تفوق صيني واضح وتكتم أميركي غريب .. من سيفوز بسباق الغواصات الطائرة ؟

تفوق صيني واضح وتكتم أميركي غريب .. من سيفوز بسباق الغواصات الطائرة ؟

وكالات – كتابات :

تعمل “الصين” على بناء سلاح قد يُحدث انقلابًا في الحروب؛ حيث يجرى علماؤها أبحاثًا حول تطوير مفهوم الغواصة الطائرة أو الطائرة الغاطسة التي يمكنها الإبحار تحت الماء والطيران في الهواء.

وأكد فريق بحثي من جامعة “نانجينغ” للملاحة الجوية والفضائية؛ بشرق “الصين”، أنه بنى بالفعل، واختبر نموذجًا أوليًا لغواصة قادرة على التحليق في الهواء بسرعة عالية، حسبما ذكرت صحيفة (South China Morning Post (SCMP الصينية، في 08 آب/أغسطس 2022.

هذه الغواصة الطائرة أو الطائرة ستكون بلا قائد، أي سيتم تسييرها آليًا عن بُعد.

يمكن للسفينة غير المأهولة أن تفي بأغراض مدنية وعسكرية مختلفة؛ مثل التفتيش على الألغام تحت الماء، وفقًا للباحثين الصينيين.

كيف ستتكيف مع الماء والهواء في الوقت ذاته ؟

الغواصة الطائرة ستكون مدفوعة بأربع مراوح، بما في ذلك زوج في المقدمة يميل مع ملاحظة أنه يمكنها أن تقترب من هدف تحت الماء ببطء وتبقى في منطقة معينة لفترات طويلة، حسبما قال الباحثون.

تحتوي الغواصة الطائرة على جناحين كبيرين يطويان إلى ظهرها عندما تنزلق تحت الماء، مما يوفر لها شكل غواصة انسيابي ويُقلل من السحب ويوفر قدرة أكبر على الحركة داخل الماء.

تمتد الأجنحة عندما تصل الطائرة بدون طيار إلى سطح الماء لتخرج للهواء؛ حيث يمكنها الطيران بسرعة: 120 كم/ساعة، أي أكبر من معدل الطائرات المُسّيرة العادية التي تعمل بشفرات دوارة.

كتب البروفيسور “أنغ هايسونغ”، كبير علماء المشروع، عن هذه الغواصة الطائرة في ورقة نُشرت في مجلة تمت مراجعتها من قبل الزملاء: “تستهلك القليل من الطاقة عند الإبحار في وضع الجناح الثابت؛ لذا يمكنها أداء بعض المهام السريعة بعيدة المدى في الهواء”؛ من خلال تكنولوجيا الأنظمة غير المأهولة.

وأنتج فريق (Ang’s) نموذجين أوليين مصغرين مع امتداد الجناح يبلغ حوالي مترين، وفقًا لصحيفة (SCMP).

المشكلة في كيفية انتقالها من الغوص تحت الماء للطيران بالهواء بشكل مفاجيء..

كان التحدي الأكبر الذي واجهه فريق (Ang’s) أثناء الإقلاع، حيث لم تتمكن السفينة من الارتفاع مباشرة من الماء بسبب موجات السطح وتفاعل الطائرة بدون طيار مع الهواء والماء؛ ما أدى إلى عملية إقلاع غير مستقرة، حسبما ورد في تقرير لموقع (Eurasian Times) الهندي.

طور “أنغ” وفريقه آلية تحكم مُعقدة لمعالجة هذه المشكلة، مما مكن الغواصة من الانزلاق على الأمواج قبل إقلاعها.

أيضًا، تحتوي الغواصة على وسادة هوائية على جانبها السفلي لضبط الطفو والغوص؛ بحيث يمكنها الحفاظ على عمق معين دون إحداث ضوضاء مع مراوحها.

“الصين” تُريد استخدام الغواصات الطائرة لضرب حاملات الطائرات الأميركية..

تعمل “الصين” على تطوير العديد من الغواصات الطائرة، والتي يُشار إليها باسم: “سفن ترانسميديا”، أي: “السفن المتعددة الوسائط”، حسبما أفادت  صحيفة (SCMP)، نقلاً عن باحث لم يذكر اسمه من جامعة “نورث وسترن بوليتكنيكال” يدرس تكنولوجيا مماثلة.

“الهدف الأساس لمفهوم الغواصة الطائرة هو التطبيقات العسكرية. ويمكن للبعض أن يطير بسرعة تفوق سرعة الصوت”، حسبما قال الباحث لصحيفة (SCMP).

وتعتبر “الصين” هذه السفن العابرة للوسائط واحدة من أرخص الوسائل وأكثرها فعالية لتدمير نظام الدفاع لأسطول حاملات الطائرات الأميركية، وفقًا لما ذكره “جي وان فنغ”، الأستاذ بجامعة الطيران البحرية في “يانتاى”؛ بمقاطعة “شاندونغ” الصيني.

يُقدر “جي” وزملاؤه أن نظام الدفاع متعدد الطبقات للسفن الحربية الحديثة يمكنه إسقاط ما يقرب من نصف التهديدات القادمة؛ مثل الطائرات أو الصواريخ أو الطائرات بدون طيار التقليدية.

ومع ذلك؛ يمكن لسفينة (ترانسميديا) ​​اختراق طبقات الدفاعات هذه؛ حيث يمكنها الغوص تحت الماء عندما يكتشفها الرادار وتعود إلى السطح للتهرب من نظام (السونار) الخاص بالسفينة المخصص للكشف عن الغواصات.

وفقًا لـ”جي”، فإن عددًا قليلاً فقط من هذه الطائرات المُسيّرة الغاطسة يمكن أن يُربك كمبيوتر سفينة حربية ودفاعاتها.

وأشار “جي” وفريقه؛ في ورقة بحثية نُشرت في مجلة (Electronics Optics & Control) الصينية؛ الشهر الماضي، إلى أن سفينة (ترانسميديا) ​يتم إطلاقها من مسافة: 100 كيلومتر لديها معدل نجاة يُقارب: 100%، إذا كان بإمكانها الطيران بسرعة تزيد عن: 150 كم/ساعة.

مثل هذه الطائرات بدون طيار: “يمكن أن تُحقق ضربات فعالة ضد أهداف العدو الرئيسة”. وقال “جي” إنه سيُصبح بالتأكيد مكملاً قويًا للمعدات والأساليب القتالية والتكتيكات الموجودة لدى “البحرية الصينية”.

“واشنطن” تُحاول بدورها تطوير غواصة طائرة..

درست “البحرية الأميركية بدورها جدوى مفهوم الطائرات الغاطسة أو الغواصة الطائرة، الذي نُشر في عام 2010، وفقًا لموقع (Eurasian Times).

ومع ذلك؛ على عكس خبراء “البحرية الصينية” الذين تصوروا الغواصات الطائرة كوسيلة لتدمير حاملات الطائرات، كان هدف “البحرية الأميركية” من طائراتها الغاطسة هو إدخال قوات العمليات الخاصة إلى المناطق المتنازع عليها سرًا.

كما أن مفهوم الطائرات الغاطسة التابع لـ”البحرية الأميركية” عبارة عن منصات مأهولة وليس طائرات بدون طيار.

توصلت “البحرية الأميركية” إلى تصميمين للطائرات الغاطسة، أطلق عليهما اسم: (Variant 1) و(Variant 2)، بناءً على المتطلبات التي حددتها “وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة” الأميركية؛ (DARPA)، في مفهوم الغواصة الطائرة الموجهة لنقل القوات الخاصة، وهو المشروع الذي يعرف باسم (CONOPS).

الاستنتاجات التي توصلت إليها دراسة “البحرية الأميركية” أنه سيتم نشر المركبة بواسطة أي سفينة سطحية لديها القدرة على حملها ووضعها في الماء.

سيتم وضع الغواصة في الماء فوق عوامتين قابليتن للنفخ؛ مما يلغي تأثير الشفط الذي يمكن أن يُحدثه الهيكل على سطح الماء. سوف تُقلع باستخدام محركي (توربوفان) يدفعانها للتحليق بسرعة تصل إلى: 185.2 كم/ساعة.

ستستمر المركبة في التحليق حتى مسافة: 12 ميلاً بحريًا؛ (حوالي: 22 كيلومترًا)، من الشاطيء، فحتى لو شاهد شخص ما الطائرة وهي تُحلق، فيبدو أنها تُحلق فوق المياه الدولية.

بعد ذلك، ستهبط الطائرة الغاطسة على سطح الماء باستخدام عوامات قابلة للنفخ. سيتم بعد ذلك تفريغ هذه العوامات القابلة للنفخ، فيما سيتم ملء خزانات الغمر بها، التي تمكن الغواصة الطائرة من الغطس تحت الماء، بحيث يمكنها التسلل ودخول المياه الإقليمية للبلد المستهدف دون أن يتم رصدها.

تحت سطح الماء، ستستخدم الغواصة الطائرة جراب دفع تحت الماء، يتكون من محرك كهربائي لدفعها للأمام ومجموعة من اتجاه المحرك وأسطح التحكم في الملاحة لتنفيذ المناورات اللازمة.

ستتحرك الغواصة الطائرة بالقرب من الشاطيء وهي مغمورة بالكامل وتنشر القوات الخاصة التي تحملها عبر فتحاتها؛ حيث يصلون إلى الشاطيء باستخدام الدراجات البخارية الغاطسة أو السباحة، ويقومون بعمليات سرية في أراضي العدو.

بعد الإنتهاء من العملية، ستعود قوات العمليات الخاصة إلى الماء، وتسبح مرة أخرى إلى الغواصة الطائرة المغمورة تحت الماء، ثم تعود إلى المياه الدولية قبل الصعود إلى السطح. بعد الصعود إلى السطح، سيتم ملء العوامات القابلة للنفخ، وستُقلع الغواصة طائرة مرة أخرى.

اختبرت “البحرية الأميركية” نموذجًا مصغرًا؛ وخلصت في تقريرها إلى أنه: “يمكن إنشاء مفهوم الغواصة الطائرة بشكل مجدٍ باستخدام التكنولوجيا والمواد الحالية” لتصميم وبناء عمليات خاصة حقيقية للغواصات الطائرة.

من يفوز بسباق الغواصات الطائرة ؟

ومع ذلك؛ لا يوجد شيء آخر في المجال العام غير دراسة الجدوى هذه؛ لذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت “البحرية الأميركية” قد تابعت أي تطوير إضافي لمفهوم الطائرات الغاطسة أم أسقطتها في النهاية.

ومع اهتمام الصينيين بمفهوم الغواصة الطائرة، فإن “الولايات المتحدة” قد تُعطي اهتمامًا كبيرًا بها؛ لأنها لا تُريد أن تتأخر في هذا السباق، مثلما حدث في عملية تطوير الصواريخ فرط الصوتية؛ التي تأخرت فيها عن “الصين وروسيا”.

ويُعطي الصينيون أولوية خاصة لمفهوم الغواصة الطائرة القتالية في إطار جهودهم المحمومة للتصدي لأسطول حاملات الطائرات الأميركية الكبير، عكس الأميركيين الذين يُريدون استخدام الغواصة الطائرة كوسيلة لنقل القوات الخاصة، وإذا لم يكن الأميركيون قد حققوا تقدمًا سريًا في الأبحاث حول الغواصات الطائرة القتالية فإن هذا قد يكون في صالح “الصين”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة