28 مارس، 2024 4:05 م
Search
Close this search box.

تكشفها “فاينانشال تايمز” .. التحديات التي يتجنبها ساسة العراق قبل انتخابات أيار !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

تقترب معركة القضاء على (داعش) في العراق من خط النهاية، لكن يبقى التحدي الأكبر لبلد دمره الإرهاب؛ وهو الإصلاح الاقتصادي.

لقد عانى العراق من موجات من العنف والتمرد منذ الغزو الأميركي عام 2003، ويقول السياسيون والشركات إن قدرة الحكومة على معالجة البطالة والفقر، وتحسين ضعف تقديم الخدمات، ومعالجة الفساد، أمر ضروري لضمان الاستقرار.

وقال “داود الجميلي”، رئيس مجلس الأعمال الوطني العراقي، في تصريحات لصحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية: “إن الاستثمار والأمن يسيران جنباً إلى جنب”. “عندما نحرك الاقتصاد ونقضي على البطالة، ستكون هذه نقطة الإنطلاق عند العراقيين في السعي لبناء حياتهم بدلاً من البحث عن القتال والإنضمام لجماعات إرهابية”.

أكدت وسائل الإعلام المحلية في العراق أن أعمال العنف في العاصمة، “بغداد”، وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2009، حيث كانت تمتليء الشوارع والمطاعم بالناس الذين يتوقون إلى الخروج وسط حالة تفاؤل عام في البلاد.

كما تمتلك العراق؛ كثاني أكبر منتج للنفط في منظمة (أوبك)، إمكانية جذب المستثمرين الأجانب، بتعداد سكاني يصل إلى 40 مليون نسمة، يجعلها واحدة من أكبر الأسواق الإستهلاكية في العالم العربي، فيما تخطط الحكومة لإنفاق عشرات المليارات من الدولارات على إعادة الإعمار.

تأثير العملية السياسية على الاستثمار في البلاد..

قال أحد الدبلوماسيين الغربيين في بغداد: “العراق أكبر مكان يحتضن أساسيات الاستثمار في المنطقة”.

لكن المحللين يحذرون من أن الفرصة لجذب الاستثمارات باتت آخذة في التقلص؛ مع إقتراب موعد العراقيين للانتخابات في أيار (مايو) المقبل، التي تعد مؤشراً لوجهة البلاد المستقبلية، بعدما دمرت الحرب ضد (داعش) مساحات كبرى من البلاد، وشردت 2 مليون شخص وأنتجت عشرات الآلاف من الشباب الذين إنضموا إلى الميليشيات أو حاربوا (داعش)، الذين لا يجدون وظائف لهم الآن.

وقد توسع الاقتصاد بنسبة 11 في المئة في عام 2016، ولكن ذلك نتيجة زيادة إنتاج النفط بنسبة 25 في المئة، بينما كانت نسبة التوسع الاقتصادي في 2017 صفر في المئة، ومن المتوقع أن يتوسع بنسبة 2.9 في المئة في عام 2018، وفقاً لـ”صندوق النقد الدولي”.

ويعيش أكثر من خُمس السكان العراقيين في فقر، وهو رقم يتضاعف في المناطق التي تقع تحت سيطرة (داعش). ويقول المحللون إنه بدون تعاف اقتصادي مستدام، يمكن أن يؤدي الإستياء العام  إلى تنشئة جماعات جديدة من المتشددين.

قالت “إليزابيث ديكنسون”، المحللة في مجموعة الأزمات الدولية: “العراق حالياً في وضع مستقر نسبياً، ولكنه أمر غير مضمون إلا  بضعة أشهر؛ إذا لم يتم تعزيزه وبناءه بتنويع قاعدة حلفائه ومستثمريه”.

البطالة أكبر التحديات..

قالت الصحيفة البريطانية أن التحديات واضحة في أماكن مثل “الرمادي”، وهي مدينة صحراوية غرب بغداد، استولت عليها (داعش) في عام 2015، وأحتفظت بها لأكثر من عام. وتحاول حالياً الحكومة العراقية طمس ملامح الدمار بالمدينة من خلال زراعة الزهور وطلاء المباني، ولكن يبقى التحدي الحقيقي في  العاطلين الذين ما زالوا يعيشون في خيام بجوار الأنقاض التي كانت ذات يوم مساكنهم، وفقما أكد “إبراهيم الجنابي”، حاكم المنطقة، ومسؤولين آخرين للصحيفة.

وتابع “الجنابي”: “التفكير حالياً في الشاب الذي يجلس دون مال ولا منزل ولا عمل”. وحذر من أنه “من المستحيل أن هؤلاء الشباب لن يبحثوا عمن يلقون باللائمة عليه في ظل الحال الذي وصلوا له، خاصة أن مقاتلي (داعش) مازالوا يجوبون الصحراء خارج حدود المدينة”.

حتى وإن لم تكن هناك مخاوف أمنية، فإن مهمة العراق شاقة، حيث يجب أن تتخلص البلاد من  سوء الإدارة البيروقراطية التي توظف أكثر من ثلث السكان.

المخاطرة بفرض الإصلاحات الاقتصادية قبل الانتخابات..

هناك شكاوى من أن العديد من السياسيين، حتى “حيدر العبادي”، رئيس الوزراء الذي يسعى لولاية ثانية، يواجهون عقبة فرض الضرائب والإصلاحات التي قد تخاطر بفقدان الأصوات قبل انتخابات أيار/مايو المقبل.

ويقول رجال أعمال ودبلوماسيون إن مثل هذا التردد؛ ربما أضر بجهود لجذب التمويل في مؤتمر إعادة الأعمار الأخير في الكويت. فبدلاً من الحصول على 88 مليار دولار من التبرعات أو وعود الاستثمار المأمولة، تلقت “بغداد” تعهدات بقيمة 30 مليار دولار فقط، معظمها من القروض.

أعرب رجال الأعمال والدبلوماسيون عن إحباطهم لأن فريق “العبادي” تجاهل النصيحة لوضع قائمة قصيرة تضم حوالي 10 مشاريع وتقديم خطط مفصلة لتبسيط أنظمة العمل لمساعدة المستثمرين. وبدلاً من ذلك، قدم المسؤولون قائمة عامة تضم أكثر من 150 مشروعًا محتملًا.

وقال أحد رجال الأعمال العراقيين: “إنهم لا يريدون تقليصهم لأن كل من هذه المناطق الاستثمارية لديها ناخبين محتملين، ولقد عقدنا العديد من المؤتمرات، ودائمًا ما نسوق إمكانات العراق. نحتاج أن نترجمها إلى مشاريع حقيقية مجدية على الأرض”.

ويشير رجال الأعمال العراقيون أيضاً إلى إرث طويل من “النظام البعثي”، الذي تمتلك فيه الدولة معظم الأراضي ويشارك في العديد من الصناعات. وقالوا إن إحساس الحكومة بالمنافسة، إن لم يكن إزدراء، تجاه القطاع الخاص يعوق أيضاً الاستثمار.

وقالت “زينب الجنابي”، وهي سيدة أعمال: “علينا أن نختار هوية: هل نحن دولة اشتراكية أم رأسمالية ؟”. “إذا كنت ترغب في الحصول على موافقة لمشروع ما، فيجب عليك الخضوع لإجراءات بيروقراطية مطولة حقاً، ومن المحتمل أنه بعد كل شيء ينتهي بك الأمر في النهاية إلى النتيجة صفر”.

ويرجح عراقيون ودبلوماسيون أن لا يزال هناك أمل وتفاؤل، لكنه تلاشى بفعل نوبات متجددة من العنف، حيث قال دبلوماسي: “العراق يحاول القيام بالتغييرات اللازمة لتجنب الدورة التي دخل فيها.. ليس من المرجح نجاح ذلك، ولكن هناك أمل”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب