يواصل أهالي تكريت ترميم منازلهم ومحالهم التجارية، ويبدون ارتياحهم للوضع الأمني، لكنهم يخشون من “ملثمي الضمير”، وفي حين بيّنت إدارة القضاء عودة أكثر من 34 ألف عائلة من النزوح، شكت من تزايد الحاجة للأعمال البلدية في ظل تفاقم النفايات وقلة التخصيصات.
وقال أحمد شلال الدليمي، وهو يعيد ترتيب مواد محله التجاري، في شارع الأربعين، وسط تكريت،(170 كم شمال العاصمة بغداد)، الذي عاد من النزوح قبل تسعة أشهر، إن “الحياة تسير بنحو أفضل مما كانت عليه في بداية العودة”.
ويضيف الدليمي، أن “التجوال في شوارع تكريت الرئيسة يتم ليل نهار، والحياة بدأت تدب بالسوق وتواصل حركة عمال البلدية ومراجعي الدوائر وأعمال الترميم، ما يبعث الأمل بإمكانية عودة المدينة إلى وضعها الطبيعي”، ويستدرك “لكن الهاجس الأمني والخوف من المجهول يسكن صدور الناس برغم الثقة بالقوات الأمنية التي ينبغي أن تبذل جهداً أكبر لتبديد ذلك الحاجز النفسي”.
ويوضح التاجر، أن “العمل في السوق يبدأ منذ الثامنة والنصف صباحاً لغاية الحادية عشرة ليلاً”، ويبيّن أن “الخوف الأكبر يأتي من ملثمي الفكر والضمير الذين يخفون نوايا سيئة ويعيشون وسط السكان وهم أخطر من ملثمي الوجوه”. ويعرب الدليمي، عن “خشية الأهالي من الاعتقالات العشوائية، برغم تراجعها خلال الأشهر الأربعة الماضية”، منتقداً “غياب دور الحكومة المحلية بسبب انشغالها بالصراعات على الكراسي”.
وبشأن الأمن في تكريت، يقول المعاون الأمني لمحافظ صلاح الدين، إبراهيم ذياب، في حديث إلى (المدى برس)، إن “تطور أوضاع المدينة واستقرارها أصبح واضحاً لاسيما بعد إعادة افتتاح جامعة تكريت ورجوع الطلبة لقاعات الدرس ومباشرة العديد من معارض بيع السيارات بالعمل”.
ويذكر ذياب، أن “الأمور في تكريت أفضل كثيراً من الأشهر الأولى لفتح باب عودة العوائل النازحة”، لكنهم يشكون من “ضعف الخدمات البلدية بسبب الأزمة الاقتصادية وقلة الآليات”.
ويتابع المعاون الأمني لمحافظ صلاح الدين، أن “عملية التدقيق في بوابة الدخول الجنوبية ما تزال مستمرة مع الحرص على وجود استمارة المعلومات مع كل عائلة تدخل وعدم السماح بمغادرة تكريت من دونها”.
من جهته يقول قائممقام تكريت، عمر شنداح، في حديث إلى (المدى برس)، إن “أكثر من 30 ألف عائلة عادت إلى تكريت وهناك نحو أربعة آلاف أخرى من سكان بيجي والشرقاط أضيفت إلى كاهل القضاء، ما يستدعي مضاعفة الجهود البلدية وزيادة التخصيصات المالية”.
ويعرب شنداح، عن “القلق من زيادة الحاجة لأعمال تنظيف المدينة، لاسيما أن الموجود في بلدية تكريت من آليات خدمية وعمال نظافة لا يتعدى العشرة بالمئة من إمكانياتها السابقة”.
ويرجح المسؤول المحلي، أن “تبقى المشكلة قائمة في ظل شح موارد البلدية وتراجع التخصيصات وتزايد مخرجات الأسواق والمساكن”، ويدعو الأهالي إلى “التعاون والمشاركة بحملات تطوعية شعبية لحل المشكلة”.