خاص : ترجمة – محمد بناية :
يبدو أنهم سوف يقومون بتعميد قتلة الأطفال بدلاً من الأطفال !.. فلقد بدأ “البابا فرانسيس” زيارته إلى “الإمارات” و”السعودية”، بينما يتجرع عشرات الآلاف من أطفال “اليمن” الموت نتيجة القصف السعودي والإماراتي والمجاعة غير المسبوقة في التاريخ.
ولم يتوقف الأمر على عدم انتقاد قتلة الأطفال، وإنما أطلق “البابا” على “الإمارات” اسم “نموذج التعايش السلمي، والأخوة، ونقطة التقاء بين الحضارات والثقافات المتنوعة”.
وياللعجب !.. فـ”الإمارات”، التي تقصف “اليمن” وتفرض حصارًا على دولة “قطر” إنطلاقًا من ثقافة أصيلة، وتُناصب الثقافات الإسلامية الأخرى العداء وتعتز فقط بالثقافة الغربية، هي بالنسبة لزعيم الكاثوليك نموذج لـ”التعايش السلمي والأخوة” (!).. على حد زعم صحيفة (الشباب) الإيرانية التابعة للحرس الثوري الإيراني.
زيارة غير مناسبة أفقدت “البابا” الكثير من ثقله العالمي !
ومما لا شك فيه أن زيارة “البابا” إلى “الإمارات” و”السعودية”؛ هو مشروع سعودي بالأساس يستهدف تبييض جرائمهم في “اليمن” وفضيحة دعم تنظيم (داعش) الإرهابي، في “سوريا” و”العراق”، وربما يهدفون إلى الانسحاب من المستنقع اليمني طاعة لأمر “البابا”؛ بشأن “استمرار وقف إطلاق النار في اليمن”، لكن هذا عاطفي جدًا حتى أن مسؤول سابق في منظمة الـ (سي. آي. إيه)، قد صرح: “زيارة البابا إلى الإمارات، التي تُشارك في جريمة اليمن الإنسانية، ليس خيارًا مناسبًا، ويقضي على جزء كبير من وزن وثقل البابا في الشرق الأوسط”.
توجه “البابا فرانسيس”، إلى “الإمارات” للمشاركة في المؤتمر الدولي، (الأخوة الإنسانية)، بمدينة “أبوظبي”، وطالب باحترام اتفاق وقف اطلاق النار في “اليمن”.
وبحسب تقرير فضائية (العربية)؛ فقد تطرق “البابا”، قبل التوجه إلى “الإمارات”، إلى مسألة “حرب اليمن” خلال كلمة بـ”الفاتيكان”، وقال: “أطلب إلى كل الأطراف المنتفعة والمجتمع الدولي، التوقيع سريعًا على احترام الاتفاقيات، وإتخاذ الإجراءات التي تضمن توزيع الغذاء والعمل لصالح الشعب اليمني”.
جاءت زيارة زعيم “الفاتيكان” إلى “الإمارات” كإستجابة لدعوة، “محمد بن زايد آل نهيان”، ولي عهد “أبوظبي”، والذي طلب إليه زيارة “الإمارات” والمشاركة في “المؤتمر الدولي للأديان”، الذي سيعقد باعتباره جزءًا من المشروع الإماراتي لعام “التسامح”، (المرونة).
وقد تبادل “البابا”، بمجرد زيارته “أبوظبي”، الأحد الماضي، الحوار مع ولي العهد الإماراتي وألقى خطابًا في “مؤتمر الأديان”؛ وأقام كذلك مراسم العشاء الرباني في أحد الأندية الرياضية ووضع، بالمشاركة مع “أحمد الطيب” شيخ الأزهر، حجر الأساس لبناء مسجد وكنيسة جديدة.
كذلك سوف توقع الزعامتين الدينيتين المنشور العالمي، “للسلام، والأخوة والاحترام المتبادل”، نيابة عن مليارات الأتباع حول العالم.
واستنادًا إلى تقرير صحيفة (الغارديان) البريطانية؛ فقد أعلن “البابا فرانسيس”، في رسالة مصورة قبيل الزيارة، أن “الإمارات” تسعى كى تتحول إلى “نموذج للتعايش السلمي، والأخوة ونقطة التقاء بين الحضارات والثقافات المتنوعة”. وأضاف؛ مشيرًا إلى أننا “جميعًا على اختلافاتنا أشقاء وشقيقات”، “تسعى، (الإمارات)، إلى كتابة ورقة جديدة في تاريخ العلاقة بين الأديان”.
وكانت “الإمارات” قد أطلقت على العام الميلادي 2019، عام (المرونة)، حتى تُعم، (طبقًا للإدعاءات الإماراتية)، الوسطية والإعتدال.. لكن تدعيم عشرات التنظيمات السلفية في “سوريا” والإعتداءات في “اليمن” ينُم عن تغطية هذه الإيماءات التي يضطلع بها “آل نهيان” بموجب توصيات غرف العمليات النفسية “الأميركية-الصهيونية”؛ بغرض تبييض ملفها الأسود في مجال حقوق الإنسان.
انتقادات لـ”البابا فرانسيس”..
تعرض “فرانسيس” للنقد بسبب زيارته، التي تستغرق يومين، إلى “الإمارات” على خلفية دور الأخيرة في الحرب اليمنية باعتبارها جزءًا من التحالف السعودي ضد “جماعة الحوثي”.
يقول “إميل نخله”، المسؤول السابق بمنظمة، (سي. آي. إيه): “زيارة البابا إلى الإمارات، في ظل مشاركة أبوظبي بالحرب اليمنية؛ غير قابل للتأويل”.
وأضاف في حوار إلى صحيفة (نشنال کاتولیکریپورتر): “ما تزال الإمارات تشارك بالجريمة الإنسانية في اليمن، ومن ثم فإن زيارة البابا إلى الإمارات خيار غير موفق. ولولا يطرح القضية اليمنية أثناء الزيارة، فسوف يفقد جزءًا كبيرًا من وزنه وثقله بالشرق الأوسط”.
كذلك أعرب “پاكس كريستي”، الراهب الكاثوليكي المناصر للسلام، عن أمله في أن يتمكن البابا “من إقناع القادة في الإمارات من تبني سياسة أخرى بخصوص اليمن”.
واستنادًا إلى تقرير مهام “ابن دورز”، المعني بالرقابة على عمليات الإيذاء التي يتعرض لها المسيحيين، يستطيع المهاجرون المسيحيون في “الإمارات” التعبد بشكل شخصي فقط، لأن الحكومة لا تسمح لهم بالعبادة العلنية.
كذا كتب مراقبون معنيون بحقوق الإنسان رسالة إلى “البابا فرانسيس”، زعيم المسيحيين الكاثوليك في العالم، شرحوا خلالها مخاوفهم حيال تداعيات مشاركة “الإمارات العربية المتحدة” في العمليات العسكرية للتحالف، الذي تقوده “المملكة العربية السعودية” في “اليمن”، وكذلك استمرار حملات السلطة الإماراتية على حرية التعبير وغيرها من الحريات الأخرى. وطلب الموقعون على الرسالة، إلى “البابا فرانسيس”، طرح هذه المشاكل على اجتماع الأديان تحت عنوان الأخوة الإنسانية في “الإمارات”.
وقالت “سارا ليا ويتسون”، مدير وحدة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة حقوق الإنسان، في بيان صحافي: “رغم تأكيدات الحكومة الإماراتية بخصوص المبادرة، فلا توجد أي إشارات واقعية على تحسن سوابق حقوق الإنسان، لكن الإمارات أثبتت إلى أي مدى تتحسس لشكلها على الصعيد العالمي، وعلى البابا فرانسيس استغلال فرصة الزيارة والضغط على قيادات الإمارات لأداء دورها في مجال حقوق الإنسان على الصعيدين الداخلي والخارجي”.