18 أبريل، 2024 1:14 ص
Search
Close this search box.

تقرأها عيون إيرانية .. رسائل العدوان الثلاثي على سوريا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بعد ساعات على إنتهاء العدوان الثلاثي على سوريا؛ كشفت الصور التي نشرتها وسائل الإعلام السورية عن عودة الحياة إلى طبيعتها في “دمشق” وسائر المدن.

ومن البديهي، كما يرى “أمین نائیني”؛ مراسل صحيفة (شمس يزد) الإيرانية؛ أن تستمر القوات المسلحة السورية في عملياتها لإستعادة السيطرة الكاملة دون أي خلل.. لكن لا يبدو أن تبعات إطلاق أكثر من 100 صاروخ؛ سوف تقتصر على نفس الفترة التي استغرقت الدول الثلاث، وهي خمسون دقيقة !

المسألة أصبحت أبعد من مصير “الأسد”..

في الحقيقة؛ ورغم تحول بقاء “بشار الأسد” في السلطة إلى مثار نقاش بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، إلا أن هجمات، السبت، أبعد من مجرد النطاق الجغرافي السوري أو مصير “الأسد”.

وقبل عام، وأثناء مناقشات استخدام السلاح الكيمياوي في “إدلب” من عدمه، وقع الخلاف بين أميركا وسوريا وأنتهى الأمر بإطلاق 58 صاروخ (كروز) على “قاعدة الشعيرات” السورية.

لكن رد فعل الروس على العداون الثلاثي الأخير كان أشد وأقوى. إذ كان يأمل، “فلاديمير بوتين”، خلال العام الماضي، أن يتمكن من تحسين العلاقات مع “أميركا ترامب”، لكن مسار التطورات خلال العام الماضي جعل مستوى العلاقات بين البلدين في أسوأ حالاته منذ إنتهاء “الحرب الباردة”.

والواقع أن الوجود العسكري الروسي المباشر في سوريا بدأ؛ في أيلول/سبتمبر 2015، إذ كانت النظرة الدائمة إلى روسيا هي أنها أداة في مواجهة الغرب. والهدف الرئيس للرئيس، “بوتين”، منذ إستلام السلطة، في 2000 إلى اليوم؛ هو إستعادة “موسكو” مكانتها كقوة عالمية، وبالتالي هو يعلم أنه لن يحقق هذا الهدف دون التعاون مع الغرب.

أطماع واشنطن وتخوفات موسكو..

في حوار إلى “فريد زكريا”، مقدم البرامج الشهير على فضائية (CNN)، عام 2016، أكد الرئيس الروسي: “أن الولايات المتحدة الأميركية باعتبارها قوة عالمية؛ وربما الوحيدة في العالم، فلسنا بصدد اندلاع حرب باردة مع واشنطن”.

مع هذا فقد تقلصت فرص الوصول إلى اتفاق؛ إثر تنامي موجة العداء لروسيا داخل الولايات المتحدة الأميركية، مع الأخذ في الاعتبار لأخبار تلاعب روسيا بالانتخابات الأميركية عام 2016. وعليه لا يتخوف الروس فقط من عدم حصولهم على إمتيازات من أميركا لإنهاء المناقشات السورية، وإنما يريد “البيت الأبيض” الحصول على نصيب عبر استخدام أدواته العسكرية داخل سوريا، الأمر الذي من شأنه تبديد ورقة “الكرملين” الرابحة.

هذه الأجواء؛ أثارت ردود فعل شديدة اللهجة من الجانب الروسي وتلاسن خارج عن المألوف، لأنهم لا يدمرون كل الجسور من ورائهم ويحجمون عن مواجهة الصواريخ الأميركية بعكس ما يدعون.

رسائل أخرى إلى موسكو..

الملاحظة الأخرى، كما يقول “أمین نائیني”، هي تورط “بريطانيا وفرنسا” في الهجوم.

إذ اعتبر البعض هجوم، العام الماضي، بمثابة استعراض من جانب “دونالد ترامب” بغرض التأثير الداخلي، إلا أن مشاركة “باريس” و”لندن” في العمليات الأخيرة؛ ينم عن تغيير آخر يحمل رسائل أخرى بالنسبة إلى “موسكو”.

لقد فرضت أوروبا وأميركا عقوبات اقتصادية على روسيا على خلفية ضم الأخيرة لشبه جزيرة “القرم”، لكن العدواني الثلاثي على الكثير من المناطق التي إستعادتها الحكومة السورية بمساعدة الروس هو في الحقيقة إعتداء على مناطق النفوذ الجيوسياسية الروسية. ومن ثم لا يمكن للهجوم الأخير أن يقتصر على خمسين دقيقة فقط؛ إلم يكن من المتوقع قيام الغرب بعمليات عسكرية جديدة في سوريا قريبًا ؟.

لكن على الصعيد الدبلوماسي، والتنافس على السلاح، فسوف نشهد المزيد من الضغوط الاقتصادية والتحالفات بين الشرق والغرب. ومنطقة الشرق الأوسط الملتهبة تهييء مجالًا مناسبًا لاستعراض القوى العالمية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب