تقديرات أميركية تعترف .. قدرات مذهلة لـ”البحرية الصينية” تُقلق قوات واشنطن !

تقديرات أميركية تعترف .. قدرات مذهلة لـ”البحرية الصينية” تُقلق قوات واشنطن !

وكالات – كتابات :

ما هي أقوى قوات بحرية في العالم؛ تبدو إجابة هذا السؤال أكثر إلحاحًا الآن في ظل الكارثة التي لحقت بـ”البحرية الروسية”؛ إثر غرق طراد الصواريخ الروسي؛ (موسكفا)، في “البحر الأسود”، بسبب صواريخ أوكرانية حسب مزاعم “كييف” و”واشنطن”، وبسبب انفجار ذخيرة حسب الرواية الروسية.

ويُلقي غرق الطراد؛ الذي كان فخر “البحرية الروسية” منذ العهد السوفياتي، الضوء على حقيقة أن تقييم قدرات الأساطيل والسفن البحرية العسكرية أمر لا يقتصر على العدد فقط أو الحجم أو التسليح، بل يشمل أيضًا التدريب وطرق تصميم السفن، والتقاليد الملاحية، وهي ميزات كلها في صالح الدولة الغربية الاستعمارية؛ مثل: “الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان”، باعتبارها قوى بحرية بالأساس بُني نفوذها التاريخي على مدى مدافع بوارجها البحرية التي كانت تعبر المحيطات، وتفرض سطوتها عبر الغزوات البحرية.

بينما “الصين” و”روسيا” والعديد من القوى الصاعدة؛ هي قوى برية بالأساس، تعتمد على حشد الجيوش وخوض الحروب بشكل تقليدي.

وهذا يجعل المركز الأول في قائمة أقوى قوات بحرية في العالم محسومًا بالنسبة لـ”البحرية الأميركية”، ولكن الخلاف قد يكون حول المركز الثاني.

علمًا بأن قائمة أكبر القوات البحرية في العالم عددًا يظهر فيها دول مثل: “إيران وكوريا الشمالية”، لا تُعد قوة بحرية مهمة، ولكن لديها أعداد كبيرة من السفن والزوارق الصغيرة والقديمة ذات التسليح البسيط أو المتقادم.

“واشنطن”.. لا تمتلك أكبر عدد من السفن في العالم..

المركز الأول في القائمة ليس مفاجئًا؛ “البحرية الأميركية”: قد لا تمتلك “البحرية الأميركية” أكبر عدد من السفن حاليًا مقارنة، حيث يُقال إن “الصين” تفوقت عليها عددًا، بل إن “البحرية الكورية الشمالية” قد تكون تمتلك سفنًا أكثر من الأميركية.

ولكن لا دولة تقترب من “أميركا” في حجم ونوعية السفن العسكرية التي تمتلكها؛ وفي مقدمتها مجموعة لا تضاهى من حاملات الطائرات، عددها وقدراتها أكبر مما لدى بقية دول العالم من حاملات الطائرات.

ولا توجد بحرية أخرى لديها نطاق عمل ومدى انتشار قواعد “البحرية الأميركية”، حيث تُبحر السفن الحربية الأميركية بانتظام في المحيطات، وكذلك “البحر الأبيض المتوسط” ​​و”الخليج الغربي” و”القرن الإفريقي”، كما تنشر “البحرية الأميركية” أيضًا سفنًا في: “اليابان وأوروبا والخليج العربي”.

وتمتلك “البحرية الأميركية”؛ نحو: 288 سفينة قوة قتالية، وعادةً ما يكون ثُلثها عائمًا في أي وقت.

ويشمل ذلك: 10 حاملات طائرات، وتسع سفن هجومية برمائية، و22 طرادًا، و62 مدمرة، و17 فرقاطة، و72 غواصة. إضافة إلى السفن، تمتلك “البحرية الأميركية”: 3700 طائرة، مما يجعلها ثاني أكبر قوة جوية في العالم بعد القوات الجوية الأميركية نفسها.

ويبلغ عدد أفراد “البحرية الأميركية”: 323 ألف جندي نشط، فهي أيضًا أكبر قوة بحرية في العالم؛ من حيث عدد القوى البشرية.

ولكن أكثر ما يُميز “البحرية الأميركية”؛ هو حاملات الطائرات العشر، وقدراتها الاستثنائية.

إذ يمكن لحاملة طائرات واحدة من فئة (نيميتز)؛ أن تحمل: 72 طائرة، أي ضعف عدد الطائرات على أكبر حاملة طائرات أجنبية تالية.

وعكس الأسراب الجوية المحمولة على متن حاملات الدول الأخرى، والتي تُركز عادةً على المقاتلات، فإن الجناح الجوي للحاملة الأميركية النموذجية عبارة عن حزمة متوازنة قادرة على التفوق الجوي، وتوجيه الضربات، والاستطلاع، والحرب المضادة للغواصات، ومهام المساعدة الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث.

وتجعل السفن البرمائية: الـ 31 التابعة؛ لـ”البحرية الأميركية”، مشاة البحرية الأميركية؛ (المارينز)، قادرين على الانتقال عبر البحار والهبوط على الشواطيء المعادية.

ويمكن للسفن الهجومية البرمائية التسع من فئتي: (Tarawa) و(Wasp)، حمل طائرات هليكوبتر لنقل القوات أو العمل كحاملات طائرات مصغرة، وهي مجهزة أيضًا بطائرات هجومية من طراز: (AV-8B Harrier)، وقاذفات مقاتلة من طراز: (F-35B) الشبحية ذات الإقلاع القصير والهبوط العمودي.

وتمتلك “البحرية الأميركية”: 54 غواصة هجوم نووي، مسؤولة أيضًا عن توفير الردع النووي الإستراتيجي لـ”الولايات المتحدة”؛ في البحر، مع: 14 غواصة صواريخ (باليستية) من فئة (أوهايو)؛ مزودة بما مجموعه: 336 صاروخًا نوويًا من طراز (ترايدنت).

وتمتلك “البحرية الأميركية” أيضًا؛ أربع غواصات من فئة (أوهايو) مجردة من الصواريخ النووية، وتم تعديلها لتحمل: 154 صاروخًا من طراز (توماهوك) للهجوم الأرضي، و”البحرية الأميركية” لديها أدوار إضافية للدفاع ضد الصواريخ (الباليستية) والعمليات الفضائية.

كما أنها تُراقب الفضاء لدعم القوات العسكرية الأميركية، وتتبّع الأقمار الصناعية للخصوم المحتملين.

الصين: نمو مذهل..

قطعت “بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني”؛ (PLAN)، كما تُسمي “الصين” بحريتها، شوطًا طويلاً في السنوات: الـ 25 الماضية، ويعتقد أنها باتت الأكبر من حيث العدد.

أدى النمو المذهل للاقتصاد الصيني، والذي وفر زيادة ميزانية الدفاع بمقدار عشرة أضعاف؛ منذ عام 1989، إلى تمويل “البحرية الصينية” الحديثة، وزيادة قدراتها على العمليات في العمق.

وتمتلك “البحرية الصينية” حاليًا حاملة طائرات واحدة، (جارٍ بناء شقيقة لها)، ولديها ثلاث سفن نقل برمائية، و25 مدمرة، و42 فرقاطة، وثماني غواصات هجوم نووي، ونحو: 50 غواصة هجومية تقليدية.

ويبلغ عدد أفراد “البحرية الصينية”: 133000 فرد، وضمن ذلك سلاح “مشاة البحرية الصيني”، الذي يتكون من لواءين من: 6000 من مشاة البحرية لكل منهما.

وتمتلك القوات الجوية لـ”البحرية الصينية”: 650 طائرة، من ضمنها مقاتلات: (J-15)، التي تنطلق من حاملات الطائرات، ومقاتلات: (J-10) متعددة المهام، وطائرة الدوريات البحرية: (Y-8)، وطائرات: (Z-9) الحربية المضادة للغواصات.

وتستحق أول حاملة طائرات صينية؛ (لياونينغ)، اهتمامًا خاصًا. حيث بدأ تشغيلها؛ في عام 2012، وقد بُنيت في الأصل لصالح “البحرية السوفياتية”، ولكنها لم تكتمل.

وبعد نهاية “الحرب الباردة”، ظل هيكل (لياونينغ) غير المكتمل؛ قابعًا في حوض بناء سفن أوكراني.

ثم تم شراؤها من قبل شركة واجهة لـ”جيش التحرير الشعبي” الصيني؛ بدعوى استخدامها كمَلهى ليلي في “هونغ كونغ”، وتم سحب السفينة إلى “الصين”، حيث أمضت ما يقرب من عقد من الزمان في عملية إعادة التجهيز، ويعتقد أنها سوف تُصبح أساسًا لتصنيع حاملة الطائرات الثانية.

وتدخل “بحرية جيش التحرير الشعبي” الصيني؛ بشكل جيد في عملية تحديث قدرتها البرمائية. وحسبما ورد في تقاري متخصصة، تُخطط “الصين” أيضًا لبناء سفن هجومية برمائية ذات أسطح طيران كاملة الطول على غرار “الولايات المتحدة”.

وقوة الغواصات الصينية؛ عبارة عن مجموعة مختلطة، تضم ما يصل إلى: 60 غواصة ذات جودة متفاوتة، من بينها غواصات ذات قدرات نووية.

وتواصل “الصين” النمو والتعلم، يتم التخطيط لتصنيع حاملتي طائرات آخريين على الأقل، ويمكن أن يصل عدد حاملات الطائرات الصينية في النهاية إلى خمس.

روسيا: قوة عملاقة..

بينما تُصنف “روسيا” تقليديًا كقوة عسكرية ثانية بعد “أميركا”؛ فإن الوضع فيما يتعلق بـ”القوات البحرية” تحديدًا معقد، فـ”روسيا” كانت منذ عهديها القيصري والسوفياتي دولة برية لديها في معظم الأوقات أكبر جيش بالعالم، وواحدة من أقوى وأحيانًا أكبر القوات الجوية في العالم.

ولكن فيما يتعلق بـ”القوات البحرية” تحديدًا، كانت الفجوة بين “الاتحاد السوفياتي” و”أميركا” أكبر من كل أفرع الأسلحة الأخرى.

وزادت الفجوة بعد إنهيار “الاتحاد السوفياتي”، حيث تدهورت القوة البحرية الروسية بعد أن أحيل عدد من السفن للتقاعد أو بيعت أو لم تستكمل وبيعت خردة.

ونظرًا إلى أن الأصول البحرية باهظة التكاليف، فإن “روسيا” لم تبنِ كثيرًا منها منذ إنهيار “الاتحاد السوفياتي”، واكتفت بعملية صيانة وتحديث واسعة في السنوات الماضية، وهي عملية يبدو أنها لم تكن بالكفاءة المنتظرة كما ظهر في غرق طراد الصواريخ (موسكفا)، وسفينة (إبرار) روسية عملاقة قبل أيام من غرق (موسكفا).

كما أن الخبرات والتكنولوجيا التي تتمتع بها الدول الغربية؛ مثل: “بريطانيا وفرنسا واليابان”، إضافة إلى عملية التحديث المتسارعة التي تُجريها “الصين” على بحريتها؛ يُهددان عرش “البحرية الروسية”، ولكن في الوقت ذاته مازال لدى “روسيا” أسطول من الغواصات التقليدية والنووية القادرة على تدمير الحياة على كوكب الأرض، ولا يضاهيه سوى الأسطول الأميركي.

وتمتلك “البحرية الروسية”: 79 سفينة من حجم (الفرقاطة) وأكبر، وضمن ذلك حاملة طائرات واحدة وخمسة طرادات و13 مدمرة و52 غواصة.

ولكن باستثناء حفنة من الغواصات الهجومية وصواريخ (كروز)، تم بناء جميع أسلحة “البحرية الروسية” تقريبًا خلال “الحرب الباردة”.

وتواجه “البحرية الروسية”، التي تُعاني من نقص التمويل على مدى عقود، مشاكل مزمنة في الاستعداد؛ بحسب الدعايات الأميركية.

وكثيرًا ما تُرافق السفن الروسية الكبيرة مثل حاملة الطائرات: (الأدميرال كوزنيتزوف)؛ وطراد الصواريخ: (Varyag)، زوارق القطر في الرحلات الطويلة.

من غير المعروف عدد السفن الروسية القديمة الصالحة للإبحار بالفعل، وكم عدد السفن الفعالة القتالية؛ كما تروج التقارير الغربية.

اكتسبت “روسيا” أيضًا الجزء الأكبر من القدرة البرمائية لـ”الاتحاد السوفياتي”. تم إنشاء الأسطول، الذي يتكون من نحو عشرين سفينة إنزال من طراز: (Alligator) و(Ropucha)، منذ الستينيات، وهو عفى عليه الزمن وفقًا للمزاعم الأميركية.

كان شراء حاملتي هليكوبتر من طراز (ميسترال)؛ من “فرنسا”، يهدف إلى معالجة هذا القصور، لكن الصفقة فشلت بسبب حرب “القِرم”؛ عام 2014، وتم بيع السفينتين لـ”مصر”.

مثل “الاتحاد السوفياتي”، تكمن القوة البحرية لـ”روسيا” في أسطولها من الغواصات.

وتمتلك “روسيا”: 15 غواصة هجوم نووي، و16 غواصة هجومية تعمل بالطاقة التقليدية، وست غواصات صواريخ (كروز)، وتسع غواصات للصواريخ (الباليستية).

على الرغم من أن بعضها قد تم إصلاحه، فإن جميع الغواصات تقريبًا من طرازات تعود لحقبة “الحرب الباردة” وغير معروفةٍ حالة استعدادها؛ كما تحب الدعايات الأميركية ترويج تقاريرها المضللة.

زاعمة: تُمثل الغواصات التسع للصواريخ (الباليستية) قدرة “روسيا” النووية على توجيه الضربة الثانية، وربما تكون في أعلى جاهزية بين سفن الأسطول الروسي الأخرى.

لدى “روسيا” خطط كبيرة لقواتها البحرية، لكنها تظل في الغالب مجرد خطط؛ بحسب وصف التقارير الأميركية. حيث تُخطط “موسكو” للحصول على حاملة طائرات واحدة أخرى على الأقل، وفئة جديدة لم يتم تسميتها من مدمرات الصواريخ الموجهة، وغواصات الصواريخ (الباليستية)؛ (Borey II)، وغواصات الهجوم النووي: (Yasen II)، وغواصات الهجوم التقليدية المحسنة: (Kilo) و(Lada). بينما لا تزال الغواصات قيد الإنشاء، فإن حاملة الطائرات والمدمرات ليس لها تمويل ولا توجد إلا كمخططات.

البحرية البريطانية: تُعاني من غياب حاملات الطائرات..

كانت “البحرية البريطانية”؛ حتى بداية الحرب العالمية الثانية، أقوى بحرية في العالم لقرون، ولكن رغم تراجع مكانتها بشكل كبير، فإنها مازالت تحتل مركزًا متقدمًا؛ مقارنة بمكانة “المملكة المتحدة” العامة، وكذلك مكانة الجيش البريطاني، إذ تحتل “البحرية البريطانية” المركز الرابع في قائمة أقوى قوات بحرية في العالم.

بل إنه فيما يتعلق بالخبرة والتقاليد البحرية، فإن “بريطانيا” قد تكون تحتل مكانة أبكر، خاصةً أن “روسيا” و”الصين” تُعانيان من مشكلات في المجال البحري تحديدًا؛ بحسب المزاعم الأميركية.

ولكن أدى التقاعد الأخير لحاملتي طائرات من طراز: (Invincible) و(Sea Harriers)؛ إلى تقليل قدرات “البحرية الملكية” إلى حدٍ كبير، ولكن ما يعوض ذلك قوة “بريطانيا” النيرانية النووية، وخططها لإنتاج حاملتي طائرات جديدتين من فئة (إليزابيث) قادرتين على حمل نحو: 50 طائرة مقاتلة، أغلبها سيكون على الأرجح من طراز (إف-35) الشبحية.

ورغم قوتها؛ فإن “البحرية البريطانية”، صغيرة من حيث عدد السفن والأفراد، مع: 33400 فرد فقط في الخدمة الفعلية؛ و2600 في الاحتياط.

وتمتلك “البحرية الملكية” حاليًا ثلاث سفن هجومية برمائية كبيرة، و19 فرقاطة ومدمرة، وسبع غواصات هجوم نووي، وأربع غواصات تعمل بصواريخ (باليستية) تعمل بالطاقة النووية. وتمتلك القوة الجوية التابعة لـ”البحرية الملكية البريطانية”، 149 طائرة، في الأساس هي طائرات هليكوبتر، في ظل غياب حاملة طائرات لديها.

جوهر القوة السطحية لـ”البحرية الملكية”؛ هو ست مدمرات صواريخ موجهة من النوع (45). تم تجهيز كل مدمرة من فئة: (Daring) برادار (SAMPSON) متقدم، على غرار رادار (SPY-1D) لنظام رادار: (Aegis)؛ التابع لـ”البحرية الأميركية”.

هذه المدمرات، المقترنة بما يصل إلى: 48 صاروخًا (أرض-جو)؛ من (Aster)، يمكنها التعامل مع مجموعة واسعة من التهديدات الجوية، من ضمنها الصواريخ (الباليستية).

وتضاءلت قوة الغواصات التابعة لـ”البحرية الملكية” إلى أقل من إثنتي عشرة غواصة.

وتتم ترقية قوة الغواصات من خلال إدخال فئة: (HMS Astute)، وهي من بين الغواصات الأكثر تقدمًا في العالم. وتُشكل أربع غواصات صواريخ (باليستية)؛ من طراز (فانغارد)، الرادع النووي لـ”المملكة المتحدة”.

اليابان.. قوة بحرية مستترة ولكنها خطيرة..

البحرية الخامسة في هذه القائمة التي تعتمد على تقديرات أميركية؛ هي “البحرية اليابانية”، ويُطلق عليها قوة الدفاع الذاتي “البحرية اليابانية”؛ (MSDF).

المفارقة أن العاملين بها موظفون حكوميون، وليسوا بحارة، ولكن تحت هذه الواجهة السلمية، أنشأت “اليابان” واحدة من أكبر القوات البحرية في العالم وأكثرها تقدمًا واحترافية.

ويبلغ إجمالي عدد السفن التابعة لـ”قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية”: 114 سفينة مع 45800 فرد.

جوهر القوة “البحرية اليابانية “هو أسطولها الضخم من المدمرات، المصمم لمنع قطع الممرات البحرية من وإلى “اليابان”؛ كما حدث في الحرب العالمية الثانية.

تم توسيع هذا الأسطول؛ المكون من: 46 مدمرة – أكثر من الأسطول البحري البريطاني والفرنسي مجتمعَين – في السنوات الأخيرة لاستيعاب مهام جديدة.

منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تم تكليف قوة مدمرات (إيغيس)؛ التابعة لـ”قوات الدفاع الذاتي الجوية” بتوفير مظلة دفاع ضد الصواريخ (الباليستية) الكورية الشمالية.

وفي الآونة الأخيرة، قامت “اليابان” ببناء ثلاث مما يُسمى: “مدمرات طائرات الهليكوبتر”؛ تدعى (Izumm)، كل منها يبلغ ضعف حجم المدمرة المتوسطة.

وهذه المدمرات تتشابه خارجيًا وداخليًا مع حاملات الطائرات. ففي الواقع، فإن مدمرات الهليكوبتر هذه هي حاملات طائرات في كل شيء ما عدا الاسم، وهي مصممة في الأصل لحمل طائرات هليكوبتر.

ولكن مؤخرًا أجرت مقاتلات أميركيتان من طراز: (إف-35 بي)؛ (F-35B)، تابعتين لـ”البحرية الأميركية”، عمليات تشغيل من على سطح المدمرة (إيزومو)، حسبما ورد في تقرير لمجلة (The National Interest) الأميركية.

ورغم حرص “طوكيو” على وصف هذه السفن بأنها مدمرات طائرات هليكوبتر، فإن وزير البحرية الأميركي؛ “كارلوس ديل تورو”، بعد عودته من “اليابان” في زيارة لتفقد التدريبات المشتركة بين البلدين، أطلق تغريدة في تشرين أول/أكتوبر 2021، وصف فيها جولته على المدمرة بأنها جرت على: “حاملة الطائرات إيزومو”، كان هذا الوصف اعترافًا أميركيًا بتغير الواقع البحري لـ”اليابان”، وأن البلد المتمسك بالسلمية في دستوره يمتلك حاملات طائرات.

و”اليابان” لديها قدرة برمائية متواضعة، لكنها متنامية، حيث لديها ثلاث سفن إنزال للدبابات تزن: 9000 طن، يمكنها نقل: 300 جندي وعشرات المركبات خارج سفن الإنزال عبر طائرات الهليكوبتر.

وتُعد قوة الغواصات اليابانية واحدة من أفضل قوات الغواصات في العالم، حيث لديها: 16 غواصة، أحدثها من فئة (Soryu) اليابانية الصنع. تتميز بنظام الدفع المستقل الجوي المتقدم، يمكن أن تظل غواصات (Soryu) مغمورة فترة أطول من الغواصات التقليدية الأخرى.

وأسطول الغواصات اليابانية حديث العمر، حيث تتقاعد الغواصات اليابانية في المتوسط ​​بعد ثمانية عشر إلى عشرين عامًا من الخدمة، وأعلنت “اليابان”؛ مؤخرًا، أنه ستتم زيادة الأسطول إلى: 22 غواصة، استجابة للقوة المتزايدة لـ”البحرية الصينية”.

البحرية الفرنسية: الوحيدة التي تمتلك حاملة طائرات نووية مثل أميركا..

على مدار قرون تعرضت “البحرية الفرنسية”؛ لهزائم مذلة أمام “البحرية البريطانية”، خلال التنافس الاستعماري بين البلدين، ولكن هذا لا يمنع أنها كانت البحرية الثانية في القوة في معظم حقب العصر الاستعماري (المستمر في أحلام الغرب حتى اليوم)، أما اليوم فهي تحتل المركز السادس.

وهي تحتل المرتبة السابعة في حجم حمولة الأسطول المجمع والخامس في عدد السفن البحرية.

و”البحرية الفرنسية” لديها حاملة طائرات واحدة؛ (شارل ديغول)، التي تُعد حاملة الطائرات الوحيدة التي تعمل بالطاقة النووية خارج “البحرية الأميركية”، والسفينة الوحيدة غير الأميركية التي تستخدم المقالع لإطلاق الطائرات.

وتستطيع (شارل ديغول) حمل نحو: 30 طائرات من طراز (رافال) الشهيرة.

ولدى “البحرية الفرنسية”: 44000 فرد؛ (37000 عسكري و7000 مدني)، وأكثر من: 180 سفينة، و200 طائرة، وست وحدات (كوماندوز).

وتُشغل “البحرية الفرنسية” ثلاث سفن هجومية برمائية، ولديها عشر فرقاطات دفاع جوي ومضادة للغواصات وخمس فرقاطات للأغراض العامة وست غواصات أسطول؛ (SSNs)، وتقوم “البحرية الفرنسية” بتشغيل ست فرقاطات مراقبة خفيفة.

وتوفر غواصات الصواريخ (الباليستية)؛ الأربع (SSBN)، التابعة للقوة البحرية الإستراتيجية، العمود الفقري للردع النووي الفرنسي.

الهند: اشترت حاملة طائرات من روسيا..

“الهند” لديها مئات من القوارب البحرية، التي تشمل حاملة طائرات وأكثر من إثنتي عشرة غواصة.

بعد إيقاف تشغيل حاملة الطائرات؛ (INS Viraat)، في آذار/مارس 2017، لم يتبق لـ”البحرية الهندية” سوى حاملة طائرات واحدة في الخدمة الفعلية؛ هي الحاملة: (INS Vikramaditya)، وهي حاملة طائرات سوفياتية الصنع تم شراؤها بتكلفة إجمالية، قدرها: 2.3 مليار دولار، من “روسيا”؛ في كانون أول/ديسمبر 2013.

تستطيع هذه الحاملة حمل: 26 مقاتلة من طراز: (ميغ-29) روسية الصنع، ونحو عشر طائرات استطلاع ثابتة الجناح وعدد من الطائرات المروحية.

يضم أسطول الغواصات الهندي غواصة هجومية تعمل بالطاقة النووية، وغواصة صاروخية (باليستية) واحدة، و15 غواصة هجومية تعمل بالطاقة التقليدية.

تُدير “البحرية الهندية” حاليًا ثلاث مدمرات صواريخ موجهة من طراز: (كلكتا)، وثلاثًا، من طراز: (دلهي)، وثلاث مدمرات صواريخ موجهة من طراز: (راغبوت). سيتم استبدال سفن (راغبوت) في المستقبل القريب بالجيل التالي من مدمرات: (فيساكاباتنام)؛ التي تتميز بعدد من التحسينات.

إضافة إلى المدمرات، تقوم “البحرية الهندية” بتشغيل عدة فئات من الفرقاطات مثل ثلاث فرقاطات (شيفاليك)؛ (فئة المشروع: 17)، وست فرقاطات من فئة: (تالوار)، وسبع فرقاطات إضافية من فئة: (شيفاليك).

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة