27 أبريل، 2024 4:04 ص
Search
Close this search box.

“تكنولوجيا الإقناع” .. تستخدمها المواقع لجمع المعلومات وتوجيه المستخدمين وتعظيم الأرباح !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

باتت مواقع “الإنترنت” تُعد منصات لإستمالة وإقناع المستخدمين، بداية من الدعوة إلى أمر ما بطريقة مباشرة، أو استخدام كافة السُبل من أجل إقناع الشخص بشراء منتج معين أو ظهور مقترحات لمنتجات قد تكون لديك رغبة في شراءها، لذا بات التصفح يشبه طريق مليء بالعراقيل تمنعك من استكمال السير والتمكن من تحقيق ما ترغب فيه بالفعل، ويجد المستخدم نفسه معرضًا لكم هائل من الإعلانات والمحتويات التي تتنافس فيما بينها كي تنال رضاءه.

يضاف إلى ذلك كله قائمة طويلة من المنشورات الخادعة؛ تسعى إلى جذب إنتباه المستخدم، وفي ظل ظهور تقنيات جديدة للغش وزيادة الاعتماد على “الإنترنت” يسعى مصممون ومبرمجون إلى وضع أسس أخلاقية للشبكة.

إقناع وملاحقة وتوجيه..

تعرف ظاهرة “تكنولوجيا الإقناع”، في اللغة الإنكليزية بمصطلح، “Captology” (الإقناع)، وتعتمد عليها منصات التواصل الاجتماعي الكبرى، إذ يمارس موقع (فيس بوك) هذه التقنية من خلال ما يظهر على الصفحة الرئيسة، والذي يجعلك لا تتوقف عن القراءة أو مشاهدة الفيديوهات والصور، وفي (نيتفليكس) و(يوتيوب) وضعت تقنية “التشغيل التلقائي”، إذ يقوم الموقع بتشغيل المقطع التالي أتوماتيكيًا بعد عدة دقائق من إنتهاء الفيديو الذي تشاهده، وكل هذه التقنيات تجعلك تقضي وقتًا أطول في التصفح؛ إذ أنشئت خصيصًا لإبقاءك على الموقع لأكبر وقت ممكن.

وفي عام 1996؛ تحدث الباحث بجامعة “ستانفور” الأميركية، “بي غاي فوغ”، عن قدرة التكنولوجيا الرقمية على التأثير في المستخدمين، وكتب في 2010: “لا يمكننا فعل أي شيء، سواء رغبنا أو لا، دون الكشف عن بواطن تقنية الإقناع عبر الإنترنت”.

المواقع تجمع معلومات للتعرف على ذوق الشخص..

ويعتقد كثيرون، منهم المبرمجة، “ليناك فور”، أن هذا السلوك لا يُعتبر خطأ في التصور، إذ أنشئت هذه التقنيات بهدف إبقاء المستخدم لفترات أكبر على المنصة، وقامت “فور” بإنشاء مجموعة (مصممون أخلاقيون)؛ ولاحظت من خلال تتبع سيل الاقتراحات على موقع (يوتيوب)، على سبيل المثال، أن هناك اختلافًا كبيرًا بين الهدف الأساس للمستخدم وهو مشاهدة مقطع معين، وبين ما يجده من (مقاطع متعلقة به)، والتي يعرضها الموقع بشكل تلقائي لمحاولة تطويل مدة تواجد الشخص.

لكن لماذا تبذل هذه المواقع قصارى جهدها لجذب الشخص ودفعه إلى قضاء وقت أطول ؟

أوضحت “فور”؛ أنه من خلال المدة الطويلة التي يقضيها الشخص في تصفح الموقع تزيد احتمالات أن تتمكن الشركة من التعرف على الموضوعات المفضلة لديه، وهو ما يساعدها في عرض إعلانات تناسب ذوقه الشخصي.

نموذج مظلم..

وصف المصمم، “هاري بريغنول”، الظاهرة بأنها “نمط مظلم”، أو “نموذج مظلم”، وهي عبارة عن نماذج لتصميمات تعتمد على تجربة المستخدم في الدخول على المواقع، وتستخدمها الشركات كي تجعل الشخص يقوم بما يريدونه أن يفعل.

وأشار “برينغول” إلى مثال آخر؛ إذ قال إنه منذ دخول “النظام الأوروبي العام لحماية البيانات” حيز التنفيذ أجبرت مواقع الويب على طلب موافقة صريحة من المستخدمين لإستيفاء البيانات الشخصية، وأوضح الخبير أنه من سهل للغاية الضغط على أيقونة، “أوافق”، لكن السؤال هنا هو: إذا أراد المستخدم التعبير عن رفضه كيف يمكنه الاعتراض ؟.. قد يستغرق البحث عن أيقونة الرفض دقيقة، بينما أيقونة الموافقة واضحة ولا تحتاج إلى وقت للوصول إليها.

دقيقة اهتمام تساوي المال..

أشار الباحث في (ستانفورد)، “ديفيد روسنثال”، إلى أن كل دقيقة اهتمام يوليها المستخدم لموقع ما تعني الكثير من الأموال، لقد استخدم تأثير الشبكة العنكبوتية في جذب الإنتباه لمجموعة صغيرة من الشركات الكبرى التي ترغب في الحصول على اهتمام أكبر من المستخدمين كي تتمكن من تعظيم أرباحها.

بينما يقوم المبرمج، “تيم كريف”، توعية المستخدمين حول هذا الموضوع، وقال: “لا نعطي أهمية الكبيرة للاقتصادات المعتمدة على جذب إنتباه الشخص، لأنها تظهر لنا في صورة متخفية”، وأضاف أن هذا النوع من المبادرات يمكن اعتباره طريقة للقول للمنصات الكبرى بأن التصميمات التي تتعمد إقناعنا تزعجنا.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب