء تشبه ما قبل الحرب العالمية الأولى.

وقالت الصحيفة البريطانية إن المؤتمرين الخاصين بالشرق الأوسط، في “بولندا” و”روسيا”، يسلطان الضوء على التنافس على النفوذ والكتل السياسية التي تواجه بعضها البعض، بسبب منطقة مشتعلة.

ففي “وارسو”، تصدر وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، ونائب الرئيس، “مايك بنس”، وصهر ترامب، “غاريد كوشنر”، عناوين مؤتمر قيل إنه عن السلام، لكن يبدو أنها محاولة للضغط على الحلفاء المتشككين للإنضمام إلى تحالف ضد “إيران” يضم “إسرائيل” ودول عربية.

بينما اجتمع قادة “روسيا” و”إيران” و”تركيا”؛ مع كبار المسؤولين العسكريين في “منتجع سوتشي”، على “البحر الأسود”، كجزء مما رأت الصحيفة البريطانية أنه محاولة من “الكرملين” لإدارة تداعيات الصراع المستمر منذ 8 سنوات في “سوريا”، والذي أصبح معركة إقليمية رئيسة.

يشبه ما قبل أجواء الحرب العالمية الأولى..

ونقلت (إندبندنت)، عن “روبرت كزولدا”، أستاذ سياسات الشرق الأوسط فى جامعة “لودز” البولندية، قوله إن الأمر يشبه ما قبل الحرب العالمية الأولى أو الثانية، حيث يوجد معسكرين، وتحالفين. وتابع قائلاً إن ما يحدث في “وارسو” ليس مؤتمر للسلام، لكنه يتعلق ببناء تحالف. ومن المهم للغاية أيضًا لـ”روسيا” أن تظهر للعالم أنها زعيمة معسكرها الخاص.

وكان “بريان هوك”، وهو مبعوث خاص لسياسة “إيران” في الخارجية الأميركية، والذي تحدث على هامش مؤتمر “وارسو”، قد أدان مؤتمر “سوتشي” وأشاد بوحدة الاجتماع الذي تقوده “أميركا”، وقال: “إنها ليست عملية موازية، فقد دعونا روسيا، وأعتقد أن هذه فرصة ضائعة لهم”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب