6 مايو، 2024 11:36 م
Search
Close this search box.

تكوين “قوة متعددة الجنسيات” .. مناورة أميركية للبقاء في “سوريا” وهدم الأطماع التركية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في محاولة أميركية للإلتفاف على قرار الانسحاب من “سوريا”، قال مسؤول بارز في الإدارة الأميركية إن قرار الرئيس، “دونالد ترامب”، الإبقاء على قرابة 200 جندي في “سوريا” يُعد خطوة رئيسة نحو تشكيل قوة مراقبة متعددة الجنسيات وأكبر حجمًا في شمال شرق البلاد.

ويعمل المسؤول، الذي تحدث لوكالة (أسوشيتد برس)؛ شريطة عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول مناقشة نشر قوات، مع حلفاء في حلف شمال الأطلسي، (الناتو)، على تشكيل قوة يتراوح قوامها بين 800 و1500 جندي لنشرها في المنطقة.

وكان “ترامب” قد أعلن، في كانون أول/ديسمبر الماضي، سحب سائر القوات الأميركية من “سوريا”، وقوامها ألفان، ولكن حلفاء أوروبيون يصرون على بقاء بعض من القوات الأميركية بالميدان.

ومن المقرر، بحسب الـ (أسوشيتد برس)، أن تبقى قوة المراقبة في المنطقة إلى أجل غير مسمى لمنع وقوع اشتباكات بين حلفاء “الولايات المتحدة” وتقليص خطر عودة ظهور تنظيم (داعش) الإرهابي.

وهو الأمر الذي يقوض أهداف، “رجب طيب إردوغان”، ومساعيه لمحاولة السيطرة وسد الفراغ الأميركي في المناطق التي كانت ستنسحب منها القوات الأميركية، والتي ظهرت جليًا بشكل متتالي مع الإعلان عن الانسحاب بإيعاز منه للرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”.

ولم يقف الأمر عند التسريبات الخاصة بمسؤول الإدارة الأميركية، وإنما تستمر “واشنطن” بالكشف عن الشكل الذي ستبقى عليه في “سوريا”، بعد إعلان “ترامب” نهاية العام الماضي سحب قواته من هناك، ولعل تأكيد المتحدث باسم الخارجية، “روبرت بالادينو”، الثلاثاء الماضي، أن عددًا – لم يحدده – من قوات بلاده سيبقى في شمال شرق “سوريا” ينسجم مع تصريحات أميركية سابقة خرجت للغرض عينه.

مشروع إستراتيجي..

عن القوات متعددة الجنسية؛ قال الدكتور “عمر عبدالستار”، أستاذ في العلاقات الدولية، إنها ستمثل مشروعًا إستراتيجيًا في المناطق المحررة من (داعش)، وتوقع أن تبدأ عملها في شرق الفرات بـ”سوريا” وتنتقل إلى غرب “العراق”.

مشيرًا إلى أن هذه القوة تُعدّ واحدة من الأهداف الجيوسياسية المرتبطة بقرار “ترامب” الانسحاب من “سوريا”.

وأضاف: “قرار الانسحاب الأميركي؛ بالإضافة إلى تحقيقه لهذا الهدف – قوة متعددة الجنسيات – قد يُشكلان لاحقًا منطقة حظر جوي في المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم (داعش)”.

دق أسفين في محور “آستانة”..

وعن دور “تركيا” المتوقع، في “القوة متعددة الجنسيات”، قال “عبدالستار”: “أعتقد أن هذه القوة، وقرار الانسحاب الأميركي، قد يراد منها دق أسفين في محور (آستانة) وإبعاد تركيا عن روسيا وإبعاد روسيا عن إيران، كما أنها تمثل رسالة لتركيا كي تدير ظهرها لروسيا وتقترب من الولايات المتحدة في منطقة شرق الفرات”.

ولفت إلى أن التهديدات الأميركية لـ”تركيا”، بشأن منظومة (إس-400) الروسية، بالإضافة إلى نية “واشنطن” في إزالة “تركيا” من قائمة التفضيل – خاصة بشؤون التجارة – تشكّل أوراق ضغط على “أنقرة” كي تتخذ قراراها في اختيار المحور الذي ستقف معه، وفق تعبيره.

تركيا ستشارك في حال لم يشارك الأكراد..

من جانبه؛ يرى المحلل السياسي ومدير قسم المكتب الدولي في جامعة “ابن خلدون” بإسطنبول، “أنس يلمان”، أن “تركيا” ستقبل بأي قوات مشاركة بالقوة متعددة الجنسيات في حال لم تشارك بها ميليشيا “الوحدات الكُردية”.

وأوضح أن: “تركيا، ومنذ إعلان الانسحاب الأميركي من سوريا، تقول مرارًا إنها ترحب بهذه الخطوة، ولكن يجب أن يكون هذا الانسحاب تنسيقي مع تركيا”.

ويعتقد “يلمان”، أن “تركيا” ستكون لاعبًا أسياسيًا في هذه القوات لأن لديها دعم كبير من أبناء تلك المناطق؛ كما في “منبج” و”تل رفعت” – إذا دخلت القوة متعددة الجنسيات – إلى هناك.

منطقة آمنة تحت الحماية التركية..

يوضح الدكتور “عبدالستار”، أيضًا، إن “تركيا” تنتمي لدول حلف شمال الأطلسي، (الناتو)، ووجودها مع “روسيا” يمثل خطًا أحمر لـ (الناتو)، ولفت إلى أنه ليس من الضروري أن تكون “تركيا” مشاركة بـ”القوة متعددة الجنسيات”.

لافتًا إلى أن حدود “تركيا” تمثل حدود (الناتو). وتابع قائلًا: “ستكون القوة الجديدة من دول (الناتو) وستمتد بين حدود العراق وسوريا، ووجود تركيا من عدمه لا يضر. كما أن عدم مشاركة تركيا لا يمنع من إقامة منطقة آمنة تحت الحماية التركية، وخارج عمل القوة متعددة الجنسيات، وقد نشهد فيها مشاركة قوات (روغ آفا) قوات – البيشمركة السورية – التي هي على توافق مع تركيا وعلى تنسيق مع كُردستان العراق”.

إضعاف الدور التركي..

كما يؤكد المحلل السياسي، “يلمان”، على أن الانسحاب الأميركي لن يكون كاملاً من “سوريا”؛ لأن “واشنطن” تريد، على المدى البعيد، تقسيم “سوريا” وقد وعدت الأكراد بذلك، وفق قوله.

مضيفًا أن هدف “أميركا” من إستجلاب قوات غربية إلى “سوريا” هو إضعاف الدور التركي في المنطقة، وذلك لعكس صورة كبيرة لـ”الأمم المتحدة”؛ تقول إن المشاكل في هذه الأراضي لن تُحل عبر الحل السياسي ولذلك من الأفضل تقسيمها، مشيرًا أن “أميركا” دائمًا ما تخلق مشاكل في المنطقة لتؤكد على وجودها، كما تفعل الآن بشأن صفقة (إس-400)؛ بين “تركيا” و”روسيا”.

مشروع الشرق الأوسط الجديد..

فيما يقول “عبدالستار”؛ إن “أميركا” كانت تعتبر مرحلة محاربة (داعش) تكتيك، والمرحلة ما بعد (داعش) إستراتيجية، لذلك جلبت الأطراف المتخاصمة لمرحلة ما بعد (داعش)، وإذا إنتهى التنظيم فإن هذه الأطراف ستتخاصم.

واعتبر أن الهدف من “القوة متعددة الجنسيات” ليس فقط منع ظهور (داعش)؛ بل إعادة تشكيل المناطق التي خسرها التنظيم بشكل جديد ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد، وفق قوله.

وتابع قائلاً: “هنا يبرز السؤال؛ وهو كيف سيعاد تشكيل هذه المناطق بجسم سياسي سُني من أهل هذه المناطق ؟.. هل عبر تخييرهم بالذهاب إلى الفيدرالية داخل حدود الدولة أو الانفصال خارج الحدود أو جمع سُنة العراق وسُنة سوريا من تلك المناطق في دولة واحدة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب