26 مارس، 2024 8:46 م
Search
Close this search box.

تقرأها صحيفة “الحرس الثوري” .. الرسائل والمناورات الأميركية التي يجب أن تُسمع !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

“كل الخيارات على الطاولة”؛ عبارة لطالما استخدمها الأميركيون في عقود السبعينيات والثمانينيات باستمرار مع الإيرانيين، في إطار محالات فرض إرادتهم وحساباتهم على “إيران”، حكومًة وشعبًا، عبر تضخيم القوة العسكرية الأميركية والإيحاء بالاستفادة من هذه القوة إذا دعت الحاجة.

لكن استخدام هذه العبارة؛ تراجع في السنوات الأخيرة، بل لم يُرى لها أثر، كما تعرض الأميركيون، العام الماضي، لأقسى ضربة عسكرية ممكنة على يد قوات (الحرس الثوري).بحسب صحيفة (جوان) الأصولية التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني.

عام مُر على “واشنطن”..

لذلك فالعام 2020م؛ هو الأكثر مرارة بالنسبة لـ”الولايات المتحدة”، على مدى 400 عامًا، حيث استهداف منظومة الدفاع الجوي الإيرانية (سوم خرداد)، مُسيّرة (غلوبال هوك) الأميركية؛ بعد اختراقها المجال البحري الإيراني، أو قصف قاعدة (عين الأسد)، أكبر القواعد العسكرية الأميركية في الخارج، والتي تحوز أهمية خاصة بالنسبة للعسكريين الأميركيين من حيث الثقل، بصواريخ (قيام) و(فتح-313) الإيرانية عالية الدقة، كرد مبدأي على جريمة الاغتيال الأميركي للجنرال “قاسم سليماني” ورفاقه.

وقد تعرض مقر العمليات المركزية، ومنظومة الاتصالات، ومنظومة الطائرات المُسيرة، والبنية التحتية الاستخباراتية، والحرب الإلكترونية في (عين الأسد) لخسائر فادحة، بحيث عجز الأميركيون، تحت وطأة الخوف العارم، من اتساع دائرة المواجهات، إلى القيام بأي رد فعل.

فشل أميركي رغم الوشاية العراقية !

يُذكر أن الحكومة العراقية كانت قد أطلعت الإدارة الأميركية بالمخطط الإيراني للهجوم على قاعدة (عين الأسد)، وتهديد “إيران” باستهداف عدد 52 نقطة حال التفكير في القيام بأي عمليات عدائية ضد القوات الأميركية، مع هذا فقد فشلوا حتى في استهداف أي من الصواريخ الإيرانية عبر منظومتهم للدفاع الجوي.

وقد تزامنت هذه العمليات في وقت اعترفت فيه وسائل الإعلام أن القواعد الأميركية لم تتعرض للهجوم بنفس مستوى العمليات الإيرانية، منذ الحرب العالمية الثانية، ولا حتى في فترات الحرب الباردة، وأن الصمت الأميركي على هذه العمليات مؤشر على ضعف السيادة الأميركية على الصعيد الدولي.

وكان “دونالد ترامب”؛ قد توعد بالرد على إسقاط المُسيرة (غلوبال هوك)، لكن حذره السياسيون والعسكريون من تداعيات الرد، لأنه سيتعين على “الولايات المتحدة” خسارة آلاف العسكريين المنتشرين في منطقة غرب آسيا.

صمود إيراني أمام الحرب النفسية الأميركية..

والمواجهات، في العام 2020م، إنما تستعرض قوة الردع الإيرانية وتشكيل نوع من توازن القوة بين “طهران” و”واشنطن”، من حيث الإرادة وقدرة صمود ومقاومة القوات الإيرانية المسلحة، وأفضت عملية التطور الإقليمي في صالح “إيران”، ولذلك أطلقت الإدارة الأميركية وعملاءها في المنطقة حرب نفسية واسعة النطاق ضد “إيران”، خلال الأيام الأخيرة من عمر إدارة “ترامب”؛ وفشلت محاولات إخضاع “إيران” بإرسال حاملة طائرات وغواصة نووية إلى الخليج؛ وتحليق طائرات (b-52) على مقربة من المياه الإيرانية الجنوبية.

في المقابل؛ فإن “إيران” تبعث بتنفيذ عدد من المناورات العسكرية، برسالة إلى الأميركيين وحلفاءهم في الإقليم وفوق الإقليم، وفي الوقت نفسه المحافظة على القدرات العسكرية.

لكن ما يمنح توازن القوة الأهمية، هو توليد القوة الإيرانية محليًا. فلقد تمكنت “إيران”، في السنوات الأخيرة، بتوليد القدرات الداخلية من الوصول إلى مستوى من الردع يمكنها من الاستمرار في مسارها، بغض النظر عن حشد الجيوش وتكوين جبهات معادية، في حين واجهت القوات المسلحة الإيرانية على هذا المسار تحديات رئيسة كالعقوبات.

فالوصول إلى مثل هذا المستوى من قوة الردع، رغم العقوبات الاقتصادية على مدى الأربعين عامًا الماضية؛ بالتوازي مع العقوبات العسكرية والقيود على مشتريات السلاح الإيرانية، وكذلك الاضطرابات الداخلية بسبب عدد من التيارات السياسية سواءً عندما كانوا بالسلطة حين عمدوا إلى قطع أو تقييد الميزانية العسكرية، أو بالإفتات (بعدما تركوا السلطة) على الفصائل العسكرية واتهامها بإفتعال المشاكل، أو بالحديث عن عدم حاجة “إيران” إلى الصواريخ وغيرها من المعدات العسكرية، يعكس الفشل في التأثير على القوات المسلحة، علمًا أنه لولا هذه القيود لكانت الإنجازات أكبر.

كذا توجه المناورات الصاروخية الأخيرة رسائل واضحة، (بخلاف الاستعداد للتعامل مع أي تهديد محتمل)، لإدارة الحسابات الأميركية والأوروبية المستقبلية في نوع المواجهات مع “إيران”.

وهذه الرسالة وردت في خطاب المرشد، بمناسبة انتفاضة أهالي مدينة “قم” ضد نظام “الشاه”، عام 1978م، وهي: “الحقيقة التي لا مفر منها؛ على العدو أن يضع في حساباته مراعاة القدرات والإمكانيات الدفاعية الإيرانية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب