22 أغسطس، 2025 11:49 م

تقرير أميركي يكشف .. أسرار عمل الميليشيات الموالية لإيران داخل العراق !

تقرير أميركي يكشف .. أسرار عمل الميليشيات الموالية لإيران داخل العراق !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في محاولة للرد على “أصحاب القبعات الزرقاء”، أنصار زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، قرر المتظاهرون في المدن العراقية إرتداء “القبعات الحمراء”، ردًا عليهم.

وانتشرت فيديوهات مؤخرًا لـ”أصحاب القبعات الزرقاء”، وهم يعتدون على المتظاهرين السلميين في الساحات الرئيسة في “العراق”، الأمر الذي أثار الشارع العراقي تجاههم.

وقرر الشباب المحتجين في محافظة “واسط”، التظاهر مرتدين “قبعات حمراء”، دلالة على دماء ضحايا الاحتجاجات العراقية، وردًا على “القبعات الزرقاء”؛ التي هاجم عناصرها المحتجين.

وشهد جنوبي “العراق”، صباح الثلاثاء، تطورات متسارعة فيما دعت مجموعات من الحراك الاحتجاجي في البلاد إلى تظاهرة حاشدة في “بغداد”، رفضًا لسلوك ما يُعرف بـ”أصاحب القبعات الزرقاء”.

وجاءت هذه الدعوة عقب استيلاء “أصحاب القبعات الزرقاء”، من أتباع (التيار الصدري)، على “المطعم التركي”، وهو مبنى مهجور يقع قرب “ساحة التحرير”، في “بغداد”، ويعتبرونه خط دفاع عنهم في وجه القوات الأمنية.

وأفادت وسائل إعلامية، بأن أنصار زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، أطلقوا الرصاص على المحتجين في “النجف”، الإثنين.

وظهر، الأربعاء، عدد من المحتجين في محافظة “واسط”، مرتدين “قبعات حمراء”، ردًا على أصحاب “القبعات الزرقاء”، المدعومين من الأحزاب الحكومية.

وناشد عدد من الناشطين بقية المحافظات في “العراق”، لإتباع خطوة المتظاهرين في “واسط”، وأرتداء “القبعات الحمراء” في جميع مراكز الاحتجاج، تأكيدًا لرفظهم القاطع للأحزاب السياسية.

وكتب أحد الناشطين على موقع (تويتر): “القبعات الحمراء في محافظة واسط إكرامًا لدماء الشهداء الذين أرقيت دماؤهم اليوم في بابل والنجف من قِبل أصحاب القبعات الزرقاء التابعين لـ (سرايا السلام)”.

وكتب آخر: “تم الاتفاق من قِبل ثوار واسط الأحرار على إرتداء قبعات حمراء، (دماء الشهداء فوق رؤوسنا)؛ وهذا وفاءًا لدماء الشهداء، هذا ويتكفل أصحاب القبعات الحمراء بحماية الساحة من أي تدخل خارجي.. وأيضًا يدعون ثوار واسط بقية الثوار في العراق للإنضمام إليهم”.

فيما، طالب عدد من الناشطين بعدم الإنجراف وراء “أصحاب القبعات الزرقاء”، وعدم الإنقياد نحو المواجهة، خاصة مع تراجع ظهور “القبعات الزرقاء”، الثلاثاء.

وكان محافظ “النجف” قد أعلن عن اتفاقه مع قيادات (التيار الصدري) على سحب أصحاب “القبعات الزرق” من ساحة الاعتصام في المحافظة.

وسبق أن دعا زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، أنصاره إلى مساعدة قوات الأمن في فتح الطرق التي أغلقت على مدى أشهر من الاعتصامات والاحتجاجات، وطالب بعودة الحياة اليومية إلى طبيعتها، بعد تكليف “محمد توفيق علاوي” لرئاسة الوزراء، وهو ما يرفضه الشارع العراقي.

وتواصلت الاحتجاجات في “بغداد” وعدد من المدن الجنوبية، مطلع الأسبوع، اعتراضًا على تكليف “علاوي” بتشكيل الحكومة، ومحاولة أنصار (التيار الصدري) إخلاء ساحات الاعتصام من المحتجين، الأمر الذي دفع المتظاهرين إلى اتهامهم بـ”العمالة لإيران”.

اتفاقات على فض الاحتجاجات بالقوة..

وبالتزامن مع ما ورد من معلومات عن أنه في الوقت الذي يُعلن رئيس الحكومة الاستجابة لمطالب المتظاهرين، اقتحمت ميليشيات (سرايا السلام)، التابعة لـ”مقتدى الصدر”، ساحة تظاهرات “النجف” وأحرقت خيمتين وأطلقت الرصاص الحي وأصابت خمس متظاهرين، ليخرج أهالي “النجف” إلى الساحة ليلوذ بالفرار منها، “أصحاب القبعات الزرقاء”، اجتمع مساء أمس ميليشيات (سرايا مقتدى)، وعصائب “قيس الخزعلي” و(حزب الله) و(النجباء)، بدعم القوات الحكومية، على طريق “محمد القاسم” لإقتحام “ساحة التحرير” في “بغداد”، فـ”الصدر” ومن خلفه، “إيران” ومليشياتها، يدفعون بإتجاه فض التظاهرات بالقوة.

الميليشيات لن تترك السلطة دون قتال..

وفي تقرير لمجلة “مركز مكافحة الإرهاب” الأميركية، قد يفسر السبب وراء ما يحدث؛ يُشير إلى أن مقتل “قاسم سليماني” و”أبومهدي المهندس”، اللذين كانا مُرتكز مشروع “إيران” وميليشياتها العراقية، والمظاهرات يُشكلان عقبة في طريق المزيد من توغل الميليشيات في المؤسسات العسكرية والاقتصادية والإدارية العراقية، ولكن الميليشيات لن تترك السلطة في “العراق” بدون قتال.

وينقل الباحث في معهد “واشنطن” ومعد تقرير مجلة “مركز مكافحة الإرهاب”، (وهي مجلة يُصدرها مركز مكافحة الإرهاب في أميركا)، “ميشيل نايتس”، عن مسؤولين كبار في “بغداد”؛ أن سلطة “سليماني” و”المهندس” كانت فوق سلطة مكتب رئيس الوزراء العراقي، وذلك من خلال رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، “محمد الهاشمي”، (أبوجهاد)، المقرب من “حرس الثورة الإيرانية”، وتولي ميليشيات مقربة من “حرس الثورة” الشؤون الأمنية والإدارية لمكتب رئيس الوزراء.

كما يشير “نايتس”، في تقريره؛ إلى تمكن “المهندس” من زرع بذور عدم الثقة بالقوات غير الميليشياوية عند رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، وأوحى له بأن قوات مكافحة الإرهاب والاستخبارات الوطنية العراقية تتآمر عليه.

زار “نايتس”، “العراق”، ست مرات خلال سنتين لإعداد تقريره، والتقى أكثر من ستين شخصية سياسية وعسكرية واقتصادية عراقية، بينهم مسؤولون عراقيون كبار، وأغلبهم من الشيعة المقربين لـ”إيران”. فتبين له أن “أبومهدي المهندس” كان، في 2019، مركز نفوذ “جيش القدس” الإيراني في “العراق”، لدرجة أن النخبة السياسية العراقية كانت تسميه “المحافظ العسكري الإيراني للعراق”.

تُسيطر على التجارة العراقية..

ويقول التقرير؛ إن الميليشيات كانت تُسيطر على التجارة العراقية وتجني منها أرباحًا لها ولـ”إيران” و(حزب الله) اللبناني، ويُمثل لهذا بمؤسس (كتائب الإمام علي)، “شبل الزيدي”، الذي أصبح من أغنى أغنياء “العراق”؛ عن طريق التجارة والسيطرة على “وزارة الاتصالات” العراقية. كما يقول إن (حزب الله) اللبناني فاز بعدد من العقود في “العراق” بمعاونة من تلك الميليشيات.

ويضيف التقرير أن أربعة مصارف خاصة تستخدم طرح “الدولار”، من قِبل “البنك المركزي العراقي”، في توفير العُملة الصعبة لـ”إيران”. كما أن الميليشيات وصلت إلى النظام الرقمي للرواتب في “العراق” وأدرجت فيه أسماء وهمية، لتجني عشرات ملايين الدولارات شهريًا. إضافة إلى سيطرة (الحشد الشعبي) على مجموعة من حقول “النفط” الصغيرة؛ ومنها حقول “نجمة والقيارة وبولخانة وألاس”. إلى جانب القيام ببيع “النفط الإيراني” على أنه عراقي مع بيع “النفط الخام” والمنتجات النفطية العراقية لصالحهم وفرض الرسوم على البضائع الواردة إلى “العراق”.

منع المساعدات الخاصة بمحاربة “داعش”..

كما تحدث “ميشيل نايتس” إلى عدد من المصادر من داخل “التحالف الدولي” لمحاربة (داعش)، أشاروا إلى قيام الميليشيات التابعة لـ”إيران”، في أيلول/سبتمبر 2019، بمنع المساعدات التي كان التحالف يقدمها للقوات الأمنية العراقية لمحاربة (داعش)، وقيام “فالح الفياض”، منذ آذار/مارس 2019، وبتوجيه من “أبومهدي المهندس”، بقطع الاتصال بين “التحالف الدولي” وقوات “الحشد السُني”.

سيطرة على سلطة الطيران المدني..

ويُشير تقرير مجلة “مركز مكافحة الإرهاب” إلى سيطرة (فيلق بدر)، في تلك الأثناء، على سلطة الطيران المدني العراقي والبدء بإغلاق الأجواء العراقية في وجه طائرات الاستطلاع التابعة للتحالف، وزيادة الضغط لإبعاد المستشارين الأميركيين عن العمليات التي تستهدف (داعش). كما كانت ميليشيات (الحشد الشعبي) تستخدم نفوذها في مكتب رئيس الوزراء لإقصاء القيادات العسكرية، وأبرزهم قائد قوات مكافحة الإرهاب، الفريق الركن “عبدالوهاب الساعدي”.

ويرى “نايتس” أن نفوذ “المهندس” كان السبب في تقليص نفوذ القوات الرسمية العراقية والموازنة المخصصة لها، مقارنة بنفوذ وتخصيصات الميليشيات.

ضرب المتظاهرين..

في تشرين أول/أكتوبر 2019؛ كان قادة (الحشد الشعبي)، حسب تقرير المجلة الأميركية، يديرون شؤون “العراق” بدون منافس، لذا كانت التظاهرات التي إنطلقت في هذا الشهر اختبارًا مباشرًا لجدارة تلك القوات في إدارة الأزمة، ويشير التقرير إلى أن الميليشيات كانت تقود القوات الأمنية العراقية وشكلت خلية أزمة لهذا الغرض في منطقة “الجادرية” وفي “المنطقة الخضراء” بـ”بغداد”.

ويذكر تقرير مجلة “مركز مكافحة الإرهاب” الأميركية أن اجتماعات تلك الخلايا كان يرأسها، “أبومهدي المهندس”، جنبًا إلى جنب، “فالح الفياض”، و”أبوجهاد”، يأتي بعدهم القياديان البارزان في (فيلق بدر)، “أبومنتظر الحسيني” و”أبوتراب الحسيني”، اللذين يتوليان منصبي مستشار رئيس الوزراء لشؤون (الحشد الشعبي)؛ وقيادة فرقة الرد السريع في وزارة الداخلية العراقية على التوالي.

كما يُشير تقرير “نايتس” إلى مشاركة زعيم (عصائب أهل الحق)، “قيس الخزعلي”، وزعيم (كتائب سيد الشهراء)، “أبوعلاء الولائي”، وزعيم (سرايا الخراساني)، “حميد الجزائري”، في اجتماعات الخلية. في حين كان الكوادر المقربون إلى “المهندس” يديرون القسم الأكبر من عمليات قمع المتظاهرين، وبقيادة رئيس الفرقة الأمنية المركزية لـ (الحشد الشعبي)، “أبوزينب اللامي”.

ويذكر التقرير أنه كان لـ”أبوزينب اللامي” ثلاثة مساعدين: مدير الفرقة الأمنية للحشد في “الرصافة”، “أبوباقر”، ومسؤول قسم التحقيق في الفرقة، “حجي غالب”، ومدير استخبارات الحشد، “أبوإيمان”، الذي كانت مهمته تشخيص الناشطين المدنيين والصحافيين المشاركين في التظاهرات.

الدخول في صراع مع أميركا..

ويضيف التقرير إلى أنه، في 27 كانون أول/ديسمبر 2019، تم إطلاق 15 صاروخًا على قاعدة (كي وان)، في محافظة “كركوك”، ما أدى إلى مقتل متعهد أميركي عراقي الأصل، وأعلن قائد القوات المشتركة الأميركية، الجنرال “مارك ميلي”، أن الهجوم تعمد قتل أفراد أميركيين. بعد يومين من الحادث، قامت طائرات أميركية بقصف خمس قواعد لـ (كتائب حزب الله) في “العراق” و”سوريا”، وقتلت 25 من عناصر الميليشيا وجرحت 50.

واحتجاجًا على ذلك، هاجم أنصار (الحشد الشعبي)، في 31 كانون أول/ديسمبر الماضي، مبنى “السفارة الأميركية”، في “بغداد”، وهددوا باحتلالها. بعد ذلك بثلاثة أيام، استهدفت طائرة مُسيرة أميركية، “سليماني” و”المهندس”، بالقرب من “مطار بغداد” وقضت عليهما، كما ذكر تقرير مجلة “مركز مكافحة الإرهاب” الأميركية.

تداعيات مقتل “سليماني” و”المهندس”..

يقول “نايتس”، في تقريره؛ إن “المهندس” و”سليماني” كانا: “يعملان كوحدة واحدة”، فكان “المهندس” يتصل يوميًا بالأطراف، وإن واجه طرفًا “صعب المراس”، كان “سليماني” يتولى أمره. لهذا يعتقد “نايتس” أن تمكن (فيلق القدس) الإيراني من العثور على بديل يحل محل “المهندس” في الميليشيات العراقية؛ لن يكون بالعمل السهل: “مع غياب سليماني الذي كان يستطيع تعيين بديل”، كما أن “هادي العامري ومقتدى الصدر لا يتمتعان بالخبرة المطلوبة، ولا يخشاهما الناس كما يجب ولا يحظيان بالاحترام اللازم لقيادة أكثر من خمسين فصيلاً ضمن الحشد الشعبي”.

ويذكر التقرير أنه رغم معارضة “مقتدى الصدر” الدائمية للوجود الأميركي في “العراق”، فإن “الصدر” ليس البديل المتوقع لـ”المهندس”: “فسيطرته على أتباعه هامشية والتعامل معه صعب”، كما ليس مستبعدًا أن يكون “الصدر” يُفكر في: “ولاية فقيه من نوع آخر”، ويُنظر إلى “العامري”: “كمنافس”؛ ولـ”المالكي” و”الخزعلي”: “كخصمين”.

اندلاع حرب أهلية بين فصائل “الحشد”.. احتمال قائم !

ويعتقد “ميشيل نايتس” أن: “المهندس، وبدعم من سليماني، كان أهم رجل في العراق”، لهذا فإن: “الأمر سيستغرق سنوات لإعادة توازن القوى داخل الحشد الشعبي”، كما يتوقع “نايتس” أن: “اندلاع حرب أهلية بين فصائل الحشد احتمال قائم”، لأن “المهندس” كان قد أرسل بعض الفصائل المقربة منه إلى “كركوك وطوزخورماتو وتلعفر وديالى”، والتي كانت معروفة بأنها مناطق نشاط (فيلق بدر)، وربما سيحاول (بدر) الآن “استعادة مكانته كأكبر ميليشيا في العراق”.

كما يتوقع تقرير المجلة الأميركية بقاء (كتائب حزب الله)، كأقرب ميليشيا إلى (فيلق القدس)، بينما ستبقى ميليشيات حركة (حزب الله النجباء) كأكثر الفصائل المطلوبة للعمل كوكلاء.

استبعاد إنحلال المؤسسات التابعة لـ”الحشد” على المدى القصير..

طالب “مجلس النواب” العراقي، في جلسة الخامس من كانون ثان الماضي؛ الحكومة العراقية، بطرد القوات الأميركية من “العراق”، ولم تشارك الكتل الكُردية والسُنية فيها، ويعتقد “نايتس” أن الفشل في إقناع الكُرد والسُنة بالمشاركة في تلك الجلسة يدل على الفراغ الذي خلفه “المهندس” و”سليماني”، ويقول إن “المهندس” كان في السابق يوحد صف الأطراف الشيعية ويضمن قبول السُنة بما يريد: “ويوجه رسائل للكُرد من خلال سليماني”.

ويستبعد “ميشيل نايتس”، في تقريره؛ إنحلال المؤسسات السياسية والاقتصادية والعسكرية التابعة لـ (الحشد الشعبي) على المدى القصير، ويرى أنه ليس لزامًا أن تنحل الميليشيات نتيجة قتل “مهندسيها”، لأن: “هذه الميليشيات لن تتخلى عن المستوى الذي بلغته من السلطة في العراق بدون قتال”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة