تغيير في التكتيكات أم استغلالاً للسيناريو الأفغاني ؟ .. سر الظهور العلني لـ”داعش” الآن !

تغيير في التكتيكات أم استغلالاً للسيناريو الأفغاني ؟ .. سر الظهور العلني لـ”داعش” الآن !

وكالات – كتابات :

رغم الحملات المكثفة التي تشنها القوات العراقية، ضد فلول تنظيم (داعش) الإرهابي، إلا أن مسلحي التنظيم كثفوا من ظهورهم العلني في 03 محافظات شمالي البلاد.

وخلال الأسابيع الماضية، كثّف عناصر (داعش) من ظهورهم؛ في محافظتي: “كركوك وديالى”، وذكرت مصادر أن الأمر تكرر، وإن كان بصورة أقل؛ في محافظة “نينوى” المجاورة.

وأضافت المصادر أن مسلحي (داعش) ظهروا بأعداد غير معتادة في “نينوى”، وصلت في بعض المرات إلى أكثر من: 50 مسلحًا.

وشوهد عناصر (داعش) وهم يتنقلون بين منحدرات جبال “قره جوخ”، بالقرب من بلدتي: “كوير” و”مخمور”، شرق المحافظة.

في إعادة للسيناريو الأفغاني..

وشرح مسؤول في جهاز مكافحة الإرهاب، في “إقليم كُردستان العراق”، التوقعات التي توصلت إليها الأجهزة الأمنية، في الإقليم؛ بالتعاون مع الأجهزة المركزية في “بغداد”، بشأن (داعش).

وأوضح: “نعتقد إن التنظيم سوف يكثف من تحركاته، خلال الشهور الثلاثة القادمة من السنة،  في محاولة للإيحاء بأن السيناريو الأفغاني يُمكن أن يُستعاد مع خروج القوات الأميركية من العراق”.

وقال: “إن التنظيم سوف يُركز عملياته على ثلاثة مناطق رئيسة، هي الحزام الشمالي الشرقي من العاصمة، بغداد، إلى جانب المناطق المُتنازع عليها في محافظتي: كركوك ونينوى، مستفيدًا من الفراغ الأمني هناك، ومثيرًا للحساسيات الطائفية والقومية في تلك المنطقة”.

وأضاف المصدر الأمني: “لكن توقعاتنا تذهب إلى أن (داعش) سيُغير من نوعية مفارزه، (مجموعاته)، المهاجمة، التي كانت مقتصرة على ثلاثة إلى خمسة عناصر، لتُصبح بالعشرات، سعيًا وراء إحداث ضجة كبرى بعمليات إجرامية، خصوصًا أثناء قطع الطُرق ونصب حواجز  قرب الممرات الجبلية في هذه المناطق”.

شكاوى من سلوك التنظيم..

واستغل (داعش) غياب السكان عن بلدتي: “الكوير” و”مخمور”، جنوب شرق محافظة “نينوى”، من أجل إظهار مسلحيه.

وكان سكان البلدتين قد غادروهما أثناء الحرب على تنظيم (داعش)، عام 2017. كذلك فإن تلك البلدتين هي الأقرب لملاذات التنظيم في جبال “قره جوخ” القريبة، بعدما تمكنت الحملات العسكرية في جبال “حمرين”، جنوب محافظة “كركوك” من قطع الطريق على مقاتلي التنظيم وتنقلاتهم بين المنطقتين.

أبناء منطقتي: “الكوير” و”مخمور”؛ قالوا إنهم تعرضوا أكثر من مرة لعمليات تفتيش وابتزاز من مسلحي (داعش)، الذين يأخذون كل ما بحوزتهم من أموال ومجوهرات على الحواجز الفجائية التي ينصبونها ليلاً، حتى أن المواطنين صاروا يخشون التنقل ليلاً بين البلدتين ومدينتي: “الموصل” و”أربيل”.

الهجوم الكبير الذي نفذه التنظيم ضد قرية “الخطاب”، بناحية “القيارة”، جنوب شرق “نينوى”، مطلع أيلول/سبتمبر الجاري؛ لفتت الأنظار إلى التنظيم، فمسلحوه فخخوا مسبقًا كل الطرق التي تؤدي للقرية، لإعاقة وصول التعزيزات الأمنية إليها، وهاجموها من كل الجهات، حيث قتلوا وجرحوا أكثر من 11 شخصًا من سكان القرية، بما في ذلك مختار القرية.

المعلومات التي تسربت عن العملية؛ قالت إن المنفذ يُكنى: بـ”أبوحمودي”، وينحدر من محافظة “كركوك”، وإن عملية قرية “الخطاب”؛ كانت لأن سُكان القرية رفضوا تزويد مسلحي التنظيم بحاجاتهم اليومية، وأن التنظيم كان يرغب بتحويل الحادثة إلى نموذج لما قد يُلاقيه سكان القرى المجاورة في حال رفضهم مد التنظيم بحاجتهم اليومية، أو الإخبار عنهم.

تغييرات في تكتيكات التنظيم..

الباحث والخبير الأمني العراقي، “شميّل البرزنجي”، شرح التحولات التي أدخلها التنظيم (داعش) على تركيبته أثناء الشهور الأخيرة؛ في تلك المنطقة.

وقال: “تُشير معلومات الأجهزة الاستخباراتية؛ إلى أن أعداد مقاتلي التنظيم لم تزداد، خلال الشهور الماضية، وهي بضع مئات على الأكثر، لكن نوعية الهجمات وأهدافها هي التي اختلفت. فالتنظيم لم يُعد يستهدف العابرين بشكل عشوائي كما كان يفعل سابقًا، إذا صار يحرص على أن تكون هجماته مُخططة بدقة، خاصة من خلال تهيئة الأرضية وتوزيع المراقبين واستهداف التعزيزات الأمنية التي يُمكن أن تُستقدم”.

وأضاف أن أسلوب (داعش) يركز على شغل منطقة أو نقطة محتلة لأطول وقت، لإثبات الجدارة. لكن الأهم بالنسبة للتنظيم هو الظهور في أكثر من منطقة، لتشتيت تركيز الجيش والأجهزة الأمنية، التي خاضت: 700 حملة ضده، لكنها لم تنجح في القضاء المبرم عليه.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة