24 أبريل، 2024 5:57 ص
Search
Close this search box.

تناحرات تشتعل حول “دمشق” .. مساعي عربية للحد من النفوذ الإيراني في سوريا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

الأسبوع الماضي؛ زار وفد سياسي أردني العاصمة السورية، “دمشق”، وقيل إن السبب الرئيس للزيارة هو تحسين العلاقات الثنائية ودعوة “سوريا” للمشاركة في اجتماع البرلمانات العربية.

يأتي هذا بعد توتر أجواء العلاقات “السورية-الأردنية”، خلال السنوات الماضية، على خلفية الدعم الأردني للتنظيم الإرهابي، (داعش). ويقوم العالم العربي بالكثير من المحاولات لإحياء العلاقات مع “دمشق”، لا سيما بعد تثبيت سلطة “بشار الأسد”؛ وعودة “سوريا” إلى “الجامعة العربية”.

وفي هذا الصدد؛ أجرى “سید علي کرماني”، مراسل صحيفة (نجم الصباح) الإيرانية الإصلاحية المقربة، مع الدكتور “مرتضى موسوي خلخالي”، الدبلوماسي السابق والخبير في شؤون العالم العربي…

مرتضى موسوي خلخالي

مواءمة سياسة “مسك العصا من المنتصف”..

“نجم الصباح” : ما هو تحليلكم على زيارة الوفد الأردني إلى “دمشق” ودعوة “سوريا” للمشاركة في اجتماع البرلمانات العربية ؟

“مرتضى موسوي خلخالي” : لم يكن للنظام السوري علاقات قوية مطلقًا مع “الأردن”؛ بسبب عدم تجانس الأنظمة السياسية في البلدين. وفقط في العام 1967؛ نجح “جمال عبدالناصر”، في إطار الحرب “العربية-الإسرائيلية”، في توحيد “سوريا” و”الأردن” ضد “إسرائيل”. كذلك فقد نجحت مساعي “النظام البهلوي” في تحسين علاقات البلدين، وذلك بسبب علاقات “إيران” المقربة من الملك “حسين”.

وللأسف ساند “الأردن”، خلال السنوات الماضية، التنظيمات الإرهابية ضد “بشار الأسد”، وبخاصة تنظيم (داعش). ولعل أحد الأسباب هو الفقر الاقتصادي الأردني، من ثم كان “الأردن” حريصًا على تنفيذ السياسات “الأميركية-السعودية” خوفًا من وقف المساعدات المالية الأميركية.

والمعروف أن الملك “حسين” قد ساند “صدام حسين” في الهجوم على “الكويت”، وذلك بعد سيطرة الأخير على آبار النفط الكويتية التي كان من المقرر تقسيمها بين “فلسطين والأردن والسودان”.

عمومًا فالعلاقات “الأردنية-السورية” متذبذبة، إذ يعتبر “الأردن” داعم رئيس للتنظيم الإرهابي، (داعش)، إلى أن أقدم التنظيم على حرق طيار أردني حيًا. بعد ذلك قام “الأردن” بقصف مواقع التنظيم في “العراق” وأوقف التعامل مع التنظيم تمامًا.

والآن؛ يتابع “الأردن” اصطفاف “سوريا” و”إيران” و”روسيا” في جبهة واحدة؛ ولذا يسعى إلى تطبيع العلاقات مع الدول الثلاث. وفي هذا الصدد يمكن تقييم زيارة الملك “عبدالله”، قبل شهر، إلى “العراق”، وكذلك مساعيه لاستعادة “سوريا مقعدها في “الجامعة العربية”.

ويعيش حاليًا حوالي مليون لاجيء سوري على الأراضي الأردنية؛ ويحصل في المقابل على مساعدات كبيرة من “الأمم المتحدة” وسائر الدول الأوروبية و”أميركا”.

وللعلم كان “الأردن” أول من طرح، للمرة الأولى، موضوع “الهلال الشيعي” بالشرق الأوسط. ويتطلع “الأردن”، في ضوء الظروف الراهنة، للمحافظة على العلاقات مع دول الخليج وأوروبا و”أميركا”، وفي الوقت نفسه تعويض خسائره بسبب دعم تنظيم (داعش)، في “سوريا” و”العراق”، عبر تحسين العلاقات مع “محور المقاومة”. وقد كانت علاقات “الأردن” مع “العراق” قد تأزمت بعد سقوط “صدام حسين”، وبخاصة بعد لجوء القيادات العسكرية والأمنية والسياسية من “حزب البعث” العراقي إلى “الأردن”. وتقيم “رغد”، بنت “صدام”، حتى اللحظة في “الأردن”، وقد ساندت تنظيم (داعش) الإرهابي بالأموال المهربة من “العراق”.

و”الأردن” حاليًا في حاجة إلى إقامة علاقات أخوية مع “سوريا”؛ نظرًا للحدود الطويلة المشتركة بين البلدين، كما أنه سوف يستطيع من خلال ذلك تحسين العلاقات مع “لبنان والعراق وسوريا”. ويعترف العرب بأن الانفصال السوري يصب في مصلحة “إيران”، ولذلك يسعون لإعادة “سوريا” إلى “الجامعة العربية” من خلال حزمة من المساعدات المالية.

مواعدة سوريا بالمساعدات المالية..

“نجم الصباح” : في رأيكم.. ما هو موقف النظام السوري حيال العرب ؟

“مرتضى موسوي خلخالي” : الدعم المالي العربي لـ”الجمهورية السورية” مشروط بالانفصال عن “إيران”.

وقريبًا سوف يلتقي الملك السعودي، “سلمان”، مع الرئيس، “بشار الأسد”، يتلوه زيارة سورية لـ”المملكة العربية السعودية”. بنيما يتعين على “السعودية” إتخاذ خطوات على مسار توطيد العلاقات مع “سوريا” والإعتذار منها على دعم الجماعات الإرهابية.

ويسعى العرب، منذ توطيد العلاقات بين “سوريا” و”إيران”، إلى إستمالة الجانب السوري من خلال حزمة من المساعدات المالية شريطة خفض مستوى العلاقات السورية مع “إيران”. 

المطلوب هو الحد من النفوذ الإيراني..

“نجم الصباح” : يشترط العرب على “سوريا” فك الإرتباط مع “إيران” مقابل الحصول على المساندة والدعم.. ما هي في رأيكم مصلحة “سوريا” ؟

“مرتضى موسوي خلخالي” : “إيران” ليست في موقع يخولها الحديث عن مصلحة “سوريا”. وتطبيع العلاقات “السورية-العربية” لا يعني تأزم العلاقات “السورية-الإيرانية”، لأن البلدان ساندا بعضهما، وبخاصة في فترة الحرب.

وما يتطلع إليه العرب هو خفض مستوى النفوذ الإيراني في “سوريا”، ولا يقولون إن على “سوريا” قطع علاقاتها مع “إيران”، لأن هكذا مطلب يفتقر إلى المنطق. لذا لن تنقطع العلاقات “الإيرانية-السورية”، لكن ثمة إمكانية لخفض عدد المستشارين الإيرانيين في “سوريا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب