وكالات- كتابات:
كشف تقرير سري مسَّرب؛ من اجتماع القيادات الأمنية الإسرائيلية في ليلة التخطيّط لضرب “إيران” واندلاع “حرب الـ 12 يومًا”، جزءًا من كواليس المحادثات الأمنية الداخلية وكيفية التعامل مع المعركة وتطوراتها، حيث تُشيّر المعلومات إلى أن الخطة كانت تستهدف اغتيال المرشد الأعلى وزعزعة النظام في “إيران”.
ونشرت (تايمز أوف إسرائيل) و(القناة 13) الإخبارية الإسرائيلية؛ اقتباسات من التقرير الذي من المؤمل أن يتم بثّه كاملًا في وقتٍ لاحق، وجاء فيها أن تحرك “تل أبيب” لقصف “إيران” جاء بعد مخاوف وجودية من قرب امتلاك “إيران” سلاحًا نوويًا يُقارب (08) إلى (09) قنابل يُمكن تصنيعها بوقتٍ قريب، وهو ما يمكن أن يُمحّي الكيان الصهيوني.
“إذا لم نتحرك لضربهم فلن نكون هنا ببساطة”..
وتضمن التقرير؛ إلقاء الضوء على دوافع الضربات الليلية غير العادية، في 13 حزيران/يونيو، والتي بدأت بموجبها الحرب، والأمل في أن تتدخل “الولايات المتحدة” لتدمير منشأة (فوردو) تحت الأرض، ومحاولات إيجاد فرصة لاغتيال المرشد الأعلى؛ “علي خامنئي”، وزعزعة استقرار نظام “طهران”، والجهود المبذّولة لإجبار سكان “طهران” على الفرار.
في الثاني عشر من حزيران/يونيو، عقدت الحكومة الأمنية الإسرائيلية اجتماعًا سريًا في ملجأ محصَّن في منطقة “تلال القدس”، وقال “نتانياهو”، في بداية الاجتماع: “نحن في لحظة تاريخية بقرار حاسم، إذا لم نوقفّهم، فسيحصلون في غضون بضع سنوات على عشرات الآلاف من الكيلوغرامات من المتفجرات النووية، لقد قامت إيران بالفعل بتخصيّب المواد الانشطارية إلى مستوى يكفي لصنع ثماني إلى تسع قنابل، وهم يعملون على تسليحها، إذا لم نتحرك، فلن نكون هنا ببساطة، سنوجه ضربة قاصمة للقيادة والتحكم، وسنضرب كبار العلماء وعناصر أخرى، الله يُعيننا”.
وتابع: “إنهم يقتربون من أن يُصبّحوا ثاني أكبر قوة صاروخية باليستية، بعد أن ندَّمر بعض مواقعهم وعلماءهم، ستُجرى مفاوضات للتوصل إلى اتفاق في واقع مختلف، لقد أجرينا مناقشات مطولة على مدى أشهر عديدة”.
أهداف ومحاذير..
وقال مسؤول عسكري كبير؛ لم يُكشف عن اسمه، للوزراء إن أحد أهداف العملية هو خلق الظروف لمنع “طهران” من امتلاك السلاح النووي على المدى الطويل، و”تحسيّن التوازن الاستراتيجي لإسرائيل”، وقال المسؤول إن الأهداف تشمل أيضًا: “تدمير” منشأة (نطنز) النووية الإيرانية، وضرب الأفراد المسؤولين عن البرنامج النووي، وضرب مواقع تحويل (اليورانيوم) المخصَّب إلى قلب معدني للقنبلة.
وأضاف المسؤول في الاجتماع: “في طهران سنضرب العديد من الأهداف من مختلف الأنواع، لأنها نقطة محورية إيرانية”، محذرًا من أن: “الافتراض الأساس هو أنه في نهاية العملية، ستظل إيران تمتلك مواد مُخصّبة، وفي الأيام القليلة الأولى، سيتمكنون من إطلاق مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل”.
وحذر المسؤول من عواقب غير مسبّوقة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وقدر أن عشرات الأهداف الإسرائيلية على الأقل ستُعاني من ضربات دقيقة برؤوس حربية كبيرة، وأن عشرات إلى مئات الأهداف ستتعرض لضربات برؤوس حربية خفيفة.
ولكنه؛ حذر أيضًا من أن الحرب ستحتاج في نهاية المطاف إلى حل دبلوماسي، مضيفًا أن: “الإنجازات العملياتية لن تكون كافية، وسيتّعين استكمالها من خلال الدبلوماسية”.
التعاون الأميركي مطلوب بشدة..
نُقل عن مسؤول استخباراتي كبير؛ قوله: “هناك عمليات مفاجئة نُعدّها منذ سنوات، بعضها يستهدف صواريخ (أرض-أرض)، بالإضافة إلى عملية استخباراتية لتعطيل أنشطة العدو، بما في ذلك أنشطة زعزعة استقرار النظام”.
وفي مرحلة من المعركة قال المسؤول؛ أنه: “إذا تعاونت الولايات المتحدة معنا، يُمكننا تنفيذ الضربة الإضافية خلال (48) ساعة، إيران مُتأثرة بالضربات”، زعمًا أن: “إيران أطلقت عددًا قليلًا من الصواريخ مقارنةً بتوقَّعاتنا”.
وحثّ زعيم حزب (شاس)؛ “آرييه درعي”، الجيش، على القضاء أيضًا على الضباط الذين تم تعييّنهم ليحلوا محل الشخصيات التي تم اغتيالها في الموجة الأولى من الضربات، بالإضافة إلى الضربات على مبنى “هيئة الإذاعة والتلفزيون” الإيرانية ومقر الشرطة السرية.
الأهداف الكاملة للحرب..
ورغم أنه لم يتم الإعلان في البداية عن هدف الحرب؛ فإن النصوص توضح أن كان الاحتلال الإسرائيلي كان يسعى أيضًاً إلى زعزعة استقرار النظام الإيراني؛ وحتى قتل المرشد الأعلى؛ “علي خامنئي”.
وقال وزير المالية؛ “بتسلئيل سموتريتش”، إن “إسرائيل” بحاجة إلى: “الاستمرار في البحث عن الزعيم”، في إشارة إلى “خامنئي”، الذي قال “كاتس”، في وقتٍ لاحق، إن “تل أبيب” سعت إلى قتله، لكن الفرصة لم تسنَّح لها.
في اجتماعٍ عُقد، يوم السبت، لعددٍ قليلٍ من وزراء المجلس الوزاري الأمني المصغر، قال “نتانياهو”، إن: “الأمر الرئيس” هو ضرب (فوردو): و”خلق توازن رعب هائل” مع “إيران”، وأضاف أن الأولويات القصوى هي إحراق مستودعات الوقود في “طهران”، والعمل على قتل المسؤولين الذين حلوا محل المسؤولين الذين تم اغتيالهم، وكذلك العمل على تصفية “خامنئي”.
وقال “نتانياهو”؛ أيضًا إنه يجب إخلاء أحياء ومناطق إيرانية بأكملها، وأنه يجب على “إسرائيل” العمل على زعزعة استقرار النظام الإسلامي.
وقال إن ضرب (فوردو) سيُشكل إنجازًا مزدوجًا – استكمال تدمير البرنامج النووي، بالإضافة إلى: “إذا رد خامنئي على ضربة أميركية، فقد يكون ذلك نهاية النظام”، مؤكدًا أن: “(فوردو) يُنهي الحرب بسرعة. إذا استمرت إيران في مهاجمتنا، فسيظل ترمب راغبًا في إنهاء هذه الحرب على أي حال”.
وأضاف “زامير”؛ أنه بحلول تلك المرحلة كان هناك (224) قتيلًا و(1300) جريح في “إيران”، وقال إن أهداف الحرب يمكن تحقيقها في الأيام الخمسة أو الستة المقبلة، لكن “إسرائيل” لا تزال قادرة على فعل المزيد، وناقش الوزراء ضرب البُنية التحتية المدنية مثل مصافي النفط بعد إصدار تحذيرات للسكان القريبين بالفرار، لكن خلافات جرت داخل القيادة حول أنه من المبَّكر ضرب البُنى التحتية الآن.
أجاب “كاتس”؛ مُطالبًا المجتمعين بمواجهة حقيقة أن “إسرائيل” لن تتمكن من إنهاء الحرب بحلول يوم الجمعة: “إنهم يعملون جاهدين لإعادة تجنيد وكلائهم. (حزب الله) ما زال يرفض الانضمام إلى هذه الموجة، ولذلك، فإن لإيران مصلحة في إظهار قوتها”.
وبحلول يوم الإثنين؛ بدا أن اللهجة تغيّرت بين مسؤولي الدفاع، حيث بدأوا في حث المشاركين في الاجتماع على التفكير في إنهاء الحرب، مما أثار غضب “نتانياهو”، قائلًا: “كفوا عن الحديث عن إنهاء الحرب، لن يكون هناك شيء من هذا القبيل، لم ننتهِ بعد، ستستمر طالما نحتاج إلى تحقيق أهدافنا، نحن على وشك النصر، تقولون إن أهدافنا قد نفدّت، فما الرسالة التي نُرسلها لأعدائنا ؟ إذًا، هل يخرج يقول المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي ليقول إننا بحاجة إلى إنهائها ؟ هناك سياسة، اعملوا وفقًا لذلك، سنواصل حتى نحقق أهدافنا”.