وكالات – كتابات :
اعتبرت وكالة (رويترز) للأنباء؛ أن لقاء رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، ورئيس حكومة إقليم كُردستان؛ “مسرور بارزاني”، في “بغداد”، والذي تمخض عن التوصل لاتفاق يُنهي خلاف الطويل حول تصدير “نفط الإقليم”، يعكس وجود تقدم بينهم وإرادة جديدة لتسّوية الخلافات.
وفي تقريرًا لها؛ نقلت الوكالة عن ثلاثة مصادر مطلعة على المحادثات، قولها إنه كان هناك في القاعة؛ “راسل هاردي”، وهو رئيس شركة (فيتول)، وهي أكبر شركات تجارة النفط في العالم، الى جانب مديرين تنفيذيين من شركتي: (بتراكو) و(إنرجوبول)، وممثلين عن شركة (إتش. كي. إن. إنرجي)، بالإضافة إلى ممثلين عن شركة النفط الكُردية؛ (كي. أيه. آر).
وبحسّب المصادر المطلعة؛ فإن المديرين التنفيذيين الذين تؤدي شركاتهم أداء أدوار رئيسة في إنتاج “النفط الكُردي” وتطوير القطاع، كانوا حاضرين في القاعة، من أجل تقديم أفكارهم حول السُبل الأفضل للتقدم إلى الأمام؛ وذلك بعد تعطل الصادرات النفطية الشمالية عبر “تركيا”، مما أدى إلى تراجع: 0.5% من الإمدادات العالمية وارتفاع الأسعار.
اجتماع يُطمئن شركات النفط..
ونقل التقرير عن مسؤول في “وزارة النفط” العراقية؛ مطلع على الاجتماع، أن الهدف يتمثل في طمأنة الشركات بأن صفقاتها مع حكومة “إقليم كُردستان”، آمنة.
وذكّر التقرير بأن “بغداد” وحكومة الإقليم وقعتا اتفاقًا مؤقتًا؛ الثلاثاء، من أجل استئناف تصدير “النفط الشمالي” في إطار جهود لإنهاء عقود من الخلافات السياسية والاقتصادية، وهو ما ينظر إليه على أنه يُمثل: “اختراقًا كبيرًا”، ويعكس عزم “بغداد” و”أربيل” عن تسّوية خلافاتهما فيما يتعلق بالنفط والديون؛ بما يقود في نهاية الأمر إلى معالجة خلافاتهما السياسية والاقتصادية.
ونقل التقرير عن مصدر مطلع على المحادثات أن: “الكل يُحاول تقديم تنازلات. هذا أمر كبير بالنسّبة للسياسة الداخلية في العراق. الحكومة الاتحادية تُريد المحافظة على تماسّك البلد بأكمله بعد سنوات من المشاكل”.
إعادة بناء الثقة..
وبحسّب مصدرين مطلعين؛ فإن اجتماع يوم الإثنين الماضي، بيّن مسؤولي حكومة الإقليم و”بغداد”، إلى جانب المديرين التنفيذيين للشركات الدولية، كان في سّياق النبرة المشابهة والهادفة إلى بناء ثقة بين الأطراف كافة.
ولفت التقرير إلى أن شركة (كي. آر. أيه) الكُردية؛ أكدت أنها كانت حاضرة في الاجتماع، إلا أنها رفضت التعليق.
أما شركة (بتراكو)؛ فقد أكدت حضورها في المحادثات في “بغداد”، إلا أنها أشارت إلى أنها بانتظار المزيد من التطورات.
ومن جهتها؛ رفضت شركة (فيتول) التعليق، كما أن شركة (إتش. كي. إن. إنرجي) و(إنرجوبول)؛ بالإضافة إلى حكومة الإقليم، لم تتجاوب مع طلبات التعليق على المسألة.
وكانت “بغداد”؛ قالت إن “تركيا” انتهكت اتفاقًا بالسماح لحكومة الإقليم بتصدير النفط إلى “ميناء جيهان” من دون موافقتها، وهي إحدى نقاط الخلاف المتعددة بين الحكومة الاتحادية والسلطات الكُردية.
حكومة “السوداني” والثقة الدولية..
واعتبر التقرير أن أي تسّوية لحل النزاع النفطي، من شأنه أن يُعّزز ثقة الصناعة الدولية بحكومة؛ “محمد شيّاع السوداني”.
وبحسّب التقرير؛ فإن سياسيين مقربين من “السوداني” يقولون إنه يسّعى من أجل استعادة ثقة المستثمرين الأجانب وإظهار استعداد “بغداد” للتعاون مع شركات النفط العالمية، بما في ذلك حضور جميع أحداث الطاقة الكبرى شخصيًا.
محادثات إضافية..
ونقل التقرير عن مصدر بـ”وزارة النفط” العراقية؛ قوله أن المشاركين في اجتماع؛ يوم الإثنين الماضي، توصلوا إلى اتفاق على إجراء محادثات إضافية حول كيفية تعديل العقود مع حكومة الإقليم بشكلٍ لا ينتهك آليات التصدير والتسّويق لشركة تسّويق النفط؛ (سومو).
ولفت مصدر آخر؛ إلى أن المحادثات تناولت أيضًا مسّائل التسّعير ووجهات خام حكومة الإقليم.
ونقل التقرير عن مصدرين عراقيين قولهما؛ أن التدفقات عبر خطوط الأنابيب من شمال “العراق” لم تسّتأنف حتى الآن، حيث ينتظر “العراق” ردًا من “تركيا”، إلا أنه ما إن يبدأ تنفيذ الاتفاق المؤقت، فإن شركة (سومو) ستتمّتع بسلطة تسّويق وتصدير نفط حكومة الإقليم.
وبحسّب الاتفاق، فإن الإيرادات سيتم إيداعها في حساب تحت سّيطرة حكومة الإقليم في “البنك المركزي العراقي”، لكن “بغداد” سيكون لها حق الوصول إلى هذا الحساب.
وأوضح مصدر مطلع على المفاوضات أن: “الاختلاف الرئيس عن الوضع الماضي؛ هو أن مشاركة (سومو) ستجعل النفط الكُردي قابلاً للتسّويق بشكلٍ كامل”.