تقارب الحكيم والصدر والنجيفي :ملامح لحكومة جديدة

تقارب الحكيم والصدر والنجيفي :ملامح لحكومة جديدة

قالت كتل سياسية رئيسة إن التفاهمات التي أنتجت الحكومات المحلية وخاصة التنسيق بين متحدون ‏وتياري الأحرار والمواطن، ستترك اثرها الواضح على خارطة انتخابات ٢٠١٤ البرلمانية وتحالفات ‏تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة، لكنهم ذكروا ان قانون الانتخابات سيحدد نوع قوائم المرشحين، ‏مرجحين ان تسعى الأحزاب الكبيرة الى الالتفاف على نظام سانت ليغو بالنزول في لوائح عديدة، وأن ‏الخلاف على هذه الطريقة في احتساب الأصوات لا يزال حساسا جدا الى درجة ان دولة القانون يهدد ‏بمقاطعة الاقتراع البرلماني اذا بقيت دون تعديل.

وكان مجلس النواب اقر، في كانون الاول عام 2012، مشروع تعديل قانون انتخابات مجالس ‏المحافظات، وصوتت الكتل النيابية، باستثناء ائتلاف دولة القانون، على اعتماد طريقة “سانت ليغو” ‏في توزيع المقاعد، وهو ما يمنع الاحزاب الكبيرة من “ابتلاع” اصوات الكيانات ذات الجمهور الأقل، ‏ويقلص عدد مقاعد الكتل ذات النفوذ كما حصل في اقتراع مجالس المحافظات. 
ويؤكد حميد معلة، المتحدث باسم المجلس الأعلى الإسلامي في تعليق لـ”المدى” امس، بالقول “بغض ‏النظر عن نظام الانتخابات فنحن ملتزمون بمشاركة واسعة قادرة على توطيد الوحدة الوطنية، على ‏الرغم من ان المواطن سيدفع ثمن قواعد عمل الشراكة بتأخير وتعقيد المفاوضات مع الأطراف ‏السياسية”.
ولا يستبعد معلة أن “تكون طريقة احتساب أصوات الفائزين في انتخابات 2014 القادمة ستتكفل برسم ‏خارطة طريق التحالفات بين الكتل السياسية”، معتبرا أن “التحالفات الجديدة، التي أنتجت حكومات ‏محلية في بعض المحافظات، ستكون معيارا آخر لمدى نجاح التحالفات خلال الاشهر الستة القادمة”، ‏وصولا الى تشكيل الحكومة الاتحادية.
واستطاع المجلس الاعلى الاسلامي، داخل تحالف ائتلاف المواطن، ان يحافظ على عدد مقاعده بواقع ‏‏61 مقعدا في عموم العراق، الأمر الذي أهله للفوز بمنصب المحافظ في البصرة وواسط.
إلى ذلك رجح نائب عن كتلة “متحدون” استمرار التفاهمات مع كتلتي “الحكيم والصدر” التي قادت ‏الى تشكيل بعض مجالس المحافظات إلى انتخابات 2014.
ويؤكد النائب وليد المحمدي إن “إخفاقات الحكومة ومحاولة إثارة ملفات وأزمات متكررة سبب رئيس ‏في إعادة تفكير الشركاء بتحالفاتهم”، مشيرا إلى وجود تفاهمات واسعة بين متحدون وكتلتي المواطن ‏والأحرار”.
ويشدد المحمدي، في تصريح لـ”المدى” امس، على أن “متحدون وجدت في ائتلاف المواطن وكتلة ‏الأحرار بانها تسعى الى تشكيل حكومة مؤسسات لخدمة المواطن وتشرك الجميع بدون اقصاء”، ‏مرجحا أن “تستمر التحالفات التي قادت الى تشكيل حكومة بغداد الى انتخابات 2014”.
وكانت “متحدون” حصلت على منصب رئيس مجلس محافظة بغداد بعد تحالف جمعها مع كتلتي ‏المواطن والأحرار وبعض الكتل الصغيرة الفائزة بالانتخابات المحلية. ويبدو ان دولة القانون، اكبر ‏المتضررين من “سانت ليغو”، يحاول وبشدة إلغاء القانون، ويقول مصدر من دولة القانون، في حديث ‏خاص بـ”المدى” امس، إن ائتلاف المالكي يسعى وبقوة الى إقناع الشركاء وبعض الكتل السياسية الى ‏تغيير قانون الانتخابات.
من جهته قال مصدر مقرب من حزب الدعوة طلب عدم الكشف عن اسمه، ان “دولة القانون لن ‏يشترك في انتخابات 2014 بدون تغيير سانت ليغو”، مضيفا ان “ائتلاف المالكي لو كان على علم ‏بمدى خسارته لكان رفض دخول الانتخابات المحلية مؤتلفا مع كتل أخرى”.
وكان زعيم الائتلاف رئيس الوزراء نوري المالكي كشف في مقابلة صحفية عن “سعي ائتلافه مع بقية ‏الكتل والقوائم إلى أن لا يكون النظام الانتخابي سانت ليغو هو المعمول به في مجلس النواب المقبل ‏لأنه سيتعب الدولة بشكل شديد جدا”.
وتشير نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة إلى أن “حزب الدعوة” بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي ‏خسر عشرات المقاعد، مقارنة بحصوله على 159 صوتا لوحده في الانتخابات السابقة. وحصل دولة ‏القانون، الذي يضمن ست كيانات ابرزها الفضيلة وبدر والإصلاح،  في انتخابات 2013 على 107 ‏مقاعد، وكانت حصة حزب الدعوة منها 29 مقعدا فقط.
بدوره يرى نائب عن التيار الصدري بان “نظام الانتخابات القادم سيحدد اتجاه التحالفات لانتخابات ‏‏2014″، مرجحا أن “تتحول الكتل إلى كيانات اصغر في حالة بقاء سانت ليغو”.
وأضاف جواد الحسناوي، النائب عن كتلة الأحرار، بالقول إن “التحالفات الحالية التي قادت إلى تشكيل ‏الحكومات المحلية استفادت من طبيعة نتائج الانتخابات”، مشيرا إلى أن “شكل التحالفات القادمة التي ‏ستمهد لانتخابات 2014 ستتأثر بطبيعة قانون الانتخابات التشريعية”.
ويلفت الحسناوي، في حديث لـ”المدى” امس، إلى ان “الكتل السياسية ستفكر بان تخوض الانتخابات ‏منفردة في حال بقاء سانت ليغو، ولن تذهب أصوات التكتلات الكبيرة إلى الكتل الأصغر”.
ويؤكد النائب الصدري أن “تفاهمات التيار الصدري مع الكتل في انتخابات 2014 لن تكون محكومة ‏بخطوط حمراء، وانه سيكون منفتحا على الجميع في قوائم شيعية أو عابرة للطوائف”.
وحافظ تيار الأحرار، في انتخابات مجالس المحافظات، على مقاعده وحقق زيادة في بعض المحافظات ‏حيث حصل على 59 مقعدا، وتمكن من الحصول على منصب محافظة بغداد وميسان.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة