24 أبريل، 2024 4:54 م
Search
Close this search box.

تعيين “ريما بنت بندر” أول سفيرة سعودية في واشنطن .. إستراتيجية تحررية أم خطة لتجميل الصورة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

لا خلاف على أن “المملكة العربية السعودية” شهدت، خلال الفترة الماضية، تغييرات في سياساتها تجاه عدة أمور أبرزها حقوق المرأة، فبداية سمحت لهن بالمشاركة في “الأوليمبياد”، ثم منحتها فرصة طال انتظارها للحصول على رخصة لـ”قيادة السيارات” بحرية، واليوم تُعين “المملكة العربية السعودية” أول سفيرة إمرأة لها في “الولايات المتحدة”، هي؛ “ريما بنت بندر بن سلطان”، التي تُعد أول إمرأة سعودية تتولى منصبًا دبلوماسيًا رفيعًا في “واشنطن”، وتأتي “بنت بندر” خلفًا لنجل الملك السعودي، الأمير “خالد بن سلمان”، الذي عُين مؤخرًا نائبًا لوزير الدفاع.

ويشكك البعض في الأسباب التي دفعت المملكة إلى تغيير نظرتها إلى المرأة، أو على الأقل إظهار تغييرًا في التعامل معها، ويرى مراقبون للمشهد السعودي أن المملكة تستغل ملف حقوق المرأة لتحقيق أهداف خاصة بعيدة عن شؤون المرأة أو حصولها على حقوقها، وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية أن المملكة صارت تستخدم “النساء” من أجل تحسين صورتها أمام الدول الغربية، وبحسب (نيويورك تايمز)، يرى محللون أن المملكة تسعى من وراء تعيين الأميرة “بنت بندر”، سفيرة، إلى هدف أبعد من المسائل الإدارية في الحكومة وترغب في طوي الصفحة القديمة الملوثة مع “الولايات المتحدة”، وفتح صفحة جديدة.

وتزداد هذه الخطوة أهمية، خاصة عندما تُطل على غلاف تلك الصفحة الجديدة؛ السيدة التي أطلقت عليها مجلة (كوارتز) الأميركية لقب، “وجه حقوق المرأة في العائلة المالكة السعودية”.

بينما يرى فريق آخر أن أوضاع المرأة السعودية تشهد تغيرًا حقيقيًا، وصرح مؤسس مركز (آرابيا فونديشن) للدراسات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، “علي شهابي”، لموقع (إل كلومبيانو) الكولومبي، بأن تعيين “بنت بندر”، كأول سفيرة للمملكة، يُعتبر “مؤشرًا قويًا لإتجاه المملكة ناحية إدماج المرأة في الحكومة وفي القوى العاملة”، ومن جانبه، نفى الإعلامي اللبناني بقناة (العربية الحدث)؛ ما قيل حول علاقة تعيين “بنت بندر” بقضية مقتل الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، مؤكدًا على أن المملكة تسير وفقًا لإستراتيجية لتمكين المرأة وبدأت أولى خطواتها حتى قبل حادث الاغتيال، وأشار إلى أن الإعلام الغربي الذي يركز على مكانة المرأة السعودية؛ لم يشجع خطوة المملكة وإنما إتجه إلى التشكيك.

إبنة دبلوماسي محنك..

و”بنت بندر”، التي صُنفت ضمن أقوى 200 إمرأة عربية تأثيرًا في المجتمع، هي إبنة الأمير، “بندر بن سلطان”، ذلك الدبلوماسي المُحنك الذي تولى منصب السفير السعودي في “واشنطن” لمدة 22 عامًا، منذ 1983 حتى 2005، وصاحب أكبر مدة خدمة في العاصمة الأميركية، وكان مقربًا من الرئيس الأميركي الأسبق، “جورج بوش”، وعُرف عنه مناداته بالمساواة بين الجنسين، كما احتلت الأميرة، “ريما”، مناصب رفيعة في بلدها، سواءً على مستوى القطاع العام أو الخاص، مثل إدارة حملات لصالح “الهيئة العامة للرياضة” في المملكة.

ستارة للتغطية على الانتقادات..

ويمكن تفسير هذا التغير بشكل مختلف؛ بعيدًا عن كون المملكة تشهد عهد التغيرات، بحسب تصريحات ولي العهد الأمير، “محمد بن سلمان”، وأوضح الباحث في شؤون الشرق الأوسط بحامعة “ميلان”، “خوان سباستيان”، أن التغييرات التي شهدتها المملكة، خلال الفترة الأخيرة، ما هي إلا “ستارة من الدخان من أجل التغطية على الانتقادات التي وجهت للمملكة بعد مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، وما يقال حول الحرب في اليمن بقيادة السعودية، خاصة أن هناك دولًا كثيرة علقت علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع المملكة بسبب هذه الأمور”.

وشدد “سباستيان” على أنه الهدف الخفي للملكة هو إظهار أنها تشهد تقدمًا فيما يخص المرأة، لكن في الواقع لا تزال تحرمها من حقوقها، وأضاف أن “الولايات المتحدة” و”السعودية” تربطهما علاقات وثيقة بسبب “النفط”، كما أن زوج، “إيفانكا ترامب”، إبنة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، يُعتبر صديقًا مقربًا من ولي العهد السعودي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب