كتابات – واشنطن / خاص
جاء قرار مجلس الشيوخ الأمريكي أمس الجمعة بالموافقة على تعيين الجنرال المتقاعد، لويد أوستن، ليعيد مرة أخرى ملف التواجد العسكري الأمريكي في العراق لبورصة التوقعات، فعلى الرغم من الاتجاه الذي عبرت عنه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانسحاب من العراق تدريجيا، وهو ما تزامن مع رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي عن انسحاب أكثر من نصف القوات الأمريكية
لويد أوستن ليس مجرد أول وزير دفاع أسود في تاريخ الولايات المتحدة، بل هو من القادة العسكريين الأمريكيين الذين تولوا ملف العراق منذ فترة مبكرة، واشتهر أوستن على الدوام بمعارضته الشديدة لأى قرار يتعلق بسحب أو حتى تقليص التواجد العسكري الأمريكي في العراق. شارك أوستن في عملية غزو العراق سنة 2003 شارك بصفة مساعد قائد فرقة المشاة السابعة في غزو العراق، وفي فبراير 2008 أصبح أوستن القائد العسكري الثاني من حيث التراتبية في العراق بعد أن تم تكليفه بقيادة القوات المتعددة الجنسية التي تواجدت في هذه الفترة في العراق، حيث كان تحت قيادته نحو 152 ألف عسكري.
وفي سبتمبر 2010 تولى أوستن قيادة القوات الأمريكية في العراق، وجرت مراسم منصبه الجديد بمشاركة نائب الرئيس الأمريكي حينئذ والرئيس الحالي، جو بايدن . وتولى أوستن في ذلك الوقت مهمة الإشراف على وضع وتطبيق خطة الحملة العسكرية لدحر “داعش” في العراق وسوريا، وأصر على ضرورة التركيز على محاربة التنظيم الإرهابي في العراق، ولتحقيق هذا الهدف عارض اوستن على الدوام أى أفكار تطرح لتقليص حجم القوات الأمريكية في العراق ، بل وطلب أوستن زيادة التواجد الأمريكي في العراق من 14 حتى 18 ألف عسكري، وكان خلال هذا الوقت يشرف على الانتقال من عملية “حرية العراق” إلى عملية “الفجر الجديد”، وكان منخرطا بشكل ناشط في المشاورات الداخلية الأمريكية، ثم المفاوضات مع حكومة العراق، التي أفضت إلى توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وعارض أوستن الانسحاب الأمريكي بالكامل من العراق، وكان يصر على ضرورة إبقاء عشرة آلاف جندي في العراق بصفة مستمرة على اعتبار أن تواجد القوات الأمريكية في العراق سوف يعطي الولايات المتحدة فرصة لمواجهة أى تهديدات محتملة من الأراضي الإيرانية أو من المنظمات التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمات إرهابية في سوريا.
