28 مارس، 2024 1:05 م
Search
Close this search box.

تموز شهر الـ”ريغي” .. الموسيقى الدائرية في عيدها

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – عمر رياض :

تموز/يوليو شهر موسيقى الـ”ريغي”، والـ”ريغا” كما ينطقها البعض الآخر من عشاق هذا النوع من الموسيقى الساحرة.

ربما لا يوجد تاريخ محدد لإعلان شهر تموز/يوليو شهر “الريغي” في العالم، وإن كان القليل من أنواع الموسيقى قد جعل لتاريخ الاحتفال سبب، كموسيقى “الكاز” مثلاً.

بالاضافة إلى ذلك كانت أعياد الموسيقى، بما فيها “الريغي”، تحدث في يوم أو أسبوع على الأكثر.

تستمد موسيقى “الريغي” أصولها من إفريقيا، حيث نشأت قبل أن تهاجر إلى أميركا وأوروبا، في وقت نقل المستعمرين في الدول الإفريقية “للعبيد” والجنود الأفارقة لتجنيدهم في أميركا.

وقد هاجر بجانب هذا النوع، أنواع كثيرة، تتميز بها القارة الإفريقية، إلا أن الـ”ريغي” كانت الأكثر إنتشاراً، ويعود ذلك للفلسفة التي يحملها وتعاليمها التي تمجد الصبر والنضال والحب ونبذ الحرب، حتى على مستوى الذات، وليس الدول والسياسة فقط.

لكن السبب الآخر في صعود الـ”ريغي” هو بساطة التكوين الموسيقي وإيقاعه المميز.

حيث يعتمد على نغمات وسلالم موسيقية قليلة العدد، ويعتبر الموسيقيون أن قوته تأتي من هنا، ومن عمل هذا الرصيد اللانهائي من الأغاني التي تعتمد على تكرار جمل موسيقية في الغالب  مكونة من قليل من النغمات.

وبجانب تلك النغمات، يأتي إيقاع أصلي مميز يطلق عليه “الإيقاع المنطفئ”، وهو نصف المسافة من الإيقاع المعروف 4/4.

“تموز/يوليو” عيد موسيقى الريغي..

مع نهاية شهر حزيران/يونيو، أطلقت “غاميكا” دعوة لكل محبي موسيقى “الريغي” في العالم للمجئ في شهر تموز/يوليو للاحتفال بعيد “موسيقى الريغي” لمدة شهر كامل، وقد اعتاد الكثير من محبي هذه الموسيقى الذهاب لـ”غاميكا” في مثل هذا التوقيت من كل عام، منذ عشر اعوام.

حيث تبدأ المدينة للتحضير بدعوة الموسيقيين المحترفين والهواة أيضاً، لعروض لا تتوقف في ساحات المدن والشواطئ، بما فيها العاصمة “كينغستون”.

أصبحت مدن “غاميكا” تزدحم في هذا الوقت من كل العام في السنوات الأخيرة، بسبب ما تطرحة الشركات السياحية من عروض وتخفيضات السفر أيضاً، ذلك بالتوازي مع الشهرة التي يحققها عيد الموسيقى عام بعد الآخر.

بالتزامن مع احتفالات الغمايكيون بعيد الـ”ريغي”، يحتفل عشاق الـ”ريغي” في بلدان أخرى، ربما بعضها ليست إفريقية مثل “كندا”، كما وصل احتفال الـ”ريغي” لفلسطين.

وإن لم يكن الإحتفال خارج “غاميكا” كبير إلا انها تعد تضامناً، ولو بسيط، مع فلسفة الموسيقى.

“بارتي تايم” أسم اشهر راديو لموسيقى الـ”ريغي” في أميركا وربما أوروبا، وهو يحتفل في شهر حزيران/يونيو من كل عام بعيد ميلاده الذي يأتي مع نهاية الشهر في يوم 24، ويواكب هذا العام 2017 العيد رقم 20 لبداية البث.

وبدأ فكرة “بارتي تايم” العازف العالمي والمطرب “هاريسون ستافورد” مؤسس فريق “غراونديشن” الشهير.

وأشتهر “بارتي تايم”، منذ ظهوره، بدعوة هواة غناء ألحان “الريغي” من جميع أنحاء العالم، للتسجيل والإنطلاق من خلال الراديو، الذي يقوم بنشر الموسيقى على نطاق واسع وهو أسلوب اقرب لاحتفالات الـ”الريغي” المعروفه لكنها عبر الراديو الذي يجوب البلدان والدول.

للموسيقى عيد عام ولكل نوع موسيقى ايضاً عيد..

لموسيقى “الكاز” وانواع اخرى أيضاً عيد، حيث  تندرج الموسيقى الغربية تحت تصنيفات عديدة، مثل (الروك والكاز والبلوز والبوب الميتال بدرجاته والراب والأراند. بي والسول والهاوس والريغي)، لكن أعيادها واحتفالاتها لا تحظى بشهرة عيد الـ”ريغي”، حيث ظلت موسيقى الـ”ريغي” الأقرب للقضايا الإنسانية، ما ساعد على انتشارها بين جميع الفئات والأعمار، وبسبب ما اقترنت به من كلمات واغاني نضالية بمسحة تبدو صوفية، بينما تندر الكلمات المصاحبة لموسيقى الكاز على سبيل المثال على الرغم من كون القارة الإفريقية هي منبع النوعين.

تمنح أعياد الموسيقى بشكل عام فرصة لعدد أكبر من الجماهير للتعرف على انواع لم تكن مرت على مسامعهم، هذا ما تفعله ايضاً أيام الموسيقى العالمية، والتي كان أخرها “عيد الموسيقى” الفرنسي، والذي تنظمه المراكز الثقافية والقنصليات الفرنسية في البلدان العربية والأوروبية، وقد شارك في احتفال القاهرة على سبيل المثال عدد كبير من الجمهور للاستماع إلى الحفلات الموسيقية المشتركة، كالتي اقامها الموسيقي العالمي المصري “فتحي سلامه”.

احتفال عيد الـ”ريغي” ليس مجرد يوم لكن يمتد لمدة شهر كامل، ينافسه في التوقيت احتفال موسيقى الـ”غناوه” أو موسيقى صحراء الأمازيغ في الجزائر والمغرب، والذي يقام لعدة أيام بمدينة “الصويرة”، وهي أيضاً موسيقى أصلية تختلط فيها العديد من الجذور الإفريقية.

أخر توزيعات من الجذور للعالمية والشرقية أيضاً..

ساعد التطور في التسجيلات، بالإضافة إلى ابداع بعض الموسيقيين، إلى انتشار اتجاه موسيقى العالم الواحد، وأصبح هناك “روك شرقي” و”كاز شرقي” وأيضاً “ريغي” شرقي، وهو عبارة عن نوعين: الأول هو غناء الأغنيات لمطربين أصليين كما تقوم فرقة “ريغتون” بغناء الحان “بوب مارالي”، اما النوع الثاني فهو تعريب الموسيقى الأصلية، وفي معظم البلدان الشرقية والعربية يوجد هذا الفن أو المزيج بين الشرقي والريغي.

ربما تنشط هذه الفرق أيضاً مع احتفالات وذكريات نجومها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب