وكالات – كتابات :
أفادت مصادر في منطقة غرب “الفرات”، بريف “دير الزور” الشرقي، بأن شحنة أسلحة جديدة مؤلفة من 4 شاحنات تضم صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، تابعة للميليشيات الموالية لـ”إيران”، دخلت صباح أمس، الأراضي السورية، قادمة من “العراق”، عبر “معبر السكك”، غير الشرعي، الواقع قرب مدينة “البوكمال” الحدودية مع “العراق”، حيث رافقت الشاحنات، ثلاث سيارات عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية، وسيارة للفرقة الرابعة، بعد عبورها الأراضي العراقية.
وبحسب مصادر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فقد جرى إفراغ شاحنتين في مستودعات ميليشيا (فاطميون) الأفغانية، في منطقة “عياش”، بريف “دير الزور” الغربي، وتابعت الشاحنتان الأخريان طريقهما نحو مواقع الميليشيات الإيرانية في الريف الشرقي لمحافظة “الرقة”.
التهريب في شاحنات خضروات وفاكهة !
وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، قد نشر مؤخرًا، بأن شحنة أسلحة جديدة تابعة للميليشيات، الموالية لـ”إيران”، وصلت مع ساعات الصباح الأولى، إلى منطقة “الميادين”، قادمة من الأراضي العراقية، حيث دخلت 3 شاحنات “برادات” تحمل خضراوات وفاكهة قادمة من “العراق”، وتوجهت في بداية الأمر إلى “سوق الهال”، في “الميادين”، وقامت بإنزال صناديق خضراوات وفاكهة كنوع من التمويه، قبل أن تغادر إلى منطقة المزارع – أكبر تجمع للميليشيات في منطقة “الميادين” – وقامت بإفراغ الأسلحة داخل أنفاق كان تنظيم (داعش)، قد حفرها سابقًا، ويتم استخدامها حاليًا من قبل الميليشيات الموالية لـ”إيران”؛ للتنقل وتخزين السلاح والذخيرة.
في شأن متصل، قالت مصادر محلية في “دير الزور”، بأن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام تتابع عن كثب تحركات الميليشيات الإيرانية، في “البوكمال” و”الميادين”، كما تجري تلك الأجهزة دراسات أمنية، حول المنتسبين المحليين الجدد إلى الميليشيات الإيرانية، ومن يتعامل معها من الأهالي. بحسب صحيفة (الشرق الأوسط).
مناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية في المناطق السورية..
وضمن هذا النشاط، اعتقلت قوى الأمن السوري، قبل نحو أسبوعين، أحد أبناء بلدة “الهري”، الواقعة على الحدود “السورية-العراقية”، في “البوكمال”، أثناء تواجده في العاصمة، “دمشق”؛ بتهمة المساعدة في تنفيذ هجمات ضد الميليشيات الإيرانية المتواجدة في مدينة “البوكمال”. ويُعد المعتقل من أبرز المتعاملين مع الميليشيات الإيرانية، ومقربًا من النظام، كما عُرف بنشاطه في عمليات التهريب وعلاقاته مع مختلف الفصائل المسيطرة شرق البلاد، بما فيها (داعش)، قبل أن تسيطر الميليشيات الإيرانية، وقد نشط معها لاحقًا في التهريب وتولى مهمة تسهيل بيع الأراضي والعقارات للإيرانيين.
وتنتشر الميليشيات التابعة لـ”إيران”، في ريف “دير الزور”، غرب “نهر الفرات”، في حين تتمركز “قوات سوريا الديمقراطية”، (قسد)، شرق “الفرات”. وتُقدر أعداد المقاتلين المنضوين في الميليشيات التابعة لـ”إيران”، في “دير الزور”، بنحو خمسة عشر ألف مقاتل من جنسيات متعددة، عراقية وأفغانية وباكستانية ولبنانية، ويتركزون بين مدينتي: “البوكمال” الحدودية و”دير الزور”، مرورًا بـ”الميادين”.
من جانب آخر، أفادت مصادر متقاطعة، بمقتل ضابط وعنصرين من قوات الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام، في سجن “مطار الجراح” العسكري، شرق “حلب”، الخاضع لسيطرة “إيران”، وقالت المصادر، إن هؤلاء قُتلوا أثناء التحقيق معهم على خلفية اتهامهم بالضلوع في هجمات على الميليشيات الإيرانية في المنطقة.
حوادث متفرقة تكشف خريطة نفوذ أطراف متعددة !
وتؤكد صحيفة (الشرق الأوسط)؛ بأن ميليشيات حركة (حزب الله) اللبنانية وكتيبة أفغانية، كانت قد شنّت، حملة اعتقالات في صفوف ضباط وعناصر أمن وقوات النظام السوري، في منطقة مسكنة وريفها، شرقي “حلب”، بعد هجمات تعرضت لها الميليشيات التابعة لـ”إيران”. وبحسب المصادر، رفضت الميليشيات الإيرانية الإفراج عن المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب، رغم تدخل قياديين من الفرقة الرابعة بـ”دمشق”.
يُشار إلى أن منطقة “السيدة زينب”، معقل الميليشيات الإيرانية، جنوب “دمشق”، شهدت قبل يومين تشييعًا حاشدًا للداعية الشيعي السوري، “حسين بن علي الرجا”، رئيس جمعية (الإمام المرتضى).
و”الرجا”، من مواليد بلدة “حطلة”، في “دير الزور”، عام 1948، وأعتنق المذهب الشيعي في ثمانينيات القرن الماضي، كما يُعد مؤسس أول حسينية للشيعة في شرق “سوريا”.
ومع أن الرجل الذي دُفن في مرقد “السيدة زينب” توفي جراء إصابته بفيروس (كورونا)، الذي تصيب “سوريا”، موجته الثالثة، فقد أقيم له حفل تأبين حاشد استمر ثلاثة أيام.
في شأن آخر، أفادت مصادر في المناطق الشرقية، في “سوريا”، بانشقاق وفرار عدد من عناصر ميليشيا (الدفاع الوطني)، المدعومة من “روسيا” والرديفة لقوات النظام السوري، في مدينة “دير الزور”؛ وذلك خوفًا من إرسالهم إلى البادية، للقيام بعمليات التمشيط ضد عناصر تنظيم (داعش).
وذكرت شبكة (عين الفرات)، أن أكثر من 25 عنصرًا من ميليشيا (الدفاع الوطني)، في “دير الزور”، لم يلتحقوا بمواقع خدمتهم؛ خوفًا من: “إرسالهم إلى بادية دير الزور؛ للمشاركة في عمليات التمشيط”؛ وذلك بسبب إزدياد عمليات الخطف والهجمات والاغتيالات، والتي باتت تشكل مصدر رعب لعناصر الميليشيات.
وأوضحت الشبكة، بأن قسمًا من المنقطعين عن الدوام فرّوا باتجاه ريف “دير الزور” الغربي، وقسمًا آخر باتجاه مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، (قسد).
وأصدر قائد ميليشيا (الدفاع الوطني)، في “دير الزور”، “فراس العراقية”، أوامر بإلقاء القبض على كل عنصر تابع له يتهرب من الذهاب نحو البادية.