20 أبريل، 2024 9:26 ص
Search
Close this search box.

تفجيرات طهران تفتح ملف مسكوت عنه .. السلفيين ينتشرون بثقة في “كردستان إيران”

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – محمد بناية :

منذ أيام قليلة صُدمت “إيران” والعالم بهجومين إرهابيين متزامنين على طهران. وقد أسفرت هذه الهجمات التي استغرقت خمس ساعات عن مقتل 12 إيرانياً وإصابة أكثر من 42 آخرين. وبعد ساعات كشفت وزارة الداخلية عن هوية العناصر الإرهابية التي نفذت الهجوم وأنهم يحملون الجنسية الإيرانية. وفي الفيديو الذي بثته جماعة “داعش” الإرهابية كان الإرهابيون يتحدثوا العربية، وكان واضحاً من اللهجة أنهم ليسوا عرباً وإنما تعلموا العربية.. فأين تعلموها ؟.. وكيف انضموا إلى تنظيم “داعش” ؟.. وفي أي المناطق الإيرانية يمكن تجنيد عناصر التنظيم ؟

فتش عن “كردستان إيران”..

كل الانظار اتجهت إلى “كردستان إيران”، باعتبارها ملاذاً آمناً ذو قابلية لنمو الجماعات الإرهابية. حيث تنشط داخل هذه المنطقة الميول الطالبانية الكردية ذات الصبغة السلفية المتشددة والتكفيرية. بعبارة أخرى تمثل “كردستان إيران ملاذاً آمنا للفكر المنحط والخطير ونمو الجماعات المذهبية المناوئة للشيعة بسبب فشل سياسات الحكومة والنظام”. بحسب ما اورده موقع “راهك” الإيراني.

لمزيد من التعمق والاطلاع وبيان مدى خطورة المسألة، أعاد موقع “راهك” الإيراني، والمعني بنقد الكتب وتعريفها، نشر تقرير مفصل عن القضية كان قد نُشر عام 2014 في مجلة “الاستراتيجية” الإيرانية، ذات الانتشار المحلي وتديرها وزراة الداخلية الإيرانية بشكل مباشر، وقد اعتمد التقرير على دراسة “الجماعات السلفية في كردستان” للباحث “فريدون أميري”، لنيل درجة الماجستير بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة “تربيت مدرس”، وهذه الدراسة في حد ذاتها تكشف عن النمو السريع لذلك التيار التكفيري في “كردستان”.

أسئلة كاشفة لمدى تهديد الأمن القومي الإيراني..

يؤكد الباحث الإيراني في مقدمة دراسته العلمية على انه: “ينمو منذ سنوات التيار السلفي بقراءته المتطرفة للدين الإسلامي في المناطق ذات الكثافة السنية والكردية من إيران لا سيما كردستان إيران. ولقد كانت التطورات العقائدية والفكرية وكذلك الإحداث الأمنية والمذهبية في محافظة “كردستان إيران” سبباً في إبراز أهمية هذا الموضوع. ولذا وبناءً على أهمية الموضوع، عملت في هذا البحث على دراسة “السلفية وتأثيرها على الأمن القومي للجمهورية الإيرانية – كردستان نموذجاً”، وتهدف الرسالة إلى الإجابة على الأسئلة التالية:

1 – ما هو تأثير انتشار السلفية في محافظة كردستان على الأمن القومي للجمهورية الإيرانية ؟

2 – ما هي الجماعات السلفية الناشطة وأسباب انتشار السلفية في كردستان إيران ؟

3 – ما هي سبل مكافحة انتشار السلفية في كردستان إيران ؟

“وقد بدأت بدراسة الكليات، مستخدماً منهج التحليل الكيفي للمحتوى، وبالتالي وللوصول إلى إجابات بدأت في الفصل الأول بتقديم الأطر النظرية استناداً إلى الرؤى النظرية المتعلقة بالسلفية والأمن والأمن القومي. وعرضت في الفصل الثاني للمفاهيم والنظريات المتعلقة بالأمن والسلفية. بينما عرجت في الفصل الثالث على آراء وأفكار السلفية، وتوضيح هذا المفهوم بشكل أوسع، وعرض المبادئ الفكرية للسلفية، والجذور التاريخية وكيفية بلورة هذا الفكر والشخصيات المؤثرة في هذه العملية. وخصصت الفصل الرابع لدراسة كيفية دخول الإسلام إلى المناطق الكردية وكردستان إيران، وكذلك المذاهب والفرقة المذهبية الناشطة في المحافظة، والمجالات الاجتماعية والثقافية لتشكل التيار السلفي في كردستان، فضلاً عن تفصيل القول في الخصائص التاريخية للأكراد. وبعد توضيح كيفية تشكل السلفية في كردستان إيران، ناقشت في الفصل الخامس تأثير انتشار هذا الفكر على الأمن القومي الإيراني”.

ويخلص الباحث في نهاية دراسته إلى إن “التيار السلفي باعتباره تياراً متماسكاً في كردستان إيران، ذو سوابق تاريخية ليست طويلة، وإنما نشأ هذا التيار نتيجة الظروف الخاصة التي شهدتها العقود الأخيرة. كما لعبت العوامل الداخلية والخارجية دوراً مؤثراً في نمو هذا التيار. ورواج الفكر السلفي في كردستان يهدد الأمن القومي الإيراني”.

الفكر السلفي ينتشر عبر جيل كامل من رجال الدين السني..

حذر خبراء وزارة الداخلية الإيرانية، في تقرير مجلة “الاستراتيجية” الإيرانية، من تبليغ وانتشار الفكر السلفي “عبر العشرات من رجال الدين والطلبة” في مناطق كردستان إيران. وتطرق التقرير إلى نمو جيل جديد من رجال الدين يفتقر إلى التسامح بعكس رجال الدين التقليدين، ويصرفون اهتمامهم بالكامل إلى نشر الفكر السلفي بين الناس، وقد نجحت جهودهم إلى حد ما خاصة في مناطق “سرپل ذهاب وأرومیه و جوانرود”. والسؤال الآن “هل يقرأ أحد مثل هذه التقارير ؟.. أو هل تُنشر ويتم أرشفتها ؟”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب