خاص: إعداد- د. محمد بناية:
في خطوة مفاجئة؛ هاجمت حركة “أنصار الله”، فجر الأحد الماضي، مدينة “تل أبيب” بصاروخ فرط صوتي، وهذه الخطوة بمثابة تحذير جاد للمسؤولين في “الكيان الصهيوني”؛ حيث تتزامن هذه الخطوة مع تورط “الكيان الإسرائيلي” في حربٍ على الجبهة الشمالية، من ثم سوف تزداد الأزمات الإسرائيلية خطورة كل لحظة؛ وقد تتعرض في وقتٍ قصير إلى قصف صاروخي يمني يُثير موجة من الفزع والفوضى في الأراضي المحتلة.
الأوضاع قد تتغيّر لصالح “غزة”..
بدوره؛ أكد “حسن هاني زاده”، الخبير الإقليمي، حسّبما نقلت صحيفة (عصر إيرانيان)، أنه كان “الكيان الصهيوني” يُريد الاستمرار في إبادة الغزاويين، فإن (محور المقاومة) سوف يرد بالتأكيد.
وأضاف: “إذا اقتضت الأوضاع؛ فإن (أنصار الله) سوف تدخل بشكلٍ جاد، والأوضاع حاليًا تنحو باتجاه دخول (محور المقاومة) على خط الأزمة في غزة بشكلٍ جاد؛ لا سيما وأن (أنصار الله) اليمنية تمتلك القدرة على إنتاج صواريخ متطورة. ويبدو أن الأوضاع في غزة سوف تتغيّر خلال الأسابيع المقبلة؛ إذ أن هجمات (أنصار الله) اليمنية و(حزب الله) اللبناني على قلب الكيان قد تُفرض على الكيان الصهيوني القبول بوقف إطلاق النار. وبالنظر إلى تعقد الأوضاع وفشل الكيان الصهيوني في تغيير المعادلات الميدانية، من المتوقع أن يقبل (بنيامين نتانياهو)؛ رئيس وزراء الكيان الصهيوني، مقترح أطراف الوساطة بوقف إطلاق النار”.
سكوت عربي ذو مغزي..
وفي معرض إجابته على سؤال بشأن تأثير هذا الهجوم على اتساع دائرة الحرب في الشرق الأوسط، قال “قاسم محب علي”؛ الدبلوماسي الإيراني السابق: “الأمر منوط بالرد الإسرائيلي على هذا القصف. ومن غير الواضح حتى الآن إلى متى تستمر الحرب بالمنطقة، فنحن في بداية الطريق. وإسرائيل تتطلع بلا شك إلى توسيع نطاق الحرب؛ بحيث يشمل منطقة الشرق الأوسط حتى تتمكن من تحقيق أهدافها، في حين لا ترغب لا دول الشرق الأوسط ولا الدول العربية في ذلك”.
وأضاف في حوار مع صحيفة (ستاره صبح): “ما يُزيد من صعوبة التحليلات، انعدام رد الفعل العربي الصريح على هجمات إسرائيل. لم تبدي أي دولة عربية رد فعل عسكري على الانتهاكات الإسرائيلية باستثناء هجوم (الحوثيين)؛ أمس (الأحد الماضي)، وتسعى الدول العربية إلى حل المشكلة بالطرق الدبلوماسية”.
رسائل هجوم “اليمن” على “تل أبيب”..
وعدّد “جعفر قنادباشي”؛ خبير شؤون غرب آسيا، رسائل القصف الصاروخي اليمني على منشآت حيوية في “تل أبيب”، وقال: “تعكس تطور قدرات العسكرية الجديدة؛ بحيث لم تُعد أي منطقة في فلسطين المحتلة بمأمن، علاوة على ذلك فقد أثبت مدى الصاروخ اليمني حقيقة أن قواعد ومنشآت أنصار الكيان الصهيوني في المنطقة لم تكون بمأمن كذلك. من جهة أخرى، سعى الصهاينة على مدار الشهرين الماضيين إلى ترميم وإصلاح النقاط العمياء في المنظومات الدفاعية الإسرائيلية، إلا أن صواريخ اليمنيين تجاوزت كل السدود والعقبات المختلفة”.
وأضاف؛ في مقابلة مع صحيفة (جام جم): “الخطوة اليمنية سوف تدفع الأطراف المصممة على ضرورة الاستمرار في الحرب، إلى التراجع عن هذه الفكرة؛ حيث وصلت جميع أطراف المفاوضات إلى نتيجة مفادها أن استمرار الحرب يتسبب في خسائر كثيرة، بينما ما يزال القادة الصهاينة المتطرفون وجماعات الضغط الصهيونية في الغرب تُطالب باستمرار الحرب. لكن الخطوة اليمنية الأخيرة سوف تدفع الطرف الأميركي إلى التشكك حيال امدادات السلاح للكيان الصهيوني، وهو ما يُمثل إهانة للسيطرة العسكرية الغربية على المنطقة. في ضوء هذه الأوضاع مؤكد سوف يتردد الصهاينة أنفسهم (إذا انتبهوا للأضرار) في الفائدة من استمرار الحرب. ومن المتوقع أن يمنع الهجوم اليمني، الكيان الصهيوني من التورط في أي عمليات جديدة بمناطق من مثل لبنان”.
واختتم حديثه بالقول: “سوف يزداد غضب المستوطنين تجاه (نتانياهو) كما ستتعطل حركة المؤسسات الاقتصادية، وهو ما سيفرض على الصهاينة المزيد من الضغوط. كذلك سوف تسهم هذه العمليات في ارتفاع شعبية اليمن في العالم الإسلامي. في السياق ذاته، سوف تصنف القوى الكبرى اليمن ضمن الدول القادرة على ضرب إسرائيل، علمًا أن هذه القوى قامت بالحد الأقصى من عملياتها ضد اليمن”.