تقرير إسرائيلي عن رؤية مقتدى الصدر للخطر الإيراني

تقرير إسرائيلي عن رؤية مقتدى الصدر للخطر الإيراني

خاص / القدس- كتابات

في عام 2007، رأى مقتدى الصدر أن الجدران تضيق حوله. كان زعماء الشيعة في العراق يعارضون ميليشياته، وتحولت إيران ضده وكان الأمريكيون يطاردونه. هنا قرر إن ما جرى كان كافيا، بعد ستة أشهر إنهارت ميليشيا جيش المهدي التابعة له، وغادر الصدر إلى خارج العراق بهدوء.

ثم اقترب أحد مستشاري الصدر من دبلوماسي أمريكي في العراق. ووفقًا لملاحظات اجتماع عقد بين الطرفين في كانون الثاني/يناير 2008 والتي نُقلت لاحقًا إلى واشنطن، كان لدى الصدريين نظرة جديدة للتهديد الإيراني للعراق. كان ذلك واحدًا من العديد من الوثائق السريةالتي نشرها موقع ويكيليكس.

نظرة الصدريين الجديدة في ذلك الحين إلى إيران، كشف عنها بالتحليل، الكاتب سيث فرانتزمان في صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية الناطقة بالانجليزية، وتوصل فيها عدد متزايد من الصدريين إلى استنتاج مفاده أن إيران، وليس الولايات المتحدة، هي أكبر أعداءالعراق”.

وبحسب مقالة فرانتزمان خرج الصدر من المسرح لفترة. واليوم عاد، كصانع للملوك في العراق، بعد حصوله على 54 مقعداً في البرلمان الجديد، وهو أكبر من أي عدد للاحزابالأخرى. الرجل الذي ولد في عام 1973 والذي قُتل والده على يد صدام حسين قد قطع شوطا طويلا. لقد ظهر في عام 2004، وأصبح لباسه ولحيته السوداء رمزا للمعارضة العراقية للولايات المتحدة. تكمن قوته في الأحياء الفقيرة الشيعية، والتي وصفها أحد الأمريكيين بـ “الأكواخ”. وقد سميت ميليشياته بـ “العصابات” و “الرعاع” لكنها كانت فعالة ومحترمة في الشارع. من 2004 إلى 2008 قاد الصدر نوعاً من التمرد. ثم اختفى“.

عاد في عام 2011، ظهر في النجف – حيث ولد مع بدء الحكومة العراقية الجديدة. فقد كانت هناك انتخابات في عام 2010 حين جاء أياد علاوي، المرشح العلماني، بالمركز الأول ونوري المالكي، الشوفيني المؤيد لإيران، بالمرتبة الثانية.

ويوضح الكاتب لقد “كان المالكي، على نحو غريب، هو المفضل لدى الأمريكيين الذين كانوا يريدون الانسحاب من العراق. وفكرت إدارة باراك أوباما – بشكل غير صحيح كما تبين – بأن المالكي سيحقق الاستقرار. كانت واشنطن تتحرك ببطء لإجراء مناقشات مع إيران. واعتقدت إن وجود رجل قوي مؤيد لإيران في بغداد يمكن أن يساعد على المدى الطويل في الاتفاق معإيران. كذلك اعتقد الصدر أنه يمكن أن يلعب دورا في الحكومة التي تشكلت في عام 2011،لكن المالكي خانه، وألغى صفقة مع الصدر والأكراد. كان كلا الحزبين غاضبين، لكن المالكيكان يتمتع بكتلة قوية في البرلمان يدعمها حزب الدعوة الذي ينتمي إليه ، ومنظمة بدر بقيادة هادي العامري الذي كان أحد قدامى المحاربين السابقين في حرب إيران ضد صدام، وكان قدعارض ميليشيا الصدر في عام 2007“.

غاب الصدر مرة أخرى من عام 2011 إلى عام 2014. ثم ظهرت الدولة الإسلامية في العراق،تغذيها كراهية العرب السنة للمالكي. الجيش العراقي ذاب كليا والعلم الأسود لداعش صار على بعد بضعة كيلومترات من بغداد. وهنا حشد الصدر ميليشياته، التي خرجت فيالشوارع، كمسلحين ومستعدين لصد العدو على البوابات.

لكن الصدر لم يكن راضيا عن الحكومة العراقية واتهمها بالفساد. وركز على السياسة المحليةخلال الحرب على داعش ، وحشد أتباعه لتنظيم احتجاجات جماهيرية في بغداد حيث اجتاحرجاله المنطقة الخضراء وبدوا أنهم على استعداد لإقالة البرلمان. كانت الاحتجاجاتالجماهيرية في عام 2016 مؤشرا لما سيحدث.

في عام 2018، انتشر أنصاره في بغداد وفي الجنوب الشيعي. عندما أجريت الانتخابات في12 مايو، هزم الصدر جميع منافسيه. وجاءت قائمةالنصربزعامة رئيس الوزراء حيدرالعبادي في المرتبة الثالثة. وقائمة العامري، قائد الميليشيا المتصلب والمدعوم من إيران، جاءفي المرتبة الثانية. بينما الصدر، بلحيته التي صارت الآن رمادية، جاء أولاً.

وكان الصدر قد أقام مؤخرا بين النجف وبغداد. التقى بالسفراء من تركيا والأردن والمملكةالعربية السعودية بعد الانتخابات، محاولا تقديم نفسه على أنه وطني عراقي، ويريد طريقةثالثة بين واشنطن وطهران“.

في تطور غير عادي، كان قائد قوة القدس الإيرانية قاسم سليماني في العراق وهو يحاولمعرفة كيفية سرقة الانتخابات من الصدر. لقد سرق الإيرانيون الانتخابات في عام 2010 ،فلماذا لا يفعلون ذلك مرة أخرى؟ كما أن المبعوث الأمريكي لمحاربة داعش بريت ماكجوركموجود في العراق لمناقشة الوضع مع الأكراد وغيرهم.

السؤال المطروح على واشنطن هو ما إذا كان بإمكانها مناقشة الأمور مع الصدر. هو حذرالولايات المتحدة من نقل سفارتها الى القدس. ومع ذلك ، فقد وصل أيضا إلى الرياض ويبدوأنه قد تغير. إنه ليس متشدداً مثل المالكي أو العامري، وكلاهما متطرفان مؤيدان لإيران. ويبدوأن الصدر اكتسب الاحترام من الأكراد في الشمال والعرب السنة، وكلاهما يخافان من مخالبإيران في العراق.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة