23 يوليو، 2025 12:17 م

تفضح نواياه .. “وثيقة الصدر” خرجت من “قُم” الإيرانية لتفرض أبويته على انتفاضة العراق !

تفضح نواياه .. “وثيقة الصدر” خرجت من “قُم” الإيرانية لتفرض أبويته على انتفاضة العراق !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن الصدام بين المحتجين و(التيار الصدري) لن يتوقف، وذلك بسبب تصميم زعيمه، “مقتدى الصدر”، على فرض سلطته للتحكم في سير عملية الاحتجاج وتوجيه المحتجين حسب أوامره، فبعد ما اتفق ناشطون بارزون في الاحتجاجات الشعبية في العاصمة العراقية، “بغداد”، وبعض المحافظات، مع ممثل عن (التيار الصدري) على التهدئة، بعد أيام من الصدامات بين الطرفين، أصدر زعيم (التيار الصدري)، السبت الماضي، وثيقة من مدينة “قُم” الإيرانية تتكون 18 نقطة، بالتزامن مع انتقادات وجهت لأنصاره، أطلق عليها اسم “ميثاق الإصلاح”.

هذه الوثيقة قوبلت بالهجوم من قِبل الناشطين العراقيين، حيث دعا المتظاهرين إلى عدم التدخل في “أمور سياسية”.

ونشر “الصدر” وثيقة أسماها، “ميثاق ثورة الإصلاح”، موجهًا المتظاهرين في الحراك العراقي، بإتباعها، بهدف إصلاح الوضع في “العراق”.

مطالب الوثيقة..

وشملت الوثيقة 18 نقطة، أبرزها الاستمرار على سلمية المظاهرات، وعدم تسييس المظاهرات لجهات داخلية أو خارجية، وهو ما اعتبره الناشطين، “نفاقًا”، لأن الوثيقة نفسها تُعتبر تسييسًا للمظاهرات.

وطالب “الصدر”، في الوثيقة؛ بعدم تدخل المتظاهرين في أمور سياسية، ورفض بعض السياسات، وعدم  التدخل في تشكيل الحكومة المؤقتة، وهو ما يُحرم المتظاهرين من مطالبهم الرئيسة، خلال الأشهر الماضية.

وأكد الميثاق، على الاستمرار بسلمية المظاهرات، و”عدم منع الدوام في المدارس كافة وأما الجامعات وما يعادلها فيكون اختياريًا”، فضلًا عن: “إخلاء مناطق الاحتجاج من أي مظاهر للتسليح”.

وشدد زعيم (التيار الصدري)، في ميثاقه؛ على: “توحيد المطالب وكتابتها بصورة موحدة لجميع تظاهرات العراق، والعمل على تشكيل لجان من داخل التظاهرات من أجل المطالبة بالإفراج عن المعتقلين والمختطفين والتحقيق الجدي في قضية شهداء الإصلاح الذين سقطوا خلال المظاهرات، والعمل على إيجاد ناطق رسمي للمظاهرات”.

وطالب: بـ”مراعاة القواعد الشرعية والاجتماعية للبلد قدر الإمكان؛ وعدم إختلاط الجنسين في خيام الاعتصام وإخلاء أماكن الاحتجاجات من المسكرات الممنوعة والمخدرات وما شاكلها”، و”تحديد أماكن التظاهر”؛ بموافقات رسمية وبالتنسيق مع القوات الأمنية.

ومن بين النقاط الواردة في الميثاق: “عدم تدخل المتظاهرين في أمور سياسية ثانوية كالتعيينات ورفض بعض السياسات من هنا وهناك، فلذلك جهات خاصة تقوم بها فضلًا عن غيرها، وعدم زج الثوار في تشكيل الحكومة المؤقتة.. ففيه تشويه لسمعة الثورة الإصلاحية، وإعطاء أهمية لتجمع طلبة الجامعات ففيه نصرة للإصلاح وعدم التعدي عليهم أو مضايقتهم ما داموا سلميين. والاستمرار بذلك إلى حين إجراء الانتخابات المبكرة”.

انتقادات وسخرية..

وأصبحت الوثيقة المصدر الأول لانتقادات المتظاهرين، خلال يومي السبت والأحد، وانتشرت صور لمتظاهرين متنكرين على هيئة نساء، ومتظاهرات بشوارب لاصقة، للتعبير على سخريتهم من بند “عدم الإختلاط”.

وحلت “القبعات البيضاء” محل “الزرقاء”، التي انسحبت من ساحات التظاهرات في “العراق”، وبدأ المتظاهرون بنصب خيام جديدة في “النجف والبصرة وبغداد وذي قار والواسط وكربلاء”، بدلاً من الخيم التي أحرقتها ميليشيات “القبعات الزرقاء”، وميليشيات الحشد الأخرى، التابعة لـ”إيران”، خلال الأيام الأخيرة ، التي هاجمت فيها المتظاهرين، بهدف إنهاء الاحتجاجات.

ومع غلق الدوائر الحكومية والجامعات، صباح أمس، وصل تجمع الطلاب المعروفين باسم “أصحاب القبعاء البيضاء”، إلى “نفق الأحرار”، وصولاً إلى “ساحة التحرير”، وسط “بغداد”، مرددين شعار: “نريد وطنًا”. كما توافد المئات من الطلاب نحو “ساحة الحبوبي” في مدينة “الناصرية”، وخرجوا بتظاهرات ومسيرات احتجاجية، جددوا خلالها رفضهم تكليف “محمد علاوي” تشكيل الحكومة.

رفض كلي للوثيقة واتهام بتعمدهم الوقيعة بين المتظاهرين والقوات الأمنية..

وأعلن المتظاهرون رفضهم كلية مبادرة “الصدر”، فيما اتهموا عددًا من أتباعه بإفتعال إعتداءات ضد القوات الأمنية للوقيعة بينها وبين المتظاهرين، لدفعها إلى مهاجمتهم بذريعة استخدامهم للأسلحة ضدها. وأثيرت هذه المخاوف، إثر إعلان قيادة عمليات “بغداد”، عن تعرض القوات الأمنية لإطلاق نار مباشر في “ساحة الوثبة”؛ وسط العاصمة.

وقالت القيادة، في بيان؛ إنه: “بالوقت الذي تؤدي قواتنا الأمنية واجباتها في حماية المتظاهرين، وتأمين مناطق التظاهر، تكرر في الأيام الأخيرة مهاجمتها بالقنابل الهجومية لثلاث مرات على التوالي، وحصول إطلاق نار مباشر عليها، من سلاح مسدس وسط بغداد”.

لا تنطبق على الثوار..

وتوالت التعليقات الساخرة والرافضة لتلك الوثيقة، فكتب الناشط، “محمد مجيد الأحوازي”، على حسابه بـ (تويتر): “بيان مقتدى الصدر مهزلة، خذ هذه النقطة، يقول: يجب أن لا يتم تسييس المظاهرات ولا تتحكم أي جهة حزبية بالمظاهرات، طيب وشنو دور جماعتك عندما احتلوا الساحات والمطعم التركي وقتلوا المتظاهرين في النجف ؟”.

وانتشر وسم: (وثيقة الصدر مرفوضة)، على موقع (تويتر)، والذي استخدمه العراقيين اعتراضًا على ما جاء في وثيقة “مقتدى الصدر”.

وكتب أحد الناشطين: “بنود الوثيقة لا تنطبق على الثوار الأحرار؛ بل تنطبق على أتباعه القتلة والخارقين للقانون”.

يريد إبقاء سلطته الأبوية على المتظاهرين..

فيما يرى “مهند البغدادي”، ناشط في “بغداد”، أن: “الصدر يريد أن يبقي سلطته الأبوية على التظاهرات”، مؤكدًا على أن ما حدث في الأسبوعين الماضيين “أثبت للصدر وأنصاره أن التظاهرات لن تقف عندهم”.

وبالفعل خاض المتظاهرون، منذ نهاية كانون ثان/يناير الماضي، الاحتجاجات بمفردهم (دون الصدريين)، بعد “الحياد المؤقت”؛ الذي أعلنه “الصدر” تجاه الاحتجاجات، ثم الانقلاب على الساحات.

انقلاب صدري منذ تكليف “علاوي” !

وظهر انقلاب “الصدر”، واضحًا في مطلع شباط/فبراير الحالي، (ليلة تكليف علاوي)، فيما بدأت أذرعه، (سرايا السلام، والقبعات الزرق)، محاولات فض الاعتصامات.

ويُعلق الناشط البغدادي على شروط “الصدر” الأخيرة؛ قائلًا: “مقتدى الصدر يريد إفراغ التظاهرات من محتواها، مرة من خلال العنف ومرة أخرى عن طريق المفاوضات والشروط”، لافتًا إلى أن وثيقة الإصلاح “تسري على أنصاره، ولسنا معنيين بها”.

يُغرد من “قُم”..

من جهته؛ يقول “أحمد المالكي”، أحد الناشطين في “البصرة”؛ أن: “التغريدات تأتي من قُم، ونحن لا يمكن أن نثق برسائل موجهة من إيران”، في إشارة إلى الغموض في استمرار تواجد “الصدر”، في “إيران”، رغم مواقفه السابقة، والمعروفة بانتقاد تدخلات “طهران” في الشأن العراقي.

وكانت مجموعة تُطلق على نفسها “أبناء التيار”، طالبت “الصدر” بعد تصاعد الشكوك إزاء المواقف “المتناقضة” لزعيم (التيار الصدري) من الاحتجاجات، بالظهور علانية، بعد تسرب أنباء عن “وفاة الصدر” في “طهران”.

تفضح نوايا “الصدر”..

ويستغرب الناشط البصري، “أحمد المالكي”، رفض زعيم (التيار الصدري)، تدخل المتظاهرين في تشكيل الحكومة. ويقول: “خرج المتظاهرون ضد الحكومة وضد النظام السياسي، فكيف إذاً لا نتدخل في تشكيل صورة النظام الجديد ؟!”.

ويعتقد “المالكي”، وناشطون آخرون، أن شرط عدم التدخل بتشكيل الحكومة، فضح نوايا “الصدر”، وراء نشر “القبعات الزرق”، ثم سحبهم وإصدار “ميثاق الإصلاح”، وهو تمرير مرشحه، “محمد توفيق علاوي”.

وتأتي وثيقة “مقتدى الصدر”، “الإصلاحية”، بعد أسابيع من التصعيد، حيث أقتحم أنصار (التيار الصدري)، الذين باتوا يرتدون “قبعات زرقاء”، ساحات الاعتصام في “النجف” و”كربلاء”، وأطلقوا النار بكثافة على المتظاهرين.

وقُتل، جراء الهجوم؛ قرابة 10 متظاهرين في “النجف”، بينما جُرح أكثر من 100، في ليلة دامية في المحافظات الجنوبية.

وسبق أن دعا زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، أنصاره إلى مساعدة قوات الأمن في فتح الطرق التي أغلقت على مدى أشهر من الاعتصامات والاحتجاجات، وطالب بعودة الحياة اليومية إلى طبيعتها، بعد تكليف، “محمد توفيق علاوي”، برئاسة الوزراء.

وتواصلت الاحتجاجات في “بغداد”؛ وعدد من المدن الجنوبية، مطلع الأسبوع، اعتراضًا على تكليف “علاوي” بتشكيل الحكومة، ومحاولة أنصار (التيار الصدري) إخلاء ساحات الاعتصام من المحتجين.

وقُتل 543 شخصًا على الأقل، منذ بداية التظاهرات المناهضة للسلطة في “العراق”، في الأول من تشرين أول/أكتوبر الماضي، بحسب ما أفادت “مفوضية حقوق الإنسان” الحكومية في أحدث تقرير لها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة