7 أبريل، 2024 1:52 م
Search
Close this search box.

تكشفها “مراسم عاشوراء” من كل عام .. الأرستقراطية الدينية في إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تزداد وطأة الضغوط الاقتصادية على خاصرة الشعب الإيراني، وتحولت أزمة (سياسية-اجتماعية) تستعصي على الحل، يواجه المجتمع الديني الإيراني جيلاً من الأرستقراطيين الذين ينضون تحت لواء الدين.

ومراسم “المحرم” المترفة، والملايين التي تتدفق على جيوب المنشدين لقاء سويعات من إنشاد “روضة الحسين”، والمتربحون الذين يختبؤون خلف الأذقان والتسبيح ويتطلعون إلى تحقيق مصالح اقتصادية شخصية باسم الدين، والإستماع إلى “روضة الحسين” داخل السيارات الفارهة أحدث موديل، وتأسيس الحوزات العملية المترفة، (إشارة إلى مدرسة “جواد أملي لاريغاني” داخل حوزة “قم” العملية)، واستعراض نسخ القرآن الكريم المذهبة، وغيرها من جملة الصور والنماذج على الأرستقراطية الدينية التي خلقت بحيازتها الدين كجزء من شرعيتها آفة باسم البرجوازية المذهبية. بحسب صحيفة (همدلي) الإيرانية الإصلاحية.

طبقة جديدة !

وقد شاعت، في السنوات الأخيرة، طباع سكان القصور والأرستقراطيون بين بعض المسؤولون ورجال الدين الذين اكتسبوا مكانتهم الاجتماعية بالإنتساب إلى الدين، وهو ما أدى إلى خلق طبقة جديدة تُعرف بـ”الأرستقراطية الدينية”.

وهي عبارة عن مزيج من ظاهرتين متناقضتين. وهي من الآفات الجديدة؛ وإن كان لها جذور تاريخية، لكن سوف تترك آثارها التخريبية على المجتمع أبسطها ذبول المعتقد الديني وكذلك خلق فجوة بين الشعب والمسؤولين ورجال الدين.

ولا تقتصر الأرستقراطية الدينية على أسلوب حياة، (ظاهره إسلامي)، أبناء بعض المسؤولين، وإنما انتشر هذا الأسلوب المعيشي كالآفة بين بعض المنشدين المعروفين، الذين كانت صورهم مع أمير الرعية أو “الحسين”، (رضي الله عنه)، تغزو الفضاء الإلكتروني، وهم اليوم يشتهرون بالمخربون للنظام الاقتصادي للدولة.

وبينما انتشرت آفة الأرستقراطية بين المنشدين، اتهم، قبل أيام، رئيس منظمة “باسيغ المنشدين” بعضهم بالتواطؤ مع “إسرائيل”، وأعلن “يوسف أرغواني”، القبض على بعض المنشدين الذين تدربوا في “إسرائيل” بغرض تشويه “مراسم عاشوراء”.

التكالب على مائدة “الثورة”..

وقد استشرت الأرستقراطية الدينية وإساءة استغلال الدين في المجتمع ووصلت إلى خبراء التليفزيون، حيث هاجم حجة الإسلام “محسن قنبريان”، أستاذ الحوزة والباحث في التاريخ الإسلامي، من خلال برنامج (الثريا) التليفزيوني، الأستقراطية في الحكومة الإسلامية، وقال: “لو كانت الأرستقراطية متأصلة بحكومة الإمام علي، (عليه السلام)، أو في نظام الجمهورية الإسلامية، لكانت بالتأكيد الأرستقراطية الدينية لأنها حكومة إسلامية، ومن أقبلوا على الأرستقراطية هم بالتأكيد رجال دين وفتحوا باب الأرستقراطية باستخدام الدين”.

وتطرق إلى فساد بعض رجال الدين المالي، وأضاف: “قبل أن نتحدث عن الأرستقراطية في فيلات منطقة لواسان، علينا أولاً الاعتراض على الحوزة العلمية في لواسان. إذ يلجأ الكثير من الأثرياء في تبرير أعمالهم إلى بناء مثل هذه الأماكن مع مسحة خيرية. ولقد تكونت في مجتمعنا طبقة الأرستقراطية المذهبية في حين أن الشعب ثار، في 1978، للقضاء على الأرستقراطية، لا لخلق أرستقراطية دينية إلى جانب الأرستقراطية السياسية. والحقيقة كان الكفاح ضد الأرستقراطية أحد أهم أهداف الثورة الإسلامية في النضال ضد الطاغوت والإطاحة بالحكومة البهلوية، ولطالما أوصى مؤسس الجمهورية الإسلامية بالوصول إلى الفقراء والمستضعفين والإبتعاد عن الأرستقراطية. لكن الآن وبعد مرور أربعة عقود على انتصار الثورة، يعمل من حصلوا على المقاعد الإدارية بشعار التدين والنضال ضد الأرستقراطية، بعكس قيم وأهداف الثورة”.

والسؤال: لماذا تزداد حياة بعض المسؤولين إزدهارًا وأرستقراطية بعد مرور أربعة عقود على انتصار “الثورة” ؟.. حيث تنتشرعلى شبكة الإنترنت الصور المحيرة عن حياة هذه الفئة، (والتي كان يتوقع منها الحفاظ على روح الجهاد والإيثار لقاء الإرتقاء بحياة المحرومين)، المترفة وفيلاتهم الشخصية وحدائق الحيوان الخاصة.

ومما لا شك فيه يجب البحث عن جذور إعادة إنتاج هذه الطبقة في “إيران الإسلامية” المعروفة في العالم بالمكون الإسلامي، في التربح والاستغلال الديني الذي صور للبعض أنهم أفضلية وأن الإمتيازات التي يحصلون عليها، من خلال التربح واستغلال النفوذ، حقهم الطبيعي، بل يعتبرونها من قُبيل المطالبة بحصتهم من مائدة “الثورة”.

وعليه فالأرستقراطية الدينية هي نتاج زواج غير مشروع بين “السياسة” و”الدين”، لأن الجمع الصحيح بين “السياسة” و”الدين”؛ هو نتاج تحمل المسؤولية والخُلق الصالح، التي تقدم المصلحة العامة على المصالح الشخصية. لكن الجمع غير المشروع بينهما يشيع النفعية والأنانية والمنكرات كالتزوير والرياء والفساد.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب