25 أبريل، 2024 3:52 م
Search
Close this search box.

تغيير قواعد اللعبة .. لغة التهديدات بين كوريا الشمالية وأميركا تتصاعد لدرجة “الهيدروجينية” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يوماً بعد يوم والحرب المشتعلة بين الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية يزداد أوارها.. ففي الوقت الذي وصف فيه “دونالد ترامب” كيم جونغ أون بـ”المجنون”، أعلن الأخير أنه سيلقن “المختل عقلياً في الولايات المتحدة درساً بالنار”. وفي نفس الوقت، أعلن وزير الخارجية الكوري الشمالي عن إمكانية إجراء تجربة قنبلة هيدروجينية في المحيط الهادئ.

ويأتي التصعيد الجديد، بعد أيام على خطاب “ترامب” أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث وصف كيم بـ”رجل الصاروخ”، وهدد كوريا الشمالية بـ”تدمير كامل”. وقبل ذلك ببضع ساعات، شن الزعيم الكوري الشمالي هجوماً شخصياً على الرئيس الأميركي. وقال وفق ما جاء في خبر نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية: “ترامب أهانني وأهان بلادي أمام أعين العالم بأسره، وقام بأشرس إعلان للحرب في التاريخ”، مضيفاً أن كلمة “ترامب” أمام الأمم المتحدة “ترهات فظة لا سابق لها”. وأضاف كيم: “سألقن المختل عقلياً في الولايات المتحدة درساً بالنار”.

قلق بسبب تبادل الاتهامات..

أعرب الكرملين عن “القلق الشديد” إزاء تصعيد التوتّر وتبادل “التهديدات” بين البلدين، كذلك طلبت الصين وقف الاستفزازات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

تخطط لتفجير قنبلة هيدروجينية..

جاء ذلك فيما صرّح وزير خارجية كوريا الشمالية أمام الصحافيين، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن بيونغ يانغ باتت بوسعها التخطيط لتفجير قنبلة هيدروجينية خارج أراضيها، قائلاً: “أعتقد أنه من الممكن أن تجري تجربة لقنبلة هيدروجينية على مستوى غير مسبوق، ربما فوق المحيط الهادئ”، مشيراً إلى أن “هذا قرار يعود إلى قائدنا، لذلك لست أعرف فعلاً”.

أمر حتمي..

قال “ري يونغ هو” إن إطلاق صواريخ كوريا الشمالية على البر الأميركي الرئيس “أمر حتمي”، مضيفاً: “الآن أخيراً لا نبعد سوى خطوات قليلة عن البوابة النهائية لاستكمال قوة الدولة النووية”.

مشيراً إلى أن “انتظار أي فرصة كي تتزحزح جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية ولو شبر واحد أو تغير موقفها بسبب فرض القوى المعادية عقوبات أشد ليس سوى أمل بعيد”.

موضحاً “ري” إن هدف بيونغ يانغ النهائي هو تحقيق “توازن في القوة مع الولايات المتحدة”، وأضاف أن “ترامب” نفسه في “مهمة انتحارية”، وذلك رداً على قول الرئيس الأميركي أن “كيم” في “مهمة انتحارية”.

عقوبات أميركية..

التصريحات النارية الصادرة عن المسؤولين في كوريا الشمالية، تأتي غداة توقيع “ترامب” أمراً تنفيذياً يجيز فرض عقوبات على “أفراد وشركات تمول وتسهل التجارة مع كوريا الشمالية”، في عدة مجالات، منها البناء والطاقة والنسيج.

ورداً على تصريحات وزير خارجية كوريا الشمالية، أكدت الإدارة الأميركية أنه في حال قيام كوريا الشمالية بتجربة قنبلة هيدروجينية في مياه المحيط الهادئ “ستتغير قواعد اللعبة”، واصفة ذلك بـ”عمل عدواني غير مسبوق ضد العالم برمته”.

عمل عدواني غير مسبوق..

قالت القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، “سيوزن تورنتن”: “إن إجراء كوريا الشمالية مثل هذا التفجير سيكون عملاً عدوانياً غير مسبوق بحق المجتمع الدولي كله، وستتطلب هذه الخطوة رداً دولياً حاسماً”.

وامتنعت “تورنتن” عن تقديم أي توقعات بخصوص أسلوب التعامل الأميركي المحتمل مع هذه التجربة، إلا أنها أكدت على أن الولايات المتحدة مستعدة للرد الكامل على وقوع تهديدات جديدة بالنسبة إليها أو حلفائها.

يغير قواعد اللعبة..

بدوره، قال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية: “هناك تبجح معين (من قبل بيونغ يانغ) يجب أخذه بعين الاعتبار عند التعامل مع كوريا الشمالية، لكن علينا أن نأخذ ذلك على محمل الجد على نحو ما”.

مشيراً إلى أن هناك تساؤلات عما إذا كانت لدى كوريا الشمالية فعلاً قدرات كافية لإجراء مثل هذه التجربة، لكنه أحجم عن تحديد كيف سترد الولايات المتحدة على ذلك.

ولفت المسؤول إلى أن اختبار قنبلة هيدروجينية في المحيط الهادئ “سيكون عاملاً يغير قواعد اللعبة على نحو ما”، مضيفاً مع ذلك: “لكنني لا أعتقد أن علينا إضفاء كثير من المصداقية على الأمر في الوقت الراهن”.

غير مقبول..

كما قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، “يوشيهيدي سوغا”، إن تصريحات كوريا الشمالية وسلوكها “غير مقبول على الإطلاق” ويستفز الأمن الإقليمي والدولي.

تصعيد جديد..

من جانبها، أدانت الحكومة الألمانية تهديدات كوريا الشمالية، بتفجير قنبلة هيدروجينية فوق المحيط الهادئ، قائلاً المتحدث باسم الحكومة الألمانية، “شتيفن زايبرت”، أن “المجتمع الدولي اتفق لأسباب وجيهة في ستينيات القرن الماضي على عدم تنفيذ أي اختبارات لأسلحة نووية في الجو بعد الآن. إذا تم انتهاك هذا الاتفاق الآن، سيكون بمثابة تصعيد جديد وفادح في سلوك كوريا الشمالية الذي يتسم حتى الآن بعدم المسؤولية” .

وأكد المتحدث على أن الاتحاد الأوروبي يقف على نحو موحد في وجه “الخروقات المستمرة للقانون الدولي” من قبل كوريا الشمالية، موضحاً أنه لا ينبغي أن يكون هناك سوى حلول دبلوماسية للأزمة، وقال: “بخلاف ذلك سيصل الأمر إلى كارثة”.

مضيفاً “زايبرت”: أن “هذا النزاع الذي يبدو بعيداً عنا جغرافياً، يمسنا على نحو قوي للغاية”، موضحاً أن ألمانيا مهتمة بالتوصل إلى موقف موحد للمجتمع الدولي في هذا الأمر، بما فيه روسيا والصين.

تجربة سابقة..

كانت بيونغ يانغ قد أجرت في 3 أيلول/سبتمبر 2017، سادس وأقوى تجربة نووية حتى اليوم، مؤكدة أنها كانت لقنبلة هيدروجينية يمكن تثبيتها على صاروخ.

ويقول موقع “38 نورث”، المتخصص التابع لجامعة “غونز هوبكنز” في واشنطن، إن التجربة النووية كانت بقوة 250 كيلوطن، أي أقوى بـ16 مرة من القنبلة الذرية التي دمرت هيروشيما العام 1945.

وتقوم القنبلة الهيدروجينية على مبدأ الانصهار النووي. وتطلق طاقة هائلة تفوق مستوى الحرارة والضغط داخل الشمس. وبانفجارها، تتوالى انفجارات كيميائية ونووية ونووية حرارية خلال وقت ضئيل جداً. وتؤدي قنبلة انشطارية أولى إلى ارتفاع شديد في الحرارة يتسبب بحصول الانصهار.

نتيجة التفجير..

يقدر خبراء ومنظمات وقوع تداعيات خطيرة للغاية لن تنتهي قريباً في حال نفذت كوريا الشمالية تهديدها الجديد بإجراء اختبار لقنبلة هيدروجينية فوق مياه المحيط الهادئ.

ويعتمد حجم الأضرار الناجمة على قوة القنبلة، والارتفاع الذي ستفجر فيه، واتجاه الرياح والمسافة عن المناطق المأهولة ونوعية المواد المستخدمة، وفق ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن منظمة حظر التجارب النووية.

محلل الفضاء في معهد السياسة الدولية الأسترالي، “موريس غونز”، قال إنه في حال حدوث التجربة النووية دون تحذير مسبق، فإن حركة الطيران قد تتأثر وربما تهوي طائرات في مياه المحيط بسبب فشل الأنظمة الإلكترونية التي تشغلها وحتى الأقمار الاصطناعية الموجودة في مدارات قريبة من الأرض يمكن أن تتأثر، مضيفاً أن التأثيرات البيئية على مياه المحيط وموارد الأسماك فيه ستكون خطيرة.

مضيفاً أنه يمكن أن يؤدي التعرض للإشعاعات النووية في مناطق خارج دائرة الانفجار المباشر إلى تشوهات خلقية في المواليد وزيادة خطورة الإصابة بالسرطان.

تجارب مدمرة..

كانت الولايات المتحدة قد أجرت 105 اختبارات نووية فوق أراضيها في المحيط الهادئ بين عامي 1946 و1963، وخصوصاً في جزر “مارشال”.

ولا تزال بعض الجزر المرجانية ملوثة بالإشعاعات النووية، ويعاني السكان منذ ذلك الوقت من زيادة العيوب الخلقية في المواليد وأمراض السرطان.

ولا تحدث هذه التأثيرات السابقة إلا في حال وقوع الانفجار النووي على ارتفاع يتراوح بين 38 – 400 كلم فوق سطح البحر، وفقاً للجنة اتحادية أميركية قامت بتقييم التهديد الناجم عن النبض الكهرومغناطيسي في انفجار نووي مفترض على البنية التحتية الأميركية.

وأوردت صحيفة “وول ستريت جورنال”، مثالاً على تداعيات خطيرة للتجارب النووية، ففي عام 1962 أجرت الولايات المتحدة تجربة نووية تحت اسم “نجم البحر”، فوق جزيرة “غونستون” في المحيط الهادئ على ارتفاع 1000 كلم، لكن التداعيات المدمرة وصلت إلى جزيرة “هاواي”، التي تبعد 3 آلاف كلم، وتسببت في انفجار أضواء الشوارع وتضررت مراكز الاتصالات السلكية واللاسلكية في الجزيرة.

وطبقاً لبعض الظروف، فإن الانفجار النووي أو الهيدروجيني قد يؤدي إلى انبعاث أشعة “غاما”، التي تؤدي إلى زيادة الحمل على الأجهزة الإلكترونية، مثل الراديوهات والحواسيب والشبكات المالية وأنظمة الملاحة وبالتالي تعطيلها.

لا تجد من يردعها..

رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، “مختار غباشي”، يقول إن كوريا الشمالية لم تجد من يردعها حتى الوقت الحالي، وهو ما يجعلها غير مجبرة على عدم تنفيذ تهديداتها بإجراء تجرية جديدة لقنبلة هيدروجينية.

مضيفاً “غباشي” أنه من الممكن أن تتخذ اليابان رد فعل عملي ضد كوريا الشمالية، متمثل في خطوة عسكرية، ولكنه سوف يكون تحت مظلة الأمم المتحدة والإدارة الأميركية، مشيرًا إلى أن طوكيو غير مسموح لها باتخاذ هذه الخطوة وحدها.

احتمالية التنفيذ ضعيفة..

من جانبه قال “جهاد عودة”، أستاذ العلاقات الدولية، إن هناك تشكك في تنفيذ “كيم جونغ أون” لقنبلة هيدروجينية في الأساس؛ نظرًا لأن قوتها تفوق قوة القنابل النووية.

وأوضح أن احتمالية تنفيذ كوريا الشمالية لقنبلة هيدروجينية ضعيف، مشيرًا إلى أنه في حال تمت هذه التجربة ضد بلد بعينها وليس في البحر أو الجو، يعني أن بيونغ يانغ تنقل الصراع لمستوى أعلى يستوجب الرد المباشر من أميركا واليابان.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب