10 أبريل، 2024 12:33 ص
Search
Close this search box.

تقارب “ألماني-فرنسي” .. اتفاقية لم تقدم جديدًا استفزت الأحزاب الشعبوية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

لم تقدم “اتفاقية الصداقة”؛ التي وقعتها المستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، مع الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، بمدينة “آخن”، الثلاثاء الماضي، جديدًا، ومع ذلك قوبلت بموجة رفض كبيرة من جانب الأحزاب الشعبوية في البلدين.

وتعتبر الاتفاقية تحديثًا لما اتفق عليه الزعيم، “شارل ديغول”، والمستشار الألماني الأسبق، “كونراد أديناور”، منذ 56 عامًا، في العاصمة الفرنسية، “باريس”، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وتكمن أهميتها في أنها تمكنت من إظهار القوة أمام الشعبوية وحركة الشكوكية الأوروبية، ورغم أنها تحتاج إلى تصديق البرلمان عليها، كي تدخل حيز التنفيذ، إلا أن أصوات المعارضة الفرنسية لم تهدأ منذ بدأت في اتهام “ماكرون” بالخيانة الكبرى، كما تخشى أحزاب شعبوية ألمانية من أن تؤدي الاتفاقية إلى المزيد من التناغم المرفوض مع “باريس”.

وقالت “ميركل”، التي تدرك جيدًا أن “الاتحاد الأووربي” بات مهددًا من الأحزاب الشعبوية، إن: “العالم يتغير؛ ونحتاج إلى اتفاقية جديدة تدعم أسس اتفاقية الإليزيه”، وأضافت: “لأول مرة تخرج دولة عضوة من الاتحاد”.

بينما وصف “ماكرون”، الاتفاق، بأنه: “لا غنى عنه”، وقال إن من خلاله تبدأ “ألمانيا” و”فرنسا” عهدًا جديدًا، وأضاف: “لنأخذ خطوة جديدة، بداية من أسس المصالحة، من أجل أوروبا أكثر قوة وقدرة”.

مقعد أوروبي في مجلس الأمن..

لم تضف، اتفاقية “آخن”، تعهدات جديدة على ما تم الاتفاق عليه بعد إنتهاء الحرب، بإستثناء الإشارة الغريبة التي تتحدى الأصوات المنادية بالقومية المتشددة، والتي من بينها المرشحة الرئاسية الخاسرة، “مارين لو بان”، ورفض موقف “فرنسا” المحتمل من منح “ألمانيا” مقعدًا دائمًا في “مجلس الأمن”، وتتحدث الوثيقة عن التنسيق بين البلدين كي تتمكن “ألمانيا” من الحصول على مقعد دائم في “مجلس الأمن”.

بينما اقترحت “ميركل”، على “فرنسا”، أن تضع مقعدها في يد “الاتحاد الأوروبي”، كي يُصبح صوت الأوروبيين وليس الفرنسيين فقط.

جيش أوروبي موحد..

كما تشير الاتفاقية إلى إلتزام البلدين بالتنسيق في مجالات الأمن والاقتصاد، وتوحيد القواعد في المنطقة الاقتصادية، والاتفاق على سياسات عسكرية موحدة من أجل تشكيل “جيش أوروبي”، والتعاون في مشروعات التسليح، وتعتبر هذه النقطة فريدة وجوهرية؛ لإن “ألمانيا” حظرت من جانبها تصدير السلاح إلى “المملكة العربية السعودية”؛ وهو ما تسبب في عواقب خطيرة على شركة “آير باص”، بالإضافة إلى أن “ميركل” ناقشت، منذ عدة أيام، جدوى تشكيل “جيش أوروبي موحد”.

رفض شعبوي للاتفاقية..

وصفت “لو بان”، الاتفاقية، بأنها: “حدث يُنم عن خيانة كبيرة”، كما صرح رئيس حزب (البديل من أجل ألمانيا)، “ألكسندر غولاند”، بأنه: “نحن كأحزاب شعبوية نُصر على ضرورة أن نملك زمام الحكم في بلدنا، ولا نريد أن ينفذ ماكرون إصلاحات بأموال ألمانيا”، وأشار إلى أن “الاتحاد الأوروبي” بات مقسمًا، ولا يُعتبر تقارب “فرنسا” و”ألمانيا” مشكوكًا فيه وحسب؛ وإنما سوف يؤدي إلى المزيد من التناغم بين البلدين في المستقبل.

وأنضم إليهما وزير الداخلية الإيطالي، اليميني المتطرف، “ماتيو سالفيني”، وصرح أوائل الشهر الجاري بأنه ينتوي محاربة التقارب “الفرنسي-الألماني” بالشكوكية الأوروبية، التي تتفق عليها “إيطاليا” و”بولندا”. ومن “النمسا”، تحدث المستشار، “سيباستيان كورتس”، عن محور آخر مضاد للهجرة غير المشروعة، وإذا أضيف إليهم انسحاب “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”، (بريكسيت)، والتصرفات السيادية لقادة دول “حلف الفيشغراد”؛ فإن العقبات التي سيكون محتومًا على “ميركل” و”ماكرون” مواجهتها نوعًا من الانتحار.

بينما على الجانب الآخر؛ طالب رئيس البوندستاغ، “فولفغانغ شويبله”، بالمزيد من الطموح في السياسة الجماعية، وحث وزير العلاقات الخارجية الألماني، “هايكو ماس”، على بذل مزيدًا من الجهد من أجل “أوروبا قوية وقادرة”، واتهم الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، “مارتن سشلوز”، المستشارة الألمانية، بأنها السبب وراء ضعف موقف “ألمانيا” و”فرنسا”، في “الاتحاد الأوروبي”، لأنها “لا تدعم الرئيس ماكرون في الإصلاحات التي يقوم بها”، واتفق معه النائب، “آشيم بوست”، الذي قال إن: “ميركل تركت مبادرات ماكرون من أجل أوروبا تضيع هباءً”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب