28 مارس، 2024 9:10 م
Search
Close this search box.

تفاؤل “طهران” يقل .. “الاتفاق النووي” لن يعود إلى نقطة الصفر !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

في النهاية أقتنع “دونالد ترامب” أن البقاء في السلطة لا يكون بالقوة، ولذلك ابتدأ ملف انتقال السلطة، ويرقب العالم حاليًا إنطلاق عهد، “جو بايدن”، والتطورات المحتملة.

وإنطلاقًا من كشف الأخير النقاب عن بعض الخيارات المرشحة لإدارته مثل “وزارة الخارجية”، يبدو أن “بايدن” لا يعتزم تضييع الوقت ويريد البدء في أسرع وقت ممكن، بل يخوض أحيانًا في قضايا السياسة الخارجية.

وقد تسببت نوعية هذه القضايا في تفاؤل البعض بـ”الجمهورية الإيرانية”؛ في إمكانية حدوث تطور خلال الأشهر المقبلة، حتى قبل إنقضاء فترة “حسن روحاني” الرئاسية. بحسب صحيفة (خراسان) الإيرانية.

بالتوازي إزدادت وتيرة المباحثات حول مصير “الاتفاق النووي”، بحيث يدلي مختلف المسؤولين الإيرانيين والغربيين، على السواء، بتصريحات جديدة في هذا الصدد، آخرها تعبير “محمود واعظي”، رئيس ديوان رئيس الجمهورية؛ وأحد المقربين من الرئيس، “حسن روحاني”، عن عدم التفاؤل بالإدارة الأميركية الجديدة، وقال تعليقًا على الشروط الإيرانية للعودة الأميركية لـ”الاتفاق النووي” مجددًا: “لا نريد أن نجلس والحديث عن بنود الاتفاق النووي، لو يعودون إلى ما تم الاتفاق عليه، بتاريخ 20 كانون ثان/يناير 2017م، فإننا على استعداد للعودة. لكننا لا يجب أن نتعامل مع المسألة على نحو ينتهي ببدء سلسلة من المحادثات الجديدة عن الاتفاق النووي. لقد سبق وأجرينا هذه المفاوضات وانتهينا إلى إطار واضح. وعودة الولايات المتحدة للإلتزام بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، واحترام إلتزام الدول المشاركة في الاتفاق بتعهداتها هو أهم شروطنا”.

إيطاليا: نعمل على إحياء تنفيذ الاتفاق النووي..

من جهة أخرى؛ يُسمع صوت جديد من “أوروبا”، حيث صرح “لوييغي دي مايو”، وزير الخارجية الإيطالية، في افتتاح أحد المؤتمرات: “إيطاليا تطلب إلى إيران التعامل على نحو مسؤول، حيال الاتفاق النووي، ريثما ننتظر إجراء الإدارة الأميركية الجديدة”.

وأضاف: “تعتزم إيطاليا والشركاء الأوروبيون إحياء تنفيذ الاتفاق النووي”.

في غضون ذلك، تطرق “ويندي شيرمن”، مسؤول رفيع المستوى ضمن الفريق الأميركي في مفاوضات “الاتفاق النووي”، للحديث عن العقبات التي تحول دون إحياء “الاتفاق النووي”. وفي معرض إجابته عن سؤال: هل من فرصة لإدارة (بايدن) للعودة لـ”الاتفاق النووي”؛ مع الأخذ في الاعتبار لانسحاب إدارة “ترامب” من الاتفاق ؟.. قال: “لا شك مطلقًا أن الاتفاق النووي حاليًا قد اختلف عما كان عليه أثناء انسحابنا، لكن كل الإجراءات التي اتخذتها إيران تمتاز بقابلية الرجوع عنها. وكان الرئيس المنتخب قد أعلن إمكانية عودة إدارته للاتفاق النووي مجددًا؛ حال إلتزمت إيران بتنفيذ تعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق بشكل كامل. وهذه المسألة ليست بهذه السهولة”.

وأكد “شيرمن” أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية قد تُزيد من تعقيد إمكانية العودة لـ”الاتفاق النووي”، وهو ما يحتاج إلى المزيد من الإجراءات والمساعي.

أطر “آشتون” الثلاثية..

الملاحظة الجديرة بالاهتمام في دراسة موقف الدول الأوروبية، هي الأطر التي وضعتها مؤخرًا، “كاثرين آشتون”، مسؤول السياسة الخارجية بـ”الاتحاد الأوروبي” سابقًا، على إدارة “جو بايدن”، للمشاركة في المباحثات النووية.

الإطار الأول: تجميع فريق مباحثات.. تقول “آشتون”؛ في هذا الصدد: “يتعين على، بايدن، إقناع الاتحاد الأوروبي ومجموعة (5+1)، بالتجمع مجددًا. وإجراء حوارات خاصة مع قيادات هذه الدول؛ وأن يطلب إليهم تبادل لقاء وزراء خارجيتهم مع وزير الخارجية الأميركي الجديد، لاتخاذ قرار بشأن من يقود المباحثات. وبالنظر إلى موقف، بايدن، المعلن، لا يبدو أنه يعارض ذلك، وسوف يطوي سريعًا مسار اجتماع الولايات المتحدة مع أطراف الاتفاق النووي الأخرى”.

الإطار الثاني: التعامل مع الاتفاق النووي باعتباره الاتفاق الأول وليس الأخير.. تقول: “اتفاق العام 2015م، لم يكن مطلقًا نقطة نهاية المفاوضات. لقد طرح هذا الاتفاق مشكلة كبيرة تتعلق بتخصيب (اليورانيوم) الإيراني، وقد حقق نجاحًا نسبيًا في هذا الصدد. وكانت إيران ملتزمة بتعهداتها حتى انسحاب إدارة ترامب، من الاتفاق. ولقد وقفنا جميعًا على الكثير من القضايا الأخرى التي وجب وقفها؛ مثل برنامج الصواريخ (الباليستية)، لكن كان علينا التخلص أولاً من العقبة التي تقبع خلف باب المفاوضات للمضي قدمًا في حل باقي المشكلات”.

الإطار الثالث: “وضع أسس قوية للاتفاق النووي.. وهذا المقترح مفيد بالحقيقة، بحيث لا يتضرر الاتفاق النووي مرة أخرى، إذ ربما نشهد الظاهرة (الترامبية) مجددًا بعد أربع سنوات واحتمالات غياب بايدن.

ويبدو أن الدور الأوروبي لن يكون محددًا كما في السابق، وسوف يؤثر تماهي أوروبا من عدمه مع الولايات المتحدة على “الاتفاق النووي”. لكن هذا لا يقلل من وجهة وموقف النظام الإيراني.

ومن السذاجة أن نتصور عودة الولايات المتحدة إلى “الاتفاق النووي” دون قيد أو شرط. والخيار الأكثر منطقية أن نقبل بـ”اتفاق نووي” يختلف عن اتفاق، “باراك أوباما”. علمًا أنه بمجرد إنطلاق المفاوضات سيتم التطرق إلى القضايا الصاروخية، والإقليمية وحقوق الإنسان.

وتماهي أوروبا مع “بايدن”، في هذا الصدد، يمنح الولايات المتحدة أداة لم يكن يملكها “بايدن”، وفي هذا الصدد تتبلور أهمية الموقف الإيراني أكثر من أي وقت مضى.

وقبل يومين؛ أكد المرشد الإيراني، بشكل صريح، أن إيران لن تتفاوض مطلقًا مع الأطراف الغربية بشأن الصواريخ والموقف الإقليمي. وهنا تتضح مجددًا أهمية الدور الأوروبي. وكانت القارة الخضراء قد أدعت مرارًاً دعم الموقف الإيراني والعمل لاتخاذ خطوات جادة تتعلق بتنفيذ بنود “الاتفاق النووي”، والآن يتعين عليهم إثبات إذا ما كانوا سيلتزمون أو يهددون مصالحهم بالعودة للحضن الأميركي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب