تلقنه درسًا في الدبلوماسية .. صحيفة أصولية إيرانية تصف “ظريف” : بـ”الحقير” !

تلقنه درسًا في الدبلوماسية .. صحيفة أصولية إيرانية تصف “ظريف” : بـ”الحقير” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

أثارت تصريحات “محمد جواد ظريف”، العجيبة، ضد (فيلق القدس) وقائده، “قاسم سليماني”، رود فعل متعددة.

وخصص “ظريف”؛ 70%، من حوار مدته 190 دقيقة؛ للحديث عما وصف به نفسه من التضحية بالدبلوماسية لصالح الميدان. وكان محور الحديث، في هذا الجزء؛ التأكيد على مسألة أنه طوال فترة رئاسته “وزارة الخارجية”، كان يضع الدبلوماسية باستمرار في خدمة المقاومة، أو كما قال: “الميدان”، وأن الجنرال “سليماني”، لم يقبل مطلقًا بأن يدخل الميدان في خدمة الدبلوماسية. بحسب “كميل تقى بور”، في صحيفة (وطن آمروز) الإيرانية.

بين “الميدان” والدبلوماسية..

والواقع أن إدعاءات “ظريف” غير صحيحة، فقد أثبتت التجربة العينية تأثر جهوده التفاوضية، أو بعبارة أشمل حيثية “الجمهورية الإيرانية”، بعناصر القوة الإيرانية، والتي كان من ركائزها الأساسية ما تحقق في ميدان المقاومة.

في حين أدعى، “ظريف”، وضع إنجازات أو قدرات التفاوض والدبلوماسية؛ في خدمة: “الميدان”، حيث الأصل أن تسير القدرة الدبلوماسية باتجاه زيادة قوة النظام.

بعبارة أخرى، تعتبر الدبلوماسية بمعناها الصحيح؛ واحدة من أدوات تقوية سلطة الحكومات، وبالتالي فإن رفع مستوى قوة “إيران” الإقليمية هو بنظرة أشمل رفع قدرات “الجمهورية الإيرانية”، ويعزز مكانة “إيران” الدولية، وهو أحد ثمار تقوية مكانة السلطة الإيرانية، وامتلاك التفوق في المعادلات الدولية، وبالأخير تقوية جهاز الدبلوماسية.

والحقيقة أن خدمات الدبلوماسية والميدان، في شكلها الصحيح والأساس، يشبه “الدراجة”، حيث يفضي زيادة القوة في “الميدان” إلى رفع مستوى القدرة في “الدبلوماسية”، والتي بمقدورها الاستفادة من قدرات هذه الساحة في رفع قدرات “الجمهورية الإيرانية”.

تأثير المقاومة الإيجابي على الدبلوماسية..

تتضح هذه المسألة، من خلال مقالة نائبه، “عباس عراقجي”، عن تأثير “المقاومة” الإيجابي على “الدبلوماسية”؛ وفيه: “ليست المسألة؛ وكأن المفاوضات سوف تنتج مصالح وطنية من: (لا شيء)؛ وإنما القدرات الوطنية، التي تنتج المصالح الوطنية وتزيدها وتحافظ عليها، تلكم القدرات التي قد تختلف من بلد لآخر، إذ تمتلك إحداها القدرة العسكرية، في حين تتمتع الأخرى بقدرات اقتصادية. وتلك تمتلك المقدرة الثقافية أو الإعلامية، والأخرى تمتع بقدرة خطابية كبيرة. بعض الدول تتمتع بمزايا طبيعية كالموقع الجغرافي، وموانيء التَّرانْزيت، والمصادر الجوفية وغيرها، بينما يُشكل مزيج القدرات دولًا أخرى. والواضح أنه سوف يعكس حجم قوة المُفاوض في إطار مباحثات: (المنح-الأخذ)، فالفاعل الذي يحظى بقدرات عالية، سوف يُعطي أقل ويأخذ أكثر. وفي بعض الحالات إذا أطلع طرف سياسي على ضعف الطرف الآخر، (أو هكذا تصور)، فقد يعزف عن المفاوضات ويسعى إلى تحقيق أهدافه باستخدام القوة. فإذا ساد تصور أن بالإمكان تحقيق إنجازات أكبر وأسهل بالحرب، فسوف يحل الخيار العسكري محل المفاوضات، وستحتل معادلة الربح والخسارة: (صفر ومئة)، محل معادلة المصالح المشتركة”.

وأكد “عراقجي”، في جزء آخر من المقال، اعتماد جهاز الدبلوماسية الإيرانية وإرتباطه بجوانب القوة المكتسبة بواسطة تيار المقاومة.

ويصف هذا التأثير بالقوي، بحيث يقدم محور الدبلوماسية الإيرانية: بـ”دبلوماسية المقاومة”، ويقول: “تُشكل: (دبلوماسية المقاومة)، أساس السياسة الخارجية الإيرانية، و(محور المقاومة)، أحد أبعادها فقط. وهذه الدبلوماسية تتكيء على القدرات الوطنية والمحلية، ومن أهم سماتها: القدرة الدفاعية الصاروخية، والوجود القوي في منطقة الخليج، وخطاب المقاومة في المنطقة، والحكمة على الصعيد الدولي، والصمود الحكيم في مواجهة النظام السلطوي، الإلتزام بذكرى واسم الجنرال، (سليماني)”.

ورغم تفاعل أدوات الدبلوماسية والعمل العسكري؛ باعتبارها الأدتان الرئيسيتان للسلطة، ويجب أن تعملان سويًا، بحيث تكونان سببًا في تعزيز القوة، لكن كان الوضع مخالفًا، خلال السنوات الثمانية الماضية، على الأقل، لإدعاءات “ظريف”؛ من أنه تفاعل أحادي الجانب من جهاز الدبلوماسية، وإنما يعتبر تعامل أحادي الجانب من الميدان، حيث فشلت خلال السنوات الأخيرة، وبخاصة منذ تولي حكومة “روحاني”، وتسكين “ظريف”، في مقعد “وزارة الخارجية”، في تطوير قدرات “الجمهورية الإيرانية”، في المقابل ضاعفت تضحيات المجاهدين، وفي المقدمة الجنرال “سليماني”، من القدرات الإيرانية، والتي أفضت بالنهاية في تعزيز موقف الدبلوماسية الإيرانية في التفاعلات الدولية، وإن كانت الدبلوماسية مكلفة وغير مفيدة بسبب توجهات “روحاني” و”ظريف”، الخاطئة.

وكان “الاتفاق النووي”، هو المنتج الملموس لجهاز دبلوماسية “روحاني”، ذلكم الاتفاق الذي قضى على مكونات القوة في “الميدان” النووي، ولم يحقق: “أي إنجاز تقريبًا”، وفق الرئيس السابق لـ”البنك المركزي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة