29 مارس، 2024 9:15 ص
Search
Close this search box.

“تفجير مانشستر” .. يحرج القادة الأوروبيين ويواجه إبتزاز بريطانيا للإتحاد

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – آية حسين علي :

عادت مشاعر السخط والحزن لتخيم على العالم من جديد بعد الاعتداء الوحشي على مسرح “مانشستر آرينا” بمدينة مانشستر البريطانية.

وللأسف ضرب الإرهاب أوروبا من جديد، وهو أمر تكرر كثيراً خلال السنوات الماضية، لكن هذا الاعتداء تسبب في مرارة أكبر لأنه كان موجهاً ضد أطفال ومراهقين.

ويبدو أن العنف المتصاعد من جانب الجماعات الإرهابية ليس له حدود.

وتسبب الحادث في مقتل 22 شخصاً، أغلبهم من صغار السن، وإصابة 60 آخرين، عقب قيام انتحاري بتفجير قنبلة منتصف ليل الإثنين الماضي، عند انتهاء حفل المطربة الأميركية الشهيرة “آريانا غراندي”.

وتمكن الإرهابي من اختيار الوقت والمكان المناسب لإحداث أكبر كم ممكن من الخسائر، وفقاً لما قالته رئيس الوزراء البريطانية، “تيريزا ماي”.

إبتزاز لبروكسيل..

نتذكر أن رئيس وزراء بريطانيا قامت بابتزاز بروكسيل بهدف الوصول إلى اتفاق يعود عليها بالنفع بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، فيما يطلق عليه “بريكسيت”.

وفي الوقت الذي كانت تهدد فيه بريطانيا بخفض التعاون مع دول الاتحاد الأوروبي في مجالات الأمن والدفاع ومحاربة الإرهاب، وقعت ضحية للإرهاب من جديد، ما يؤكد على ضرورة التكاتف والتعاون لمواجهة خطر “داعش”.

وكانت “ماي” قد ذكرت ضمنياً أنها ستخفض التعاون مع دول الاتحاد إذا لم تستطع التوصل إلى اتفاق اقتصادي مربح.

ويعتبر “تفجير مانشستر” درساً مهماً يجب على المسؤولين البريطانيين الاستفادة منه وإدراك ضرورة التنسيق والتعاون الأمني والاستخباراتي مع باقي الدول، ولا يمكن التسامح في هذه المراهنة التي تسببت في جلب الضرر للبريطانيين أنفسهم.

وأكد رئيس البرلمان الأوروبي، “أنطونيو تاغاني”، لصحيفة “الموندو” الإسبانية، أن “التنسيق ضد الإرهاب يعد أولوية أكبر من خروج بريطانيا من الاتحاد”.

مسرحاً لعمليات إرهابية..

كانت المملكة المتحدة مسرحاً للعديد من العمليات الإرهابية المفزعة، والأكثر فظاعة كان عام 2005 عندما قام تنظيم “القاعدة” بتنفيذ سلسلة هجمات ضد مجموعة من الحافلات ومترو لندن، مما أسفر عن مقتل 56 شخصاً.

كما ضرب الإرهاب بريطانيا مرة أخرى في آذار/مارس الماضي، حيث قتل أحد الجهاديين 5 أشخاص.

مخاوف من فشل سياسات الدمج..

لدى السلطات البريطانية مخاوف بشأن فشل سياسات دمج المهاجرين في المجتمع، إذ أن منفذ الهجوم مواطن بريطاني يدعى “سلمان العبيدي” (22 عاماً) ووالده كان مهاجراً ليبيًا وصل إلى بريطانيا في التسعينيات هارباً من الرئيس الليبي حينها، “معمر القذافي”.

ومثلما يحدث في دول أوروبية أخرى، تعيش كثير من الجاليات المسلمة ذات الأصول المهاجرة أوضاعاً سيئة ويظلون في عزلة حقيقية في ضواحي المدن الكبيرة ويعاني أفرادها من عدم المساواة والبطالة.

يشار إلى أن التطرف يزداد بسهولة في ظل وجود أزمة اقتصادية.

ويوجد حوالي واحد من بين كل 4 جهاديين انضموا إلى “داعش” في الشرق الأوسط، ينحدر من بريطانيا، وعاد منهم مئات إلى المملكة المتحدة، وهو ما يعتبر أسوأ أزمة لأجهزة المخابرات والشرطة.

“داعش” يحاول تعويض خسارته في العراق..

يذكر أنه بخلاف المناطق الأخرى التي ينفذ فيها الإرهابيون عملياتهم مثل تفجير مانشستر، يعتبر الغرب كله وخاصة أوروبا محط أنظار الجهاديين، الذين بدأوا حرباً دموية ضد مجموعة من القيم وأسلوب حياة يمقتونه.

ويواصل تنظيم “داعش” تقدمه في القارة العجوز، يتحرك بناء على رغبة جادة في الرد على الهجمات التي يتعرض لها في سوريا والعراق خاصة.

وفقد التنظيم خلال الشهور الأخيرة 45% من الأراضي العراقية التي كان يسيطر عليها بفضل قصف التحالف الدولي لها، لذا فهو يحاول إخفاء تراجعه بمضاعفة عملياته في الخارج.

وهذا هو الواقع المرير الذي نواجهه، وعلينا أن نعي أن الحرب ضد الإرهاب ستكون طويلة ومؤلمة، لكنها تتطلب أولاً مضاعفة التنسيق الدولي.

الاستفادة من الأخطاء..

بالنسبة للوضع في أوروبا، فإنه يجب على دول الاتحاد الأوروبي الـ28 التحالف فيما بينها وتعزيز التنسيق بين أجهزة الاستخبارات والشرطة.

وهناك تقدم ملحوظ يتجلى في الاستفادة من اكتشاف الثغرات بعد وقوع العمليات، ما جعل السلطات تعزز عملية تبادل المعلومات وتسهيل التعاون الشرطي والقضائي والمخابراتي، بالإضافة إلى زيادة دقة أنظمة الوقاية والمكافحة على شبكات الإنترنت التي تعتبر المناخ الأساسي لتجنيد الإرهابيين.

ولا توجد وسيلة أخرى لمحاربة “داعش” ويحب علينا اليوم التأكيد على ذلك.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب