25 أبريل، 2024 10:46 ص
Search
Close this search box.

تعويض النفط الإيراني خسارة للسعودية .. مُكايدة سياسية تستنزف موارد البلدين لصالح “ترامب” وأوروبا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

ليس أفضل من تلك الفرصة أمام حاكم أكبر بلد عربي؛ على خلاف ممتد مع “طهران”، كي يتخلص من النظام في إيران عبر تضييق الحصار وتكبيده خسائر ليست على أرض معركة عسكرية، إنما هي حرب اقتصادية توجهها “واشنطن” بإمتياز وتسير على نصها حرفيًا “السعودية”، استكمالاً لدفع الجزية “الترمباوية” المفروضة على “آل سلمان” بالإستجابة إلى طلب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، هذه المرة برفع الإنتاج من النفط السعودي إلى أكثر من 11 مليون برميل يوميًا، وهو مستوى غير مسبوق، متحدية الاتفاقات مع أعضاء “منظمة أوبك” دون النظر لتبعات تلك القرارات والمستفيدين منها..

خسائر إيرانية يقابلها مكاسب سعودية لا تذهب للسعوديين !

يقول المدافعون عن القرار إن هناك خسارة إيرانية جراء وقف استيراد النفط منها؛ يقابلها مكاسب كبيرة للسعودية تتمثل في زيادة حصتها في السوق لتعويض هذا النقص ربما بنحو 80 مليون دولار يوميًا، لكن هل تذهب تلك الأموال للسعوديين حقًا، أم لـ”ترامب” حصته وعمولته من تلك القرارات مقابل الرضا ودعم “محمد بن سلمان”؛ حتى يجلس على عرش المملكة خلفًا لوالده دون نزاعات.. ؟!

المؤيدون لتلك الخطوة من جانب “السعودية”؛ يرون أنها ستؤدي إلى إلحاق خسائر كبيرة في الاقتصاد الإيراني وارتفاعات ملحوظة في أسعار السلع بـ”إيران”، فضلاً عن انخفاض قيمة عملتها التي تواصل معاناتها، وصولاً إلى الهدف المطلوب وهو إسقاط نظام “الملالي” في إيران، خاصة مع وصول سعر البرميل الواحد من البترول إلى نحو 70 دولار.

الغرور تملك الطامحين في العرش..

وهناك من المحللين من يؤكد أن الغرور تملك الطامحين للسلطة في “المملكة العربية السعودية” فرأوا في بلادهم القدرة على تغطيه النقص الذي سيحدث في أسواق النفط جراء العقوبات التي ستفرض على “إيران”، وقدرتها أيضًا على تحمل انخفاض أسعار النفط أكثر من غيرها من الدول النفطية !

فبينما تراه الرياض إخضاعًا لإيران، يراه المعارضون لتلك التحركات خنوعًا سعوديًا لـ”ترامب” دون مناقشة، وكأن الرئيس الأميركي يأمر وعلى الملك “سلمان” أن ينفذ؛ فليس أطيب من مكايدة إيران !

المال لـ”ترامب” والتقشف للسعوديين..

لكن المستفيد الأكبر برأي المعارضين لتحركات الملك “سلمان” وولده، هو “ترامب” الذي يتأكد يومًا بعد يوم أن “النفط السعودي” ستذهب أرباحه إلى “واشنطن”، وليس مهمًا لـ”الرياض” ما يشكو منه السعوديون أنفسهم من ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار فواتير الكهرباء والضرائب وإجراءات تقشفية لم يعتدها السعوديون..

فلا يعني الرئيس الأميركي اقتصاد السعودية، وهو يستهدف هنا عصفورين بحجر واحد، أولاً خنق “إيران” اقتصاديًا، وثانيًا زيادة مداخيل الجزية من “السعودية”، فهي في نظره كما قالها من قبل “بقرة حلوب” يستفيد من حليبها وعندما ينتهي منها يذبحها !

مرحلة ما قبل سقوط الشاه.. أحزاب إيران تسقط قريبًا..

يراهن الملك “سلمان”، وولده “محمد”، على ما أكده لهما الرئيس الأميركي، من أن الأوضاع الإيرانية الحالية تشبه مرحلة ما قبل إسقاط “شاه إيران”، وأنه في النهاية سينتصر الشعب الإيراني ويسقط المرشد الأعلى، “خامنئي” !

وللقرار السعودي آثار أخرى؛ ربما تظهر في تحجيم التدخل الإيراني بأحزابها وقواتها في كل من “سوريا والعراق واليمن ولبنان”، إذ إن التواجد العسكري له كلفته الضخمة التي تتطلب مواردًا مفتوحة ورصيدًا لا ينتهي من الأموال لدعم العسكريين المتواجدين على الأرض بالسلاح والعتاد، وإذا ما ضعف هذا التواجد ستضعف على الفور الأحزاب المدعومة من إيران في تلك البلدان.

السعودية طلبت حصار إيران وإسرائيل دعمتها..

لكن ثمة رأي آخر يقول إن “بن سلمان” هو من طلب وقف استيراد النفط من “إيران”، على أن تعوض بلاده حصتها في الأسواق، مع تعويض حصة “فنزويلا”، المفروض عليها عقوبات هي الأخرى.

فضلاً عن تدخل “السعودية” بالمال، مع ضغط إسرائيلي على “ترامب” للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، ليأتي الآن الدور على “السعودية” لتغطية السوق وزيادة حجم الإنتاج اليومي من “البترول”، بحسب ما اتفق عليه الطرفان !

إيران وفنزويلا لن يلتزمان.. والسعودية تستنزف مواردها..

ولأنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فإن قرار السعودية بني تأسيسًا على أن إيران ستلتزم هي وفنزويلا بالعقوبات المفروضة عليهما؛ ولن يفكرا في حيل لتصدير إنتاجهما من النفط سواء لـ”الصين” بالنسبة للأولى و”روسيا” للثانية، لكن العكس هو الذي سيحدث، وإن كان بأساليب يصعب رصدها، وبالتالي فإن الزيادة في المعروض ستعمل على خفض أسعار النفط أو على الأقل ثباتها، وهو ما سيلحق ضررًا بالجميع وفوضى في قطاع النفط وكل الدول التي يعتمد اقتصادها على النفط..

إيران ستلجأ إلى تخفيض السعر مكايدة في السعودية..

ولنتخيل هنا إذا ما عاندت إيران وخفضت من أسعار نفطها لجذب مشترين من دول كبرى لنفطها، ساعتها سيكون أكبر المتضررين هي السعودية نفسها؛ التي عمدت إلى ضخ كميات ضخمة من رصيدها النفطي، إذ ساعتها سيكون عليها هي الأخرى تخفيض أسعار النفط بصورة أقل من النفط الإيراني !

أميركا هي المستفيد الأول..

وهي خطة ربما يسعى إليها “ترامب” نفسه لاستنزاف موارد البلدين العدوين، “إيران و”السعودية”، بصورة غير منضبطة تسمح فيما بعد للنفط الأميركي بإغراق الأسواق بأسعار مرتفعة، بعد أن يتأكد من السيطرة على مراكز النفط في العالم وإفقارها لصالح بلاده..

فالرئيس الأميركي، ومنذ أن وصل إلى البيت الأبيض في كانون ثان/يناير 2017، لا يتعامل مع الأنظمة العربية كرئيس لأعظم دولة في العالم، بل يتعامل معهم كرجل أعمال مبتز استطاع في عام واحد استنزاف أموال العرب واستثمارها في وطنه في مشروعات تنموية واقتصادية، وفي مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية، وهو ما لم يستطع فعله الرئيس السابق، “باراك أوباما”، في ثمانية أعوام !

الرجل استغل شبح إيران المزعوم، وأصبح ذاك الذعر السعودي من تمددها في المنطقة، مصدر ثراء لـ”ترامب” وعائلته وأعوانه…

إيران تُحذر والصين تنقذها..

أما على الجانب الآخر؛ فقد طلبت “إيران” من الدول الأعضاء في “منظمة أوبك” الإمتناع عن أي إجراءات أحادية، محذرة من تقويض وحدة المنظمة، وذلك عقب علمها بنية “السعودية” رفع إنتاجها من النفط لمستوى قياسي خلال شهر تموز/يوليو 2018.

وقال وزير النفط الإيراني، في رسالة لنظيره الإماراتي الذي يتولى رئاسة (أوبك) هذا العام، إن أي زيادة في الإنتاج من جانب أي دولة عضو بشكل يفوق الإلتزامات المنصوص عليها في قرار (أوبك)، تمثل خرقًا للاتفاق..

وبين الرجل أن أي زيادة أحادية للإنتاج تتجاوز إلتزامات الدول الأعضاء في قرار (أوبك) الأخير ستشجع الولايات المتحدة على إتخاذ إجراءات ضد إيران !.. وهو تصريح يعد اعترافًا من مسؤول رسمي بخطورة القرار على اقتصاد إيران كبلد منتج للنفط فرضت عليه عقوبات مؤخرًا من قبل واشنطن !

لكن ما لم تعمل حسابه السعودية، هو أن إيران بدورها تعتمد على سوق مهم في آسيا للحصول على نفطها وشحنه من أراضيها، وعلى رأسه السوق الصيني الذي دخل في حرب تجارية معلنة مع أميركا، ما يعني أن الصين لن تنصاع للأوامر الأميركية بقطع التعاملات الاقتصادية والنفطية مع إيران، أما البلد الثاني الذي يقوم بعملية شحن النفط الإيراني إلى السوق الآسيوي فهو “الهند”، الذي لم يعط، إلى لحظة كتابة هذه السطور، أي موافقة لواشنطن على وقف التعاملات النفطية مع طهران..

أوروبا لا يعنيها غير مصالحها..

وأوروبا بدورها لا يعنيها غير مصالحها، وستتحايل على العقوبات المفروضة على إيران باستغلال شركات خاصة لاستيراد النفط من إيران في عمليات يومية لا يمكن مراقبتها وتتبعها من قبل أميركا، وحتى المسؤولين الروس أنفسهم سيستغلون تلك العقوبات بسحب نفط فنزويلا بأقل الأسعار مع الاحتفاظ برصيد بلادهم النفطي دون استنزاف !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب